حذرت الرئاسة الفلسطينية اليوم (السبت)، من أن استفزازات إسرائيل في القدس ستؤدي إلى توتر هائل وكبير، داعية الإدارة الأمريكية إلى وقفها.
استفزازات إسرائيل في القدس
جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة للصحفيين في رام الله ردا على دعوات جماعات استيطانية تنظيم “مسيرة الأعلام” في مدينة القدس يوم الخميس المقبل.
وقال أبو ردينة، إن المسيرة المقررة “اختبار حقيقي للإدارة الأمريكية وعليها أن تثبت أن الاستفزازات الإسرائيلية والإجراءات أحادية الجانب وتهجير السكان في القدس ستؤدي إلى توتر هائل وكبير”.
وأضاف أن “اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى كانت الشرارة التي أشعلت الساحة الفلسطينية والعربية والدولية، والمظاهرات مستمرة حتى هذه اللحظة في العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية”.
وحمل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية الحالية أو القادمة مسؤولية التصعيد، محذرا من أن “الأمور ستكون في منتهى الخطورة على الجميع”.
وأكد أن القدس “أكبر من الجميع وهي ليست للبيع والقضية الفلسطينية مقدسة لدى العرب المسيحيين والمسلمين والعالم بأسره”، داعيا إلى وقف “الاستفزازات فورا كي نستطيع القول إن المنطقة تضع قدمها على بداية حلول تؤدي إلى سلام واستقرار”.
وشدد أبو ردينة على أن “حل القضية الفلسطينية هو مفتاح الأمن والسلم والحرب ودون ذلك ستبقى المنطقة بأسرها مشتعلة بسبب اعتداءات المستوطنين والاحتلال على الضفة الغربية والقدس وغزة”.
وأفادت صحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية اليوم، أن الشرطة الإسرائيلية وافقت على إقامة المسيرة التي ستمر من البلدة القديمة في القدس، ومحيط المسجد الأقصى المبارك وأبوابه، وصولا إلى ساحة البراق الجدار الغربي للمسجد.
وكان مقررا في العاشر من مايو الماضي أن تجرى المسيرة فيما يسمى يوم “توحيد القدس” أي ذكرى احتلال الشطر الشرقي منها، قبل أن يعدل مسارها نتيجة لضغوط شعبية ودولية، فيما ألغيت لاحقا مع إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية 4 صواريخ على المدينة يوم المسيرة.
جهود تثبيت التهدئة
من جهة أخرى، رحب أبو ردينة بكافة الجهود العربية والدولية والأوروبية في سبيل تثبيت التهدئة في الأراضي الفلسطينية، لكنه قال إن الجهة الوحيدة القادرة على إجبار إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ نظيره الفلسطيني محمود عباس في الاتصال الهاتفي الأخير بينهما بأنه ضد الإجراءات أحادية الجانب والبناء الاستيطاني وتهجير السكان والحفاظ على الوضع القائم في القدس وحل الدولتين على حدود عام 1967.
وتابع أبو ردينة، أن المواقف الأمريكية العلنية المتكررة وآخرها لقاءات وزير الخارجية أنتوني بلينكن أمس مع الجالية الفلسطينية في واشنطن أكدت على هذه المفاهيم، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني يسير في مرحلة جديدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وأن العلاقات العربية والدولية تسير على ما يرام.
ودعا الإدارة الأمريكية إلى ترجمة أقوالها إلى أفعال على الأرض وإجبار إسرائيل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي والشرعية الدولية بما فيها وقف الاستيطان غير الشرعي ويجب إزالته، مشددا على أن الدولة الفلسطينية ستقوم على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها المسيحية والإسلامية.
وختم أبو ردينة بقوله إن “السلام ليس بأي ثمن والاحتلال يجب أن يزول ولن تبقى مستوطنة واحدة أو حجر واحد في الضفة الغربية والقدس كما حصل في قطاع غزة، وعلى هذه القاعدة تتحرك القيادة الفلسطينية”.
وتصاعدت حدة التوتر في القدس وامتدت إلى الضفة الغربية وقطاع غزة منذ منتصف أبريل الماضي وسط غضب متزايد من احتمال إخلاء فلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح لصالح الجمعيات اليهودية.
استعادة مكانة القضية الفلسطينية
في سياق قريب، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أن اللجنة ستعقد اجتماعا لها برئاسة الرئيس عباس بعد غد الاثنين، لبحث عدد من الملفات التي تتعلق بتداعيات “العدوان” الإسرائيلي الأخير على غزة والحوار الداخلي الفلسطيني.
وقال مجدلاني في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، إن الوضع قبل “العدوان شيء، وما بعده شيء آخر، لاسيما وأن القضية الفلسطينية استعادت مكانتها على الساحة الدولية، خصوصا على الساحة الأمريكية، وشهدت تعاطفا دوليا غير مسبوق”.
وأضاف مجدلاني، أن الوضع الجديد “يتطلب منا استثمار النتائج والصمود والمواجهة مع الاحتلال، وكيفية التعامل مع تداعيات العدوان، من حيث الوضع الإغاثي، والإنعاش الاقتصادي، وإعادة اعمار غزة”.
وأشار إلى أن الاجتماع سيناقش ملف التهدئة، وضرورة أن تشمل كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، إضافة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بميثاق منظمة التحرير، وتكون قادرة على معالجة كل الملفات.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.