طالب بعض الأشخاص عبر حساباتهم الشخصية بضرورة إلغاء المهرجانات السينمائية وتوجيه ميزانيتها المخصصة لها لدعم السينما والأفلام المصرية ، وذلك بعد أن ظهرت سلبيات مختلفة لبعض المهرجانات التي أقيمت مؤخرا وأثيرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وكان آخرها مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والذي لم تحقق دورته الأخيرة انتشارا كبيرا ، بالإضافة لباقي المهرجانات التي تتكلف ميزانية مادية كبيرة.
جمال زايدة : قيمة المهرجانات السينمائية بالغة الأهمية لأنها تخرج من بلد يصنع سينما منذ 120 عاما
وقال الكاتب جمال زايدة ورئيس مهرجان شرم الشيخ السينمائي للمال : إن المهرجانات السينمائية في مصر لن يتم إلغاؤها أبدا وهذا كلام مؤكد من وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم قائلة له : ” لن يتم إغلاق أي حدث ثقافي “.
وأكد أن قيمة المهرجانات السينمائية بالغة الأهمية لأنها تخرج من بلد تصنع سينما منذ 120 عاما ولها تاريخ سينمائي عظيم ، بالإضافة إلى أنها تطرح العديد من القضايا للنقاش العام، فهناك ندوات تقام بها وأهميتها التركيز على أهمية الاهتماما بصناعة السينما وعدد الأفلام السينمائية انخفض إنتاجها السنين الماضية بعد التركيز على الإنتاج الدرامي.
وأشار إلى أن السينما تظل تلعب دورا بالغ الأهمية أن مصر تحتل مكانتها في الوطن العربي والمنطقة بشكل عام، موضحا المسألة لا تقدر ماديا لأن الفيلم السينمائي يمكن أن يتكلف 40 مليون جنيه لكن دعم مهرجانات السينما في مصر كلها لا تزيد عن 10 ملايين جنيه أي لا تقدر بربع تكلفة فيلم سينمائي واحد .
وأردف قائلا : إن هذه المهرجانات تجلب لنا مخرجين وسينمائيين من كافة أنحاء العالم ، الذين يأتون لمصر ويعلمون الطلبة في فعاليات المهرجانات بالورش المختلفة صناعة السينما والأخراج والتصوير السينمائي وغيرها من فنون السينما المهمة ، بالإضافة إلى أنه يتم تكريم صناع السينما المهمين في هذه المهرجانات سواء من على قيد الحياة أو الذين رحلوا عنننا وذلك أمر مهم.
واستطرد زايدة قائلا إن الهدف من إقامة مهرجانات السينما أنه تم تكليف المجتمع المدني بهذا الأمر ، فحينما يتم طرح مسألة إلغاء المهرجانات أننا نضرب المجتمع المدني في مقتل ونقول للعالم أن مصر لا تريد نشاط للمجتمع المدني وذلك لن يكون مقبولا دوليا.
ماجدة خير الله : هذه المهرجانات لها تواجد كبير ويحضرها جمهور أيضا وقت إقامتها
وعلقت الناقدة ماجدة خير الله على هذا الأمر فقالت : هذا الكلام هراء ولا يمكن أن يتحقق بسهولة ، لأن الدولة لا تنتج أفلام السينما لذلك ميزانية المهرجانات السينمائية لن تنصب على السينما كما يتصور البعض .
كما أن هذه المهرجانات لها تواجد كبير ويحضرها جمهور أيضا وقت اقامتها ، مثل مهرجان الموسيقى العربية لا يمكن أن يتم إلغاؤه لأن له مريدوه كل عام ينتظرونه من السنة للأخرى ، وكذلك مهرجان أسوان للمرأة له جمهور كبير ويناقش أفلامها وقضاياها المختلفة وله جمهور كبير وكذلك مهرجان القاهرة السينمائي يعتبر عالميا ومصر مصنفة دوليا بسببه ويكاد يكون المهرجان الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي له صفة عالمية ومن يحصل على جائزة فيه كأنه فاز بتكريم عالمي وساهم في ثقافة الجمهور وصناع السينما سينمائيا بدرجة كبيرة ، مؤكدة أن فكرة إلغاء المهرجانات السينمائية ظلامية.
وأوضحت أن مهرجان الجونة السينمائي لا يمكن مقارنته مع باقي المهرجانات ، لأن ميزانيته الضخمة تنفق عليه من جانب أشخاص وليس الدولة.
محمود قاسم : هذه المهرجانات لم تقدم فيلما سينمائيا إنتاجه مصري للمهرجانات الدولية
بينما يرى الناقد السينمائي محمود قاسم، أن مهرجانات السينما أصبحت مرهقة مادية ولا توجد لها فوائد كبرى بل هي مجرد سبوبة للذين يتواجدون فيها ليس أكثر.
وأكد أن هذه المهرجانات لم تقدم فيلما سينمائيا إنتاجه مصري يستطيع المشاركة في المهرجانات الدولية المهمة.
وتابع أنه لو تم إلغاء مهرجانات سينمائية الفترة القادمة ستخصص ميزانيتها لدعم صناعة السينما المصرية كثيرا والتي تراجعت خلال السنين الأخيرة بشكل ملحوظ ، نتمنى أن يكون لدينا في العام 30 فيلما سينمائيا جيدا مثلما يوجد نفس العدد بالنسبة للمهرجانات.