ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء لتواصل مكاسبها، في ظل إعلان الصين عن أقل عدد يومي لحالات الإصابة بفيروس كورونا القاتل منذ أواخر يناير، ما خلق حالة من التفاؤل لدى المستثمرين بشأن إمكانية تعافي الطلب على الخام في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وذكرت وكالة رويترز أن خام برنت ارتفع 1.12 دولار أو ما يعادل 2.1 % مسجلًا 55.13 دولار للبرميل.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 74 سنتا أو 1.5 % ليصل إلى 50.68 دولار للبرميل.
وبحسب بيانات حتى الثلاثاء، فإن معدل ارتفاع حالات الإصابة بوباء كورونا في الصين تراجع إلى أدنى مستوى منذ 30 يناير.
ومع ذلك، فإن الحذر ما زال يسيطر على خبراء بشأن توقع موعد الوصول المحتمل للتفشي إلى ذروته ومن ثم بدء تراجعه.
وتسببت قيود فُرضت على السفر إلى الصين ومنها في خفض استهلاك الوقود.
وقالت أكبر شركتين لتكرير النفط في الصين إنهما ستقلصان عمليات التكرير بنحو 940 ألف برميل يوميًا، نتيجة انخفاض الاستهلاك، أو ما يعادل نحو 7% من استهلاكهما من الخام في 2019.
وتسببت المخاوف بشأن الطلب من التفشي في دفع خامي برنت وغرب تكساس الوسيط لأدنى مستوياتهما في 13 شهرًا يوم الاثنين، والخامان القياسيان منخفضان ما يزيد على 20% من المستويات المرتفعة التي بلغاها في يناير.
وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس إنها خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 310 ألف برميل يوميا، بالنظر إلى عرقلة تفشي فيروس كورونا لاستهلاك النفط في الصين، ثانى أكبر مستهلك للخام فى العالم.
أوبك توصي بتقليص آخر للإنتاج بواقع 600 ألف برميل يوميًا
وفيما يتعلق بالإمدادات، أوصت منظمة أوبك بخفض آخر للإنتاج بواقع 600 ألف برميل يوميًا الأسبوع الماضي لكبح تراجع أسعار الخام.
بيد أن روسيا مترددة في الالتزام بالخفض الإضافي، بينما ترغب السعودية في اتفاق كبار مصدري الخام على خفض سريع للإمدادات.
يُذكر أن الخبراء يتوقعون أن يتكبد الاقتصاد العالمي خسائر تفوق 160 مليار دولار بسبب فيروس كورونا.
والخسائر تتجاوز بواقع أربعة أضعاف ما سببه فيروس “سارس” الذي اجتاح الصين سنة 2003.
وقدرت خسائر الفيروس، وقتئذ، بنحو 40 مليار دولار وأدى المرض إلى خفض مساهمة الصين في إجمالي الناتج العالمي بقرابة 170%.
أما اليوم، فيتوقع الخبراء أن تنخفض مساهمة الصين بشكل أكبر، نظرًا لدور الصين المحوري في التجارة العالمية، بالنظر إلى أنها أصبحت أكبر سوق للسيارات وأعلى مصدر ينفق على السياحة الدولية.