أحمد المسلماني في مؤتمر ماسبيرو للدراما: قوتنا الناعمة اليوم عند مفترق الطرق

إما التراجع في التنوير والتأثير أو أن يكون المستقبل امتدادًا للماضي قوة تضاف إلى قوة

أحمد المسلماني في مؤتمر ماسبيرو للدراما: قوتنا الناعمة اليوم عند مفترق الطرق
رحاب صبحي

رحاب صبحي

6:49 م, الثلاثاء, 22 أبريل 25

فى بداية مؤتمر تطوير الدراما فى ماسبيرو، قال الكاتب الصحفي أحمد المسلماني باسم الهيئة الوطنية للإعلام في جمهورية مصر العربية، يطيب لي أن أرحب بحضراتكم في هذا الملتقى المهم، والذي يطرح للنقاش والحوار -الآن ودائمًا مستقبل الدراما في مصر. وإنّه لمن دواعي سروري أن أشهد مع زملائي، اليوم، عودة نجوم مصر ونجماتها من صنّاع قوتنا الناعمة إلى ماسبيرو من جديد.
لقد طال الانتظار، لكنّه تحقق أخيرًا، فأهلًا وسهلًا بحضراتكم في بيتكم الأول التليفزيون المصري.
لقد شرّفني السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتولّي المسئولية في الهيئة الوطنية للإعلام في هذه المرحلة الممتلئة بالتحديات، وإننا نعاهد سيادته على بذل قصارى جهدنا وإخلاصنا من أجل ماسبيرو، ومن أجل بلادنا.

وأوضح المسلماني أن السينما والدراما لا تخصّ أصحابها وحدهم، بل تخصّ مجتمعًا يزيد على المائة مليون إنسان، ومحيطًا عربيًّا وإقليميًّا يقارب نصف المليار نسمة، ولمّا كان الأمر كذلك فإنّه من الضروري أن يكون هناك حوار مجتمعي مستمر يضم المفكرين والأكاديميين ودوائر المثقفين من أجل تعزيز إبداعنا، وتصحيح مساراتنا، ودعم أهداف بلادنا في تحقيق الأمن والرخاء، وفي توسيع مساحة العقل والحرية، وترسيخ قيم العلم والبناء.

وأضاف المسلماني: تعاني بلادنا موجاتٍ متقطعة من التطرف الديني، ومعاداة الفن والإبداع، كما تواجه حربًا شرسة على أبنائها من قبل بارونات المخدرات العالمية، حتى أصبحت بلادنا من بين أكبر دول العالم في المعاناة من خطر المخدرات، التي تمثل حربًا كيميائية على بلادنا، إنه سلاح دمار شامل يهدد أجيالنا في صمت.
تبذل الدولة جهودًا كبيرة لمواجهة ذلك الخطر الكبير، ومن الواجب أن يكون الإبداع شريكًا في الحرب والمواجهة.
مؤكدًا: لا يجوز للمبدع أن يقف في الجانب الآخر من المعركة.

وذكر المسلماني أن مصر تعاني أيضًا شحًّا في المياه، أدخلنا في دائرة الفقر المائي، تتوازى مع ذلك أخطار من جهة الجنوب تدعمها أيادٍ خارجية، تريد الضغط الدائم علينا، في مسألةٍ تهدد الحدود والوجود. ثم إن مصر تعاني حالةً من الاضطراب الثقافي لدى الأجيال الجديدة، وصعود الروافد الأجنبية على حساب الإبداع المصري والفكر الوطني.
فمصر تواجه كذلك أزمات إقليمية عند حدودها، وفي قلب مجالها الحيوي، وهى أزمات لا تنتهي إلا لتبدأ ولا تبدأ حتى تواصلَ وتستمر ظلماتٌ بعضها فوق بعض. وسط ذلك كله تتبدّى أهمية ما تقومون به، وما يجب أن نعمل جميعًا للقيام به فالحرب هى حرب الأفكار والسلوك، والخسارة فيها لمن يسئ، استخدام القوة الناعمة.

وتابع المسلماني: لدى مصر قوة ناعمة تمتد لآلاف السنين، حيث تعلّم كبارُ فلاسفة العالم في مدينتنا الرائعة الإسكندرية، ومن أبيدوس محافظة سوهاج أقدم عواصم الأرض خرجت قيم الدولة والقانون، وفنون الكتابة والإبداع.

مضيفًا أنه عبر آلاف السنين وعبر طبقات حضارتنا الشاهقة فرعونية وقبطية وعربية إسلامية وصولًا إلى عصر الحداثة المصري، الذي امتد مائتي عام، قادت مصر قافلة الثقافة في مركز العالم القديم من جديد.
لقد أضاء عصر الحداثة المصري العالم العربي من المحيط إلى الخليج روايةً وموسيقى، فيلمًا ومسلسلًا، برنامجًا ومقالًا.

وأكد المسلماني أن قوتنا الناعمة اليوم عند مفترق الطرق إمّا التراجع في التنوير والتأثير، أو أنْ يكون المستقبل امتدادًا للماضي قوةً تضاف إلى قوة، وعطاء يضافُ إلى عطاء، لا خيار في الإجابة لدينا، لا تراجع أبدًا، بل صعودٌ مستمر، دورٌ رائد وعطاء أبدىّ حتى نهاية التاريخ.

واختتم المسلماني قائلًا: وأخيرًا مبدعات مصر ومبدعيها ومثقفات مصر ومثقفيها، أجدّد الترحيب بحضراتكم في بيتكم الأول ماسبيرو عنوان القوة الناعمة العربية عبر واحدٍ وتسعين عامًا من الإذاعة والتليفزيون والدراما والسينما متمنيًا لحضراتكم مؤتمرًا موفقًاوحوارًا خلاقًا.

رحاب صبحي

رحاب صبحي

6:49 م, الثلاثاء, 22 أبريل 25