قررت الشركة المنتجة لبرنامج تشات جي بي تي، “أوبن إيه آي”، السماح للشركات بتضمين برنامجها “تشات جي بي تي” في تطبيقاتها الخاصة، وذلك ضمن مساعيها لإتاحة روبوت الدردشة ذي الشعبية الكبيرة للاستخدامات التجارية، بحسب وكالة بلومبرج.
وتعرض الشركة، التي قدمت “تشات جي بي تي” للجمهور في نوفمبر الماضي، على الشركات والمطورين توفير البرنامج لمن يرغب في الاستفادة من قدرته على الإجابة عن الأسئلة وإنتاج النصوص في تطبيقات ومنتجات مقابل رسوم.
وسيتمكن العملاء من ربط تطبيقاتهم بواجهة برمجة تطبيق “تشات جي بي تي”، ما يمنحهم الإصدار نفسه من نسخة “تشات جي بي تي 3.5” (GPT3.5) الذي تستخدمه “أوبن إيه آي” نفسها بتكلفة تقل 10 مرات عن نماذج “أوبن إيه آي” الحالية.
وقالت “أوبن إيه آي”، ومقرها سان فرانسيسكو، في منشور على مدونة، أمس الأربعاء، إنّ “إنستاكارت” (Instacart) و”شوبيفاي” (Shopify) و”سناب”(Snap) من بين الشركات التي تستخدم بالفعل واجهة برمجة تطبيق “تشات جي بي تي” في منتجاتها.
فوائد برنامج “تشات جي بي تي”
خلال العام الماضي، أثارت “أوبن إيه آي” اهتماماً عاماً كبيراً بـ”تشات جي بي تي”، الذي تحوّل إلى أشهَر نُظم الذكاء الاصطناعي، إذ ينشئ النصوص، ونظام توليد الصور “دال-إي” (DALL-E)، لكن الشركة تحتاج أيضاً إلى معرفة كيفية تسريع نمو الإيرادات ودفع فواتير الحوسبة السحابية الضخمة لهذين النموذجين من أنظمة الذكاء الاصطناعي.
تفاوضت “أوبن إيه آي” في يناير على زيادة استثمارات “مايكروسوفت” في الشركة، لتضيف 10 مليارات دولار، على ما أفادت به الأنباء، وكانت “أوبن إيه آي” بدأت الشهر الماضي في وضع قائمة انتظار للشركات والمطورين، الذين يرغبون في استخدام “تشات جي بي تي” في تطبيقاتهم الخاصة، وبيع نسخة منه مميزة غير مجانية للأفراد.
أقرت شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي بأن “تشات جي بي تي” واجه مشكلات تقنية كثيرة في الآونة الأخيرة، وقالت إنها ستعطي الشركات والمستخدمين الذين يقومون بتشغيل التطبيقات العامة على المنصة الأولوية.
وكتبت “أوبن إيه آي”: “على مدى الشهرين الماضيين، لم يُلَبِّ وقت التشغيل لدينا توقعاتنا ولا توقعات مستخدمينا، وتتمثل الأولوية القصوى لفريقنا الهندسي الآن في استقرار الإنتاج في حالات الاستخدام”.
مخاوف تعليمية
ستضيف “إنستاكارت”، أكبر شركة توصيل البقالة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، “تشات جي بي تي” إلى تطبيق التسوق الخاص بها، إذ ستدمجه مع منظومتها للذكاء الاصطناعي وقائمة المنتجات المتاحة. وقالت الشركة إنّ عملاءها سوف يستطيعون أن يطلبوا من التