من الممكن أن تنخفض مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 43% فى العام 2020، فيما سجلت أعلى مبيعاتها العام الماضى بواقع 2.2 مليون سيارة، وفقا لما ورد فى تقرير صادر عن مؤسسة “وود ماكنزى”.
وأوضح التقرير الذى نشر نتائجه موقع “أويل برايس” العالمي المعني بتغطية أخبار النفط، أن السبب في الهبوط المحتمل فى مبيعات السيارات الكهربائية هذا العام يُعزى إلى القيود المفروضة على السفر والتنقل في إطار التدابير التي تتخذها حكومات الدول لمواجهة فيروس “كورونا” التاجي المستجد المعروف اصطلاحيا بـ “كوفيد-19″، جنبا إلى جنب مع الركود الاقتصادي الوشيك والذي قلل شهية الأشخاص في شراء المركبات، لاسيما المكلفة منها مثل السيارات الجديدة.
وذكر معدو التقرير أن الوضع الاقتصادي على الأرجح أن يقوض من استخدام الأشخاص للتكنولوجيا الجديدة.
وأضاف التقرير أن تأثيرات تفشى “كوفيد-19” على الصين، أكبر سوق للسيارات الكهربية في العالم، واضح جدا للعيان، مشيرا إلى أن مبيعات السيارات الكهربية في البلد الآسيوي والأكثر تعدادا للسكان في العالم بنسبة 54% بنهاية شهر يناير الماضي حينما ظهر الوباء القاتل هنام وتحديدا في مدينة ووهان وسط البلاد.
وقال تقرير “وود ماكنزي” إنه من المتوقع أن تكون أرقام مبيعات فبراير الماضي أكثر سوء، بهبوط نسبته 90%.
وشهدت مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا قفزة كبيرة، حيث زادت بنسبة 121% في يناير الماضي، قبل أن يقوضها فيروس كورونا.
والآن وبعد مضى ثلاثة أشهر، وفيما تستأنف الصين اقتصادها ببطء برغم موجة ثانية من الإصابات التي تلوح في الآفق لديها، لا تزال أوروبا تصارع “كوفيد-19” دون جدوى، وهو ما ينعكس بالطبع على اقتصاداتها التي تعاني في الأصل.
وتتسبب إجراءات مكافحة كورونا والتي تأخذ أشكال قيود التنقل والحركة والغلق الوطنى، وهو ما عطل بالفعل سلاسل الإمدادات، وأحدث انقسامات سياسية داخلية في دول القارة، في زلزلة الاتحاد الأوروبى.
ونتيجة لذلك انكمش الاقتصاد في منطقة العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” بنسبة تزيد على 10% فى النصف الأول من العام الحالى، بحسب دراسة مسحية أجرتها شبكة “بلومبرج” الإخبارية الأمريكية.
وفي الربع الثاني من 2020 وحده، من المتوقع أن تشهد منطقة “اليورو” هبوطا بنسبة 8.3%. وفيما لا تعتبر تلك نسبة سيئة مثل التوقعات الأسوأ الخاصة بالاقتصاد الأمريكي، فإنها تمثل صدمة كبيرة لسوق السيارات الكهربائية.
وحتى الاقتصاد النرويجى، الذي يشتهر دائما بقوته، فمن المتوقع أن يشهد انكماشا هذا العام نتيجة فيروس كورونا.
والنرويج هي سوق السيارات الكهربائية الأقوى فى عموم أوروبا، ولهذا تمثل تلك أنباء سيئة لتلك الصناعة الحيوية.
وبالمثل فإن المملكة المتحدة التي تمثل سوقا كبيرة أخرى فى السيارات الكهربية، قد تشهد انكماشا بنسبة 35% في ناتجها المحلي الإجمالي بسبب كورونا. كما أنه من المتوقع أن يسجل الاقتصاد الألماني انكماشا بنسبة 9.8% في الربع الثاني من العام الحالي.