أدى إعلان المملكة العربية السعودية أمس، عن زيادة إنتاجها من النفط الخام إلى ارتفاع أسعار استئجار الناقلات العملاقة على خط الخليج – الصين بأكثر من %233 متجاوزة 100 ألف دولار لليوم الواحد، مقارنة مع نحو 30 ألفاً فى بداية الأسبوع.
وذكرت وكالة رويترز، أن السعودية أعلنت أن شركة أرامكو سترفع إنتاجها إلى 12.3 مليون برميل يومياً فى أبريل القادم، بزيادة قدرها 300 ألف برميل فوق الطاقة القصوى للإنتاج، لدرجة أنها استأجرت 14 ناقلة شحن عملاقة بشكل مبدئي، بجانب أسطولها الذى يضم 42 ناقلة.
واللافت أن منظمة أوبك لكبرى الدول المصدرة للبترول، أعلنت أمس أن تفشى فيروس كورونا وتكبيده الأسواق العالمية واقتصاد معظم الدول خسائر فادحة، سيمحو نمو الطلب على البترول خلال العام الجارى، مقارنة مع توقعات منذ شهر أشارت لنموه %1.
وكانت المنظمة تتوقع فى فبراير الماضى ارتفاع الإنتاج بحوالى مليون برميل يومياً، لكنها ترى الآن أن الزيادة لن تتجاوز 60 ألفاً، مع هبوط الأسعار إلى حوالى 36 دولاراً للبرميل، مسجلة أدنى مستوى منذ حوالى أربع سنوات، ولن يكون إنتاج النفط الصخرى مجدٍ اقتصاديا وسط هذه الأسعار المتدنية، علاوة على ضعف الطلب.
وفشلت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، ومن بينهم روسيا فى إطار ما يعرف بمجموعة أوبك +1 فى التوصل لاتفاق بشأن تخفيض الإنتاج لدعم الأسعار، ما دفعها للهبوط، مع انهيار بسبب توقف المصانع الصينية لعدة أسابيع خلال الشهر الماضى.
وهوت أسعار الشحن فى فبرايرالماضى إلى النصف تقريباً، وسيؤدى تواصل الضغط بسبب المخاوف من التداعيات الاقتصادية لتفشى فيروس كورونا وتأثيره على الطلب، إلى لجوء السعودية للتخزين على الأرض وليس على الناقلات لارتفاع تكلفة التخزين باستخدام الناقلات خلال الفترة المقبلة.
وقال أمين الناصر، الرئيس التنفيذى لعملاق النفط أرامكو، إنه تلقى توجيهاً من وزارة الطاقة بزيادة الطاقة الإنتاجية مليون برميل ليصل إلى 13 مليوناً يومياً، وكانت الشركة تضخ نحو 9.7 مليون برميل يوميا فى الأشهر القليلة الماضية.
من ناحيتها أكدت وكالة فيتش الأمريكية للتصنيف الائتماني، أن النزول الحاد فى أسعار النفط، يدفع تصنيفات سيادية لدول مصدرة أضعف مالياً للانخفاض، مشيرة إلى أن دول مثل السعودية والعراق وسلطنة عمان ونيجيريا وأنجولا ستعانى من ضعف الإيرادات البترولية، بعد هبوط أسعار العقود الآجلة للخام بحوالى 20% الاثنين الماضى، فى أكبر تراجع يومى منذ حرب الخليج عام 1991.
وقال وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك، إن خطط السعودية لزيادة طاقة إنتاج النفط ليست الخيار الأفضل، وذلك مع احتدام الخلافات بشأن سياسة الإنتاج بين البلدين.
وأظهرت بيانات معهد البترول الأمريكى أن مخزونات النفط الخام فى الولايات المتحدة ارتفعت بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، بمقدار 6.4 مليون برميل لتصل إلى 453 مليوناً، فى حين كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 2.3 مليون.