أعلن الاتحاد الدولى للنفايات الطبية ISWA أن النفايات الطبية الملوثة بفيروس كورونا على مستوى العالم ارتفعت بنسبة تتراوح بين %30 و%50 خلال النصف الأول من العام الجارى تبعا لأعداد الإصابات والوفيات التى تتصدرها حاليا الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا والهند بينما توقفت هذه الأعداد تقريبا منذ بداية أبريل فى الصين موطن الوباء بفضل قدرة حكومة بكين على احتواء الوباء.
الإنفاق العالمى على التخلص منها يرتفع من 9.5 مليار دولار العام الماضى إلى 16.8 مليار فى غضون 6 سنوات
وتتوقع إدارات النفايات الطبية على مستوى العالم أن ينمو الإنفاق عليها من 9.5 مليار دولار العام الماضى إلى 16.8 مليار دولار بحلول عام 2026 لتحقيق الإدارة الآمنة لنفايات الرعاية الصحية من خلال تقليل النفايات غير الضرورية، وعزل النفايات العامة عن الخطرة، ومعالجة النفايات بطريقة تقلص من المخاطر التى يتعرض لها العاملون فى الهيئات الصحية والمجتمع.
قفزت كميات النفايات الطبية الناجمة عن الوقاية والعلاج من فيروس كورونا بأكثر من %600 لتتجاوز 266 طنا يوميا من مدينة ووهان الصينية وحدها أثناء تفاقم مرض كوفيد 19 خلال الربع الأول من العام الجارى.
واستطاعت إدارة إقليم هوبى الذى انتشر منه مرض كوفيد 19 لبقية أنحاء العالم أن تبتكر نظاماً لمعالجة النفايات الطبية المعدية والملوثة بالفيروس فى غضون 24 ساعة بعد أن قفز حجم النفايات من 180 طنا فى اليوم إلى أكثر من 667 طنا يوميا بينما زادت النفايات فى مدينة ووهان عاصمة هذا الإقليم من 50 طنا إلى 266 طنا فى اليوم.
وتحاول حكومات العالم التصدى لمشكلة أخرى غير الوقاية والعلاج من فيروس كورونا وهى ظهور طوفان من النفايات الطبية الملوثة فى العديد من الدول المتقدمة والنامية على حد سواء بعد أن تفشى الوباء المميت قى أكثر من 200 دولة.
ارتفاع حجم النفايات الطبية فى أمريكا 40 %
يحاول عمال القمامة والصرف الصحى فى الولايات المتحدة التصدى للنفايات الطبية التى قفزت مستوياتها بأكثر من %40 خلال الشهور القليلة الماضية بسبب تزايد استخدام الماسكات والقفازات والملابس البلاستيكية وتغييرها أكثر من مرة فى اليوم الواحد للحد من انتشار العدوى بمرض كوفيد 19 مع تفاقم الوفيات والإصابات بين الأمريكيين.
وذكرت شبكة CNBC أن هؤلاء العمال أصبحوا جزءا من قوة العمل التى تكافح على جبهة مواجهة وباء كورونا وباتوا أيضا ضمن نسبة %20 من الوظائف الأكثر خطورة فى الولايات المتحدة لاحتمال إصابتهم من فيروس كورونا أثناء جمع النفايات الطبية الملوثة والتخلص منها أو إعادة تدويرها.
وطالب دافيد بيدرمان المدير التنفيذى لرابطة النفايات الصلبة لأمريكا الشمالية SWANA المسئولة عن إدارة هذه النفايات الناس بوضع النفايات فى أكياس أو حاويات مغلقة لتقليل مخاطر العدوى لعمال جمع القمامة بعد أن تعرض أكثر من 1000 عامل منهم للإصابة بفيروس كورونا خلال الربع الثانى من العام الجارى ومعظمهم فى ولاية نيويورك بينما تراجعت النفايات التجارية بحوالى %50 بسبب إغلاق المطاعم والمقاهى وغيرها لتنفيذ سياسة الحظر ودعوة الناس للبقاء فى البيوت.
نقص محطات حرق النفايات ببعض الدول سيؤدى لانتشار الأمرض المعدية
ذكرت وكالة بلومبرج أن نقص محطات حرق النفايات فى بعض الدول سيؤدى إلى انتشار الأمراض المعدية والمشاكل الصحية التى ستزيد من الأعباء والتكاليف التى تتحملها الحكومات لمكافحة وباء كورونا الذى أصاب حوالى 13 مليون شخص حول العالم حتى الآن ومازالت الأعداد ترتفع من يوم لآخر.
وقدر بنك التنمية الآسيوى ADB حجم النفايات الطبية فى مانيلا عاصة الفيلببين بحوالى 280 طنا كل يوم زيادة على نفايات ما قبل ظهور كوفيد 19 وفى جاكرتا عاصة إندونيسيا بأكثر من 212 طن يوميا ويرى البنك أن عدداً قليلاً من الدول هو الذى يمكنه التصدى لمعالجة الكميات الضخمة المتولدة من مكافحة كورونا.
وكانت وزارة البيئة الصينية أعلنت فى مارس الماضى بعد أن تمكنت حكومة بكين من احتواء الوباء أن النفايات الطبية فى مدينة ووهان موطن فيروس كورونا قفزت 600 % أثناء ذروة تفاقم المرض عن المستوى الطبيعى قبل الأزمة الصحية.
وأكد شاردول أجراوالا رئيس قسم التكامل الاقتصادى والبيئى فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD على أن وباء كورونا تسبب فى اندلاع الطلب على المنتجات البلاستيكية التى تستخدم مرة واحدة فقط ثم يتم التخلص منها مثل القفازات والماسكات وأدوات اختبار الإصابة بالفيروس والتى يتم تصنيعها أساس من اللدائن.
وتبذل حكومات العالم ووكالات المحافطة على البيئة منذ سنوات طويلة جهودا مكثفة لإعادة تدوير %50 من نفايات المنتجات البلاستيكية من خلال محاولة تقليص استهلاك المنتجات البلاستيكية التى تستخدم مرة واحدة فقط للحد من الانبعاثات السامة التى تتدفق من محطات حرقها فى المناطق الحضرية والمدن لتأتى مشكلة النفايات الطبية الملوثة التى يتضخم حجمها كل يوم فى العالم لتتفاقم أزمة السموم الغازية الناجمة عن حرق المنتجات البلاستيكية التى ليس لها حل سوى الحرق لأنها لا تتحلل عند دفتها تحت الأرض وتسبب المزيد من المشاكل للبيئة بحسب شاردول أجراوالا.
العالم يشهد زيادات هائلة فى توليد النفايات الطبية الملوثة بفيروس كورونا
وقال أجراوالا إن جميع دول العالم تقريبا تشهد زيادات هائلة فى توليد النفايات الطبية الملوثة بفيروس كورونا كما جاء فى بيانات العديد من المدن الآسوية ومنها ووهان و مانيلا وجاكرتا أثناء ذروة انتشار كوفيد 19 فى الصين وغيرها من الدول المجاورة لها.
وأعلن معهد البيئة فى تايلاند أن حجم النفايات الطبية الملوثة قفز إلى 50 طنا كل يوم فى المستشفيات والمراكز الطبية بحلول أبريل الماضى بينما لا تستطيع محطات حرق النفايات البلاستيكية حرق سوى 43 طنا فقط وكان العجز فى مدينة ووهان أسوأ لأن محطات الحرق فيها لا تستطيع التخلص إلا من 49 طنا فقط فى اليوم لكن مكافحة كورونا هناك كان ينتج عنها نفايات بحجم بلغ 240 طنا يوميا ليتجاوز هذا المستوى بخمس مرات تقريبا.
وأدى أيضا إغلاق الحدود بين الدول والمدن فى نفس الدولة إلى عرقلة الجهود المبذولة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية العادية والطبية مما جعل الحكومات تضطر للتوسع فى طاقة الأفران الحالية لديها لمنع تراكم القمامة المعتادة و النفايات الطبية المعدية التى طرأت حاليا.
ويرى أجراوالا أن معالجة المنتجات البلاستيكية بالحرق يمثل أحد الحلول الطارئة للتصدى للزيادة السريعة فى النفايات الطبية لكنه ليس بالضرورة أفضل حل لأن هناك عوامل مثل جودة الهواء والصحة العامة يجب مراعاتها بدقة والمحافظة عليها بقدر الإمكان.
