ساعات قليلة تفصلنا عن افتتاح كأس العالم 2022 في قطر، البطولة الأعرق في عالم كرة القدم، إذ تتوجه جميع الأنظار صوب الدوحة، استعدادًا لمواجهة قطر والإكوادور المقرر إقامتها مساء اليوم في السادسة بتوقيت القاهرة، على استاد البيت.
ومن المقرر أن ينطلق مونديال قطر 2022 في الفترة من 20 نوفمبر الجاري وحتى 8 ديسمبر المقبل، بمشاركة 32 منتخبًا من مختلف أنحاء العالم.
وخلال هذا التقرير، نستعرض أغرب القصص والأحداث التي عاصرتها بطولة كأس العالم عبر تاريخها:
حفل زفاف مونديالي فوق عشب فيودروم مارسيليا
قرعة كأس العالم 1998 الذي أقيم في فرنسا، أسفرت عن صدام بين منتخب النرويج مع البرازيل في إطار المجموعة الأولى، المباراة ستجمعهما في الجولة الثالثة من دور المجموعات، فرصة جيدة بالتأكيد لكل من النرويجي أويفيند أكيلاند والبرازيلية روز أنجيلا دي سوزا، المرتبطان منذ مدة بعيدة، ويبحثان عن مكانٍ مناسب لإقامة حفل زفافهما.
لنقيم حفل الزفاف في نفس يوم المباراة احتفالًا بهذا اللقاء، بل لن نقف عند هذا الحد فحسب، حفل الزفاف سنجعله يُقام داخل أرضية الملعب، ليشاهد كل من بداخل استاد فيلودروم مارسيليا بفرنسا هذا العُرس الذي سيسبق المباراة المرتقبة.
هذا الحفل لن يقام بالتأكيد دون موافقة من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، لنقدم طلبًا رسميًا نطلب فيه إقامة حفل زفاف سريعًا قبل انطلاق المباراة، وهو ما لقى استحسانا وقبولا من فيفا بعد البحث وراء أكيلاند وأنجيلا.
وقرر في النهاية منح الضوء الأخضر لعقد مراسم الزواج على الملعب الواقع في مدينة مارسيليا، ولكن مع شرط واضح من جانب الاتحاد الدولي، حيث طلب منهما بعدم إفصاح هذا الأمر للصحافة، حتى لا تنهال عددًا من الطلبات للاتحاد الدولي لكرة القدم للتقدم بمثل هذا الأمر.
شفرة حلاقة تُنهي مسيرة حارس منتخب تشيلي
كان على منتخب تشيلي أن يتخطى عقبة البرازيل في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 1990، من أجل التأهل إلى المونديال وتحقيق حلم الجماهير، إذ كان يجب على أي من المنتخبين الفوز في الجولة الأخيرة والحاسمة لحسم تأهل أي منهما.
المواجهة ذهابًا انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 على أرض تشيلي وبالتحديد في استاد سانتياجو، ليكون ملعب الماراكانا بالبرازيل هو الحاسم والفاصل في حسم تأهل أحد المنتخبين إلى كأس العالم.
المباراة أقيمت وسط حضور جماهيري ممتلء عن آخره، البرازيل متقدمة بهدف نظيف كاف للعبور بالسامبا إلى المونديال، وسط احتفالات من الجماهير داخل المدرجات حتى الدقيقة 67، وقبل أن تتحول أرضية الملعب لفيلم سينمائي مليء بالإثارة والغموض.
وسط احتفالات من جماهير البرازيل بالشماريخ، تم إلقاء أحدهما على أرضية الملعب، ليملأ الدخان جوانب المرمى الخاص بحارس تشيلي التاريخي وقتها بروبرتو روخاس، وقبل أن يتم تنقية الهواء، خرج روخاس على الجميع وهو ممتلئ بدمائه على أرضية الملعب قبل أن يُنقل بسيارة إسعاف خارج الملعب، وقتها تدخل قائد تشيلي على الفور وطالب اللاعبين بالخروج من الملعب.
وقتها ظن الجميع أن الشماريخ التي ألقتها الجماهير البرازيلية كانت السبب في ذلك، أمر منطقي، إلا أن عدسات المصور ريكاردو ألفيري الذي كان متواجدًا خلف المرمى رصدت إخراج روبرتو روخاس شفرة حلاقة من قفازيه ليجرح نفسه وقت أن كان متخفيًا بعوامل الدخان الذي ملأ جوانب الملعب.
عدسة ريكاردو ألفيري بمفردها هي من استطاعت تغيير المشهد وقلب الآية تمامًا على منتخب تشيلي، إذ قرر الاتحاد البرازيلي إرسال تلك الصور إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وعليه صعدت البرازيل إلى كأس العالم 1990 وعوقبت تشيلي وحارسها ومدربها بجانب طبيب المنتخب أيضًا.
وبسبب هذا الحدث التاريخي، تم عمل فيلم وثائقي بعنوان “أنا مذنب”، وقتها تحدث روخاس خلاله قائلًا: جرحت نفسي بشفرة حلاقة، وجرحت كرامتي، لكنني لو كنت أحمل جنسية الأرجنتين أو البرازيل أو أوروجواي حتى، لما تمت معاقبتي بهذا الشكل”.
من جانبه، قال المصور التاريخي للحادث: شعرت بالأسف تجاه روخاس، كان حارس مرمى كبير ورائع للغاية، بسبب صورة واحدة تم إيقافه مدى الحياة، لكن ما فعلته كان مهام عملي، فأنا مصور صحفي”.