قالت مصادر مطلعة إن الدولة، ممثلة في الشركة الوطنية للزراعات المحمية ووزارة الزراعة، تسعى إلى إضافة رقعة زراعية جديدة تعادل نصف ما تم استصلاحه منذ العهد الفرعوني حتي الآن، إذ تبلغ مساحة المشروعات الزراعية الجديدة 5.2 مليون فدان، مقابل المساحة القديمة التي تسجل 9.4 مليون فدان .
وطبقًا لآخر تقرير صادر عن وزارة الزراعة فإن حجم الرقعة الزراعية، موزعة ما بين 6.1 مليون فدان أراضٍ قديمة و3.3 مليون مستصلحة حديثًا .
وعلمت “المال” أن مشروعات التوسع الأفقي الجاري تنفيذها الآن في مجال الزراعة عن طريق الدولة المصرية تتوزع على 4 مشروعات زراعية عملاقة، تم فيها قطع شوط كبير نحو دوران عجلة الإنتاج وتخضير الأرض لتحقيق طفرة واكتفاء ذاتي من كل المحاصيل المهمة والتصدرية.
وتتوزع جهود الاستصلاح والملكية بين جهات سيادية تمتلك حق إدارة وتشغيل هذه المشروعات وهي الشركة الوطنية للزراعات المحمية، بينما تقوم وزارة الزراعة بتقديم الدعم الفني من خلال تقديم إرشادات فنية عن التراكيب المحصولية وجودة التربة والتقاوي وغيرها .
وأكدت المصادر أن مشروع الدلتا الجديدة العملاق التي تشرف عليه القوات المسلحة، بمساحة 2.2 مليون فدان، ويقع في منطقة الشمال الغربي، وتم فيه الانتهاء من استصلاح 350 ألف فدان، ويتم استكمال استصلاح 200 ألف أخري، إذ يتم فيه التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح، والمحاصيل التصديرية مثل الخيار والفلفل وغيرها.
وأضافت المصادر أن هناك مشروع تنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان، الذي تم فيه إقامة محطة معالجة بحر البقر مؤخرًا لتحويل المياه العذبة للمشروع، ومن المستهدف أن يتم التوسع في زراعة القمح والشعير وغيرها .
وكشفت أن مشروع تنمية الريف المصري الجديد بمساحة 1.5 مليون فدان التي تشرف عليه شركة الريف الجديد حيث يتواجد في عدة مواقع في الظهير الصحراوي بمحافظات الصعيد وايضا منطقة المغرة وغرب المنيا واهم المحاصيل الزراعية فيه البنجر والقمح .
من جانبه، أكد سيد جاد الرب، مدير هيئة التعمير بمشروع تنمية جنوب الوادي “توشكى الخير” الذي تديره الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة للقوات المسلحة، أن مساحة المشروع 1.1 مليون، ومن المتوقع أن تتم زراعة 80% منها بالقمح خلال الموسمين المقبلين.
وأكد “جاد الرب” أن المنطقة سوف تشهد زراعة الشعير والفول البلدي والتي ستروى بمياه عذبة نيلية .
وأضاف أن مصر تستعد للوصول لنسبة 90% اكتفاءً ذاتيًا من القمح بحلول موسم 2024 .
وأضاف “جاد الرب” أنه من المستهدف زراعة مليون فدان في توشكي ومليون ونصف فدان في الدلتا الجديدة، و500 ألف فدان في سيناء، لتصبح مساحة القمح 6.5 مليون فدان خلال الموسمين 2023 إلي 2024، بإضافة المساحات التقليدية الحالية والبالغة 3.5 مليون فدان المنزرعة الموسم الحالي نوفمبر 2021 إلي يوليو 2022 .
وأكد أن إنتاجية القمح المتوقعة في مصر خلال موسم 2024 ستصل إلي 20 مليون طن، تمثل 90% تقريبًا من الاستهلاك البالغ 22 مليون طن سنويًا، مقارنة مع إنتاجية العام الحالي المتوقعة البالغة 10 ملايين طن، بزيادة تصل إلى الضعف أو 100% من الإنتاجية .
يذكر أن مصر استوردت 12.5 مليون طن قمح خلال الموسم 2021، فضلًا عن 9.5 مليون مزروعة محليًا، ليلامس الاستهلاك 22 مليونًا، تشمل مخصصات الخبز المدعم والخبز الأفرنجي والمكرونة والمعجنات وغيرها .
وأكد “جاد الرب” أن غالبية الأراضي المستصلحة حديثًا تتم زراعتها بالقمح شتاءً، والفول والشعير صيفًا، إذ تستهدف مصر تحقيق زيادة إنتاج المحصولين فضلًا عن القمح .
وأفاد “جاد الرب” بأنه من المنتظر إضافة 400 ألف فدان قمح في توشكي خلال الموسم المقبل “نوفمبر 2022 – مايو 2023 ”، لتصل المساحات إلى 630 ألف فدان، ولتقفز إلى مليون فدان في 2024.
وأشار إلى أن الشركة الوطنية لاستصلاح الاراضي تزرع 60 ألف فدان في توشكي الموسم الحالي فضلا عن 40 ألف فدان في شرق العوينات، وهي مساحات متجاروة تقريبًا والمسافات بينهما قصيرة، كما تزرع شركة الظاهرة الإماراتية 10 آلاف فدان في توشكي وشركة جنوب الوادي لاستصلاح الأراضي 10 آلاف فدان، و”الراجحي” 10 آلاف فدان و”لحاء” 1250 فدانًا في منطقة جرف حسين بتوشكي .
وتابع أن المشروعات القومية التي أطلقها الرئيس سواء الصوامع لاستيعاب كميات تخزين كبيرة وتقليل الفاقد وتحسين جودة التخزين وأيضًا مشروع التوسع الأفقي الذي ساهم في زيادة مساحة القمح، لتصل لأكثر من 3.65 مليون فدان هذا العام، ومع دخول المشروعات القومية الكبرى في توشكى وسيناء والدلتا الجديدة والصعيد سيسهم في زيادة مساحة الرقعة الزراعية لأكثر من 3 ملايين فدان خلال 3 سنوات، وبالتالي تقليل الفجوات الغذائية وإنتاج المحاصيل الاستراتيجية وتوفير فرص عمل، لأنها مشروعات زراعية عمرانية صناعية متكاملة تنفق عليها الدولة مئات المليارات لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين.
من جانبه، أكد ماهر أبو جبل، عضو نقابة الزراعيين والمدير الإقليمي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط في مجموعة ذا جيت انترناشونال، إن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح أصبح مسألة وقت .
وأكد أن مساحة القمح المزروعة خلال العام المقبل سترتفع بما بين مليون ونصف المليون فدان الي 3 ملايين فدان، مضافة إلى المساحة القديمة التي سجلت العام الحالي 3.6 مليون.
وأضاف “أبو جبل” أنه سيتم التوسع في زراعة القمح في الدلتا الجديدة في شمال غرب مصر وحول محور الضبعة الجديد، فضلًا عن توشكي وسيناء .