أزمة «إيفرجراند» تتفاقم مع انعدام الثقة واستعادة ملايين العملاء حجوزات مساكنهم

ديونها تعادل %2 من الناتج المحلى الإجمالى للصين

أزمة «إيفرجراند» تتفاقم مع انعدام الثقة واستعادة ملايين العملاء حجوزات مساكنهم
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

6:32 ص, الأربعاء, 29 سبتمبر 21

تفاقمت أزمة إيفرجراند ثانى أكبر شركة عقارية فى الصين من حيث المبيعات والأكثر مديونية عالميا بسبب نقص السيولة التى نجمت عن ديون تراكمت لتتجاوز 305 مليارات دولار، أو %2 من الناتج المحلى الاجمالى للبلاد.

وذكرت وكالة بلومبرج أن أزمة شركة إيفرجراند بدأت بوادرها منذ بداية العام الجارى مع تراكم ديونها وتخلفها عن سداد الأقساط والفوائد بسبب نقص السيولة مع استعادة ملايين العملاء مقدمات حجوزات مدفوعة للشركة لانعدام ثقة المستهلكين ، وتظاهر الموظفين البالغ عددهم 123 ألف شخص احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم ، فاضطرت لرهن بعض ممتلكاتها ومعداتها لتوفير بعض السيولة لسداد جزء من القروض.

1300 مشروع عقارى

ورغم أن شركة إيفرجراند تملك سبع شركات تابعة تعمل فى مجالات مختلفة ولديها 1300 مشروع عقارى فى 280 مدينة فى أنحاء الصين ، وتدعم بنك الشعب الصينى PBOC بضخ 14 مليار دولار فى سوق العقارات ،إلا أنها تعانى من أزمة سيولة أدت إلى تخلف عن سداد أعباء بقيمة 13 مليار دولار منذ بداية العام الجارى وحتى الآن.

واسيقظت الأسواق العالمية منذ حوالى أسبوعين على كابوس جديد مع انهيار البورصات الصينية عندما تجاوز انخفاض أسعار أسهم شركة إيفرجراند التى تبلغ قيمة أصولها 352 مليار دولار حوالى %85 منذ بداية العام الحالى حتى الآن حيث ترتبط بنحو 128 بنكا و121 مؤسسة مالية غير مصرفية، مما يعمق أثر الأزمة على العديد من القطاعات الاقتصادية فى أنحاء الصين.

إفلاس بنكي

وتعرضت شركة إيفرجراند للتطوير العقارى المثقلة بالديون لسلسلة من الخسائر الحادة التى قلصت أسعار أسهمها طوال أيام الشهر الجارى لتفاجئ الأسواق العالمية بأزمة عقارية جديدة تزيد من المخاوف التى تتزامن مع حدث مشؤوم، وهو حلول الذكرى السنوية الثالثة عشر لإفلاس بنك ليمان براذرز الأمريكى الذى يعد أكبر إفلاس بنكى فى تاريخ البنوك اتلأمريكية ،ونجم عن انهيار العقارات الأمريكية.

ولم تحدث أزمة ديون شركة إيفرجراند بين ليلة وضحاها، ولكنها بدأت منذ عام 2018 عندما تخلفت الشركة عن سداد ديون بأكثر من 4 مليارات دولار، وتفاقمت المشاكل خلال عام وباء كورونا الذى جعلها تقدم فى أواخر عام 2020 تخفيضات على وحداتها وعقاراتها بحوالى 30% ضمن جهودها المبذولة لمحاولة جذب العملاء ولكن بدون جدوى.

وتضم ديون شركة إيفرجراند حوالى 572 مليار يوان كقروض من البنوك والمؤسسات المالية الأخرى ،علاوة على 240 مليار يوان مستحقة فى أقل من عام واحد ،بينما بلغ متوسط الفائدة على الاقتراض %9.02 اعتباراً من 30 يونيوالماضى.

انتعاش اعقارى

وتأتى أزمة ديون شركة إيفرجراند العملاقة برغم أن الاستثمارات العقارية فى الصين زادت بنسبة 15.9 % خلال الثمانية شهور الأولى من هذا العام ،بالمقارنة مع مستوى عام ماقبل الوباء، كما زادت الاستثمارات فى المبانى السكنية 13 % مع تركيز حكومة بكين على تطوير مساكن الايجار التى تدعمها الحكومة لتوفير مساكن للشعب.

وكانت الصين شيدت اكثر من 80 مليون وحدة سكنية مدعومة من الحكومة خلال الخطة الخمسية الماضية لتتحسن الظروف السكنية لاكثر من 200 مليون شخص كانوا يعانون من صعوبات فى العثور على سكن ، مما ساعم فى ارتفاع مبيعات المساكن بنسبة 15.9 % ، والوحدات التجارية بنسبة %22.8 حتى نهاية أغسطس.

ولم تتمكن شركة إيفرجراند من سداد استحقاق فوائد سندات مارس 2022 الدولارية والبالغة 83 مليون دولار فى 23 سبتمبر الجارى ، ولم تشهد البنوك المرتبطة بها تدفق أى دفعات فائدة إلى حسابات عملائه الدائنين التى تخص سندات العملاق العقارى.