واشتكت وكالة اوشنز آسيا لحماية البيئة من انتشار النفايات الطبية الملوثة مختلطة داخل مقالب القمامة العادية أو ملقاة على شواطئ البحار والمحيطات كما اكتشفت الوكالة أثناء بحثها عن التلوث البلاستيكى أكواماً هائلة من الماسكات والقفازات والملابس البلاستيكية اللازمة للوقاية من كورونا تغطى مجموعة جزر سوكو الصغيرة على ساحل هونج هونج وهذا يعنى انعدام السياحة على هذه الجزر التى باتت ملوثة بالفيروس.
ودفعت المخاوف الصحية من الوباء العديد من شركات بيع التجزئة الكبرى لإتخاذ إجراءات مثل مجموعة مقاهى ستارباكس الأمريكية التى منعت العملاء من إحضار أكواب قابلة للاستخدام أكثر من مرة خوفا من انتقال العدوى بمرض كوفيد 19 وكذلك شركات السوبر ماركت مثل تارجيت وتريدر جوز لم تعد تسمح للمتسوقين بإحضار أكياس مستعملة لوضع مشترياتهم فيها خوفا من انتشار العدوى أيضا.
ومع ذلك تقول وكالة جرينبيس الأمريكية لأبحاث المخاطر الصحية إن تزايد المخاوف من انتشار العدوى عند استخدام المنتجات القابلة للاستخدام عدة مرات لا أساس لها لأن فيروس كورونا بمكنه البقاء وقتا طويلا على أسطح الأكياس الجديدة أو المستعملة ولذلك يجب تطهير أسطح الأكياس من كلا النوعين باستمرار ما يجعلها آمنة حتى مع انتشار الوباء.
وينصح أجراوالا الحكومات التى تحاول منذ مدة طويلة معالجة مشكلة النفايات البلاستيكية بالتصدى لمشكلة النفايات الطبية الطارئة فى الوقت الذى تخطط فيه للتعافى من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن مكافحة وباء مورونا وذلك حتى تتجنب سنوات ضائعة فى إيجاد حلول لمشكلة التلوث البلاستيكى العالمية ولاسيما أن التأثير البيئى الضار سيتحدد بكيفية الخروج من الأزمة الصحية خصوصا إذا بات فيروس مورونا جزءا من حياتنا اليومية ولذا يتعين على الحكومات ابتكار حلول مستدامة طويلة الأجل.
العالم يواجه أكواماً ضخمة من النفايات الطبية ويسعى لتحسين كفاءة إدارتها
ويواجه العالم أكواماً ضخمة من النفايات الطبية بسبب أزمة تفشى فيروس كورونا فى مختلف بلدانه التى تسعى حكوماتها لتحسين كفاءة النظام الصحى وسلامة المجتمع من خلال إدارة النفايات الطبية بالأساليب السليمة ولاسيما أن إجراءات الحظر والتباعد الاجتماعى والتعقيم لن تكون مفيدة إذا تناثرت النفايات الطبية المليئة بالفيروسات بين السكان وباتت مصدراً لتلوث المياه والتربة والهواء.
ووضعت منظمة الصحة العالمية نعريفا للنفايات الطبية بأنها نواتج ثانوية للرعاية الصحية تشمل أدوات حادة وأخرى غير حادة ملوثة بالدم وأجزاء من الجسم وأنسجته ومواد كيميائية ومستحضرات صيدلانية ومواد مشعة علاوة على فيروس كورونا والأدوات والملابس المستخدمة للوقاية منه. وتبلغ نسبة المخلفات الخطرة %15 من الكم الإجمالى لمخلفات أنشطة الرعاية الصحية.
وتنتج الدول المرتفعة الدخل فى المتوسط، نحو 500 جرام من المخلفات الخطرة يومياً لكل سرير علاج مقابل 200 جرام يومياً لكل سرير علاج للبلدان المنخفضة الدخل قبل ظهور كورنا ولكن بعد انتشار الوباء تضاعفت هذه المخلفات بحوالى خمس مرات كما فى مقاطعة هوبى الصينية حيث بلغت فى أول شهرين من العام الحالى نحو 365 طناً مقابل 17 طناً فى عام 2018 بأكمله.
تضاعفت نسب النفايات الطبية فى فرنسا أربع مرات منذ ظهور الوباء فيها، فمع الطلب المتزايد على الملايين من الأقنعة الواقية، بدأت تتراكم جبال من مخلفات الكمامات والقفازات والمعدات الصحية فى الحاويات، هذا الوضع تزامن مع إغلاق ما بين %42 و%45 من مراكز فرز النفايات، و%99 من مراكز إعادة تدويرها فى فرنسا، ويهدف القرار إلى حماية عمّال النظافة والعاملين فى هذه المراكز من خطر تفشى العدوى والحد من التلوث.
وإعتمدت معظم البلديات فى مقدمتها العاصمة باريس على خيار تخزين هذه النفايات وتغليفها فى انتظار إيجاد حلول للتخلص منها بطريقة آمنة، كدفنها أو حرقها، فيما تتناثر فى بعض الشوارع الأقنعة والقفازات المستخدمة، مما يشكل خطرًا إضافيًا لانتشار الفيروس، وهو ما يشكّل قلق المسؤولين فى فرنسا.
معالجة النفايات الطبية فى الدول العربية
وفى العالم العربى أعلنت بلدية دبى عن معالجة أكثر من 350 طناً من النفايات الطبية الملوثة، الناتجة عن الفحوص والتدخلات العلاجية المتعلقة بكورونا حتى شهر أبريل الماضى، فمثلاً تعاقدت بلدية دبى مع إحدى الشركات المتخصصة فى مجال معالجة النفايات الطبية لتوريد محطة نفايات طبية متنقلة ومتطورة، لزيادة قدرتها اليومية على معالجة هذه النفايات.
بينما قدر أحد أعضاء مجلس النواب المصرى بأن متوسط حجم النفايات الطبية اليومية لجميع مستشفيات مصر وصل بسبب أزمة كوفيد-19 إلى 300 طن يومياً بينما حذرت وزارة البيئة من خطورة النفايات الطبية الخاصة بعلاج مصابى كورونا فى المستشفيات، ودعت إلى إضافة مواد مطهرة على المخلفات قبل نقلها من المنشأة الصحية الموجودة فيها، وأوصت بحرقها ودفنها بالطرق الآمنة بدلا من انتشارها فى شوارع القاهرة لانعدام وعى الناس وعدم وجود سلال قمامة.
ودشنت وزارة البيئة موقعًا إلكترونيًّا لإدارة المخلفات الطبية، «بهدف تتبُّع المخلفات الواردة من جميع المنشآت الصحية وضمان سلامة عملية التسلم والتسليم، بالإضافة إلى رصد كمياتها كما أكد طارق العربى مدير مشروع إدارة المخلفات الطبية والإلكترونية ضمن خطة إدارة نفايات الرعاية الصحية فى المنشآت الصحية التى يتم فيها جمع المخلفات الطبية من داخل مستشفيات الحجر الصحى يوميًّا، وتشمل القفازات والكمامات والسترات الواقية والحقن الطبية، بجانب محتويات سلال المهملات.
وفى المغرب، أصدرت وزارات الطاقة والمعادن والبيئة والصحة بيانًا مشتركًا، شددت فيه على اعتماد نظام صارم للتخلص من النفايات الطبية الخاصة بمرض كوفيد-19، بخلاف تقوية مراقبة الشركات العاملة فى المجال؛ للتأكد من معالجة النفايات الطبية على النحو المطلوب، قبل التخلص منها فى الأماكن المخصصة لذلك إلى جانب مراقبة المؤسسات الصحية لضمان اتباعها للتدابير المنصوص عليها فيما يتعلق بالنفايات الطبية.
وأطلقت وزارة الطاقة والمعادن والبيئة فى المغرب حملة واسعة، تهدف إلى توعية الناس بأهمية التخلص من الكمامات الواقية بطريقة سليمة عبر نشر النصائح والتعليمات من خلال القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعى والملصقات بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، وقد تم إقرار إجبارية وضع الكمامات الواقية بالنسبة للمواطنين أثناء تنقلاتهم للضرورة، كما تقوم وزارة الداخلية بتتبع عمليات جمع النفايات المنزلية والتخلص منها، وتعقيم الحاويات والأماكن العمومية، وتوعية المستخدمين فى قطاع النظافة بمخاطر النفايات، وتزويدهم بملابس ومعدات الوقاية التى تحميهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
وأشاد أحمد القطارنة، أمين عام وزارة البيئة الأردنية بالإجراءات التى اتخذتها مصر، وأشار إلى أنه يجرى اتباع نظام مشابه فى الأردن وأنه تم تعيين مسؤول عن القمامة الطبية داخل المستشفيات، يعمل على وزنها فى منشآت العزل قبل نقلها، وتسجيل كل البيانات الخاصة بها وأنواعها بشكل يومى الإجراء ويعمل بالتنسيق مع البلديات ويتبع البروتوكولات المنصوص عليها دوليًّا فى التعامل مع النفايات الطبية الخطرة وتنبيه المستشفيات بأن مسؤولية فرز القمامة الطبية تقع عليها.
وصرحت النيابة العامة فى السعودية عبر تغريدة على تويتر بأن نفايات الرعاية الصحية لفيروس كورونا المستجد تمثل نفايات خطرة، وتلتزم المنشآت الطبية بمعالجتها وإدارتها بطرق آمنة وسليمة داخلها وحال نقلها لمعالجتها خارج المنشأة يُحظر أى ممارسات من شأنها الإضرار بالصحة العامة أو البيئة، طبقًا للنظام العام للبيئة.
وشهدت جميع الدول ارتفاعاً سريعاً فى أعداد الإصابات التى تجاوزت 12 مليون حالة فى العالم مما أدى إلى تضخم أكوام النفايات الطبية الملوثة ومنها بقايا طعام المرضى المصابين، وقوارير المطهرات والمعقمات، والكمامات المتنوعة والقفازات الطبية التى تضاعف إنتاجها عالمياً ربما عشرات المرات، بعد أن بات يستخدمها معظم الناس للوقاية من كورونا ولم يعد استخدامها مقتصراً على الطواقم الطبية وقد تتحول إلى عامل جديد لانتشار الفيروس إذا تخلص منها الناس بشكل خاطئ.
ومع تضخم كميات النفايات الطبية التى تشكل خطراً صحياً، وتسبب ضغطاً كبيراً على نظم إدارة النفايات عموماً، وإدارة النفايات الطبية خصوصاً فإنها تحتاج تحركاً سريعاً لمجابهة هذا التحدى من السلطات المعنية فى مختلف الدول، لمضاعفة طاقة منشآت معالجة النفايات الطبية لديها.
وأصدر المركز الدولى للتقنية البيئية التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة فى أوساكا باليابان دليلاً يتضمن عدداً من تقنيات معالجة النفايات الطبية المتعلقة بجائحة كورونا بالعمليات الحرارية أو الكيميائية أو الإشعاعية أو البيولوجية.
ورغم أن حرق النفايات الطبية مازال الأسلوب الأكثر انتشاراً للتخلص من أغلب النفايات الطبية الخطرة، إلا أن من عيوبه أنه يؤدى إلى انطلاق انبعاثات كربونية وغازات خطرة لابد من معالجتها أيضاً، ولهذا بدأت الطرق البديلة المعتمدة على التعقيم بالبخار وأشعة الميكروويف تكتسب شعبية متزايدة، إلا أن من عيوبها أنها تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
وقال إيريك تونر عالم الأوبئة فى مركز جونز هوبكنز الأمريكى للأمن الصحى إن التدابير الاحترازية لمواجهة تفشى فيروس «كورونا»، قد تستمر لفترة طويلة وأننا سنرتدى الكمامات والقفازات وغيرها من أدوات الوقاية من الوباء لسنوات عديدة قادمة وهذا يعنى استمرار تزايد أكوام النفايات الطبية.
ويرى المختصون أن الكمامات يلتصق بها لعاب وأن من يستخدمها لحوالى ثلاث ساعات ستصبح مصدراً شديد العدوى لذلك تعتبر النفايات الصادرة عن فيروس كورونا من ضمن الأدوات المساعدة لانتشاره كما يتخوف العديد من المواطنين من عودة انتشار المرض بسبب القاء الكمامات والقفازات بالشوارع العامة ولذلك من الضرورى حرق تلك الكمامات أو غسلها بماء ساخن جدا ثم وضعها داخل كيس بلاستيكي، وإلقائها داخل حاويات نفايات مخصصة لذلك ومغلقة بإحكام.