تخطط شركة الراجحى للاستثمار -ذراع مجموعة «عبد العزيز الراجحى السعودية» – للتوسع وتنفيذ صفقات جديدة فى كل من سوقها الرئيسية المملكة العربية السعودية، إلى جانب السوق المصرية التى بدأت الاستثمار بها لأول مرة مؤخرا عبر المساهمة فى منصة لايت هاوس للتعليم.
تنفيذ الصفقة قد يتم بنهاية الربع الأول من 2022 عبر زيادة رأسمال
وتعكف «الراجحى للاستثمار» حاليا على تقييم صفقة فى قطاع الأغذية والتجزئة بالسوق المصرية، ومنتظر الانتهاء منها بنهاية الربع الأول من 2022، فيما تخطط أيضا لطرح إحدى الكيانات الصناعية القائمة تحت مظلتها فى البورصة السعودية خلال العام المقبل.
وأكد محمد السمان، الرئيس التنفيذى لشركة الراجحى للاستثمار القابضة فى حوار مع «المال»، رؤية الشركة الإيجابية للسوق المصرية عن أبرز القطاعات المستهدفة، وأيضا كشف عن أبرز ملامح خطة الشركة فى سوقها الرئيسية السعودية.
فى البداية، أوضح السمان أن «الراجحى للاستثمار» هى واحدة من أكبر 10 شركات استثمارية فى المملكة العربية السعودية.
وتابع: تتنوع محفظة الراجحى للاستثمار ما بين القطاع الصناعى والعقارى والسياحى والمصرفى، وتتركز استثماراتها بشكل رئيسى فى السوق السعودية.
وقال إن أبرز استثمارات المجموعة الصناعية تتمثل فى شركات: «حديد الراجحى»، «بيرين» لصناعة المياه والتى تقوم بالتصدير لبعض دول الخليج، وأيضا شركة «الجزيرة» للأجهزة المنزلية، التى بدأت أعمالها فى السبعينيات وكانت من أولى الشركات التى تقوم بتصنيع التكييفات والسخانات فى السعودية، وشركة «فالكون» للمنتجات البلاستيكية.
وكشف السمان أنه توجد خطة لطرح بعض تلك الكيانات الصناعية فى البورصة السعودية خلال العام المقبل، وتم فعليا تعيين المستشارين الماليين، موضحا أن الهدف من الطرح هو تنمية أسواق المال وإعادة الاستثمار فى المجال الصناعى بالمملكة مساهمة فى تحقيق رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية.
وفى القطاع العقارى، لفت إلى أن شركة الراجحى للاستثمار لديها محفظة عقارات تتخطى 2000 عقار، ما بين إدارى وتجارى وسكنى، منتشرة فى جميع أنحاء المملكة وتدار المحفظة عن طريق شركة دعم للاستثمار العقارى التى تعتبر الذراع العقارية للمجموعة.
وذكر أن الشركة تركز بشكل كبير على المجال العقارى فى ظل مبادرة التمويل العقارى ومبادرة الإسكان فى المملكة والتى أحدثت نهضة فى القطاع، الذى يحقق نموا مضاعفا كل ربع سنة، ومن ثم فإن شركة «الراجحى» لديها تعاون مع عدة مطورين عقاريين لإنشاء مجمعات سكنية، وبذلك تحقق هدفين: الأول تسجيل عائد استثمارى جيد بالتزامن مع المشاركة فى عملية التنمية.
وتابع السمان أن من ضمن محفظة «الراجحى» أيضا الشركة السعودية للتطوير السياحى المالكة لفنادق «فوكو» الرياض و«فوكو» الخبر، وجارٍ بناء 3 فنادق فى المنطقة الشرقية، وتطوير فندقين فى مدينتى الخرج والأحساء، وتم الاستحواذ على الأراضى وجارٍ إنجاز التصاميم وطرح مناقصات التنفيذ للمقاولين.
وقال إنه يوجد أيضا مشروعان فى مكة ومخطط افتتاح أحدهما فى الربع الأخير من العام المقبل ليبدأ التشغيل مطلع 2023، مضيفا أن «الراجحى» تخطط لإنشاء مشروعات أخرى فى المنطقة الجنوبية، ليصل إجمالى فنادق الشركة إلى 8 أو 9 فنادق.
وذكر أن «الراجحى للاستثمار» أحد أكبر المستثمرين فى مصرف «الراجحى»، الذى يعد أكبر مصرف إسلامى فى العالم، كما أن لديها محفظة فى سوق المال، وكل استثماراتها متوافقة مع الشريعة، وهى متركزة فى المملكة العربية السعودية، موضحا أن العائد الاستثمارى جيد جدا فى السوق فى ظل رؤية 2030 والتطوير الاقتصادى القائم حيث أن سوق المملكة العربية السعودية تشهد نهضة كاملة فى كافة القطاعات.
العائد فى السوق المحلية مغرٍ جدا.. وتم إحداث تغيير إيجابى كبير
وتابع أن السوق المصرية من أكثر الأسواق الواعدة والكبيرة فى المنطقة والعائد بها مغرٍ جدا، لافتا إلى أن شركة الراجحى نفذت مؤخرا أولى استثماراتها بالسوق المصرية عبر المساهمة فى منصة لايت هاوس.
وكانت شركة «الراجحى السعودية» قد أعلنت مؤخرا انضمامها لمنصة “لايت هاوس” للاستثمار فى التعليم من خلال استثمار حوالى 75 مليون جنيه، وبهذا يصبح إجمالى الاستثمارات المشاركة فى الإغلاق الأول قد تتعدى 500 مليون جنيه.
ومنصة «لايت هاوس» مؤسسة بواسطة تحالف يضم صندوق مصر السيادى، وبنك مصر، والقابضة للتأمين، وبنك قناة السويس، برأسمال مستهدف 1.75 مليار جنيه.
وقال إن هذا الاستثمار يعتبر فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى، فى ظل اجتماع أطراف عديدة على درجة عالية من الخبرة والمكانة الاستثمارية تحت مظلة واحدة وهم، شركة iron wood والمهندس حسام قبانى والصندوق السيادى وبنك مصر والقابضة للتأمين والمصرف المتحد.
وأضاف أن قطاع التعليم فى السوق المحلية من المجالات الجاذبة للاستثمار جدا فى ظل الكثافة السكانية وأن أغلب المواطنين فى سن الدراسة، كما أنه قطاع دفاعى بطبيعته لا يتأثر بالهزات الاقتصادية.
وتابع أنه تم إحداث تغيير إيجابى كبير وتحقيق نقلة نوعية فى السوق المصرية خلال الفترة الماضية فى نواحٍ متعددة مثل البنية التحتية والطاقة وأيضا تعويم العملة، والاستقرار السياسى، ومبادرات البنك المركزى، وكلها عوامل محفزة لجذب الاستثمارات الأجنبية للسوق المصرية.
وقال إن شركة الراجحى تبحث حاليا عن فرص فى السوق المصرية بقطاعات أخرى مثل التكنولوجيا والتمويل الاستهلاكى والبنية التحتية، وطبعا من المفضل أن تكون شركات مصدرة وأن تكون هناك فرص للتكامل مع المجالات القائمة تحت مظلة “الراجحي”.
وكشف الرئيس التنفيذى لشركة الراجحى للاستثمار القابضة أنه جارٍ تقييم فرصة استثمارية فى السوق المصرية تتمثل فى الاستحواذ على حصة بكيان قائم بقطاع الأغذية والتجزئة عبر عملية زيادة رأسمال، ومن المخطط أن يتم إنهاء الصفقة بنهاية الربع الاول من العام المقبل.
وأشار إلى أنه توجد أيضا مفاوضات حول صفقة أخرى فى السوق المصرية، ولكن فضل عدم الإفصاح عن ملامحها فى المرحلة الراهنة.
وقال إنه لا توجد قيمة محددة للاستثمارات القادمة فى مصر، إذ إن الفرصة نفسها هى التى ستحدد حجم الموارد التى سيتم ضخها.
وأوضح أن الاقتصاد المصرى انطلق ومتوقع أن يحقق أداءً قويًا فى العام المقبل، وتابع السمان: إن جائحة كورونا أثرت على كل الأسواق وبالذات الناشئة التى سجل بعضها انكماشا اقتصاديا، إلا أن تأثيرها على السوق المصرية لم يصل لهذه الدرجة، واقتصر فقط على تقليل نسب النمو المحققة.
وعلى مستوى سوق المال رأى أن طرح “إى فاينانس” كان علامة جيدة جدا وظهر اهتمام كبير من المستثمرين الأجانب بالمشاركة فيه.
وأضاف أنه اتضح للجميع محاولات الجهات التنظيمية فى سوق المال لخلق محفزات للسوق، كما أن الأسهم المصرية عند مستويات مغرية جدا إذا ما تمت مقارنتها بأسواق المنطقة العربية، ومع ذلك فالبورصة المصرية تحتاج محفزات لتعزيز السيولة وخلق عمق أكبر للسوق، ولطرح شركات ذات ركائز مالية قوية وفى قطاعات مميزة مثل «إى فاينانس».
وبالعودة للسوق السعودية، قال إن الشركة تدرس حاليا فرصا فى قطاع الطاقة المتجددة ومراكز الداتا سنتر والبنية التحتية بالسعودية.
وذكر السمان أن شركة الراجحى تركز بشكل رئيسى على سوق المملكة وأبرز المجالات المستهدفة فيها هى التعليم، والصحة، والأغذية، والتمويل الاستهلاكى، وتأتى بعد ذلك البنية التحتية والطاقة المتجددة والتعدين.
تخارجت مؤخرا من استثمار عقارى مكتبى فى إنجلترا لصالح أحد الصناديق فى لندن
وقال إن شركة الراجحى لديها استثمارات خارجية أيضا، وقد تخارجت مؤخرا من استثمار فى مجال العقارات المكتبية فى إنجلترا، إذ تم البيع لأحد الصناديق فى لندن، وتمت إعادة استثمار الحصيلة فى الممكلة العربية السعودية. وتعد شركة الراجحى للاستثمار من أكبر الكيانات الاستثمارية بالمملكة العربية السعودية والوطن العربى منذ تأسيسها عام 1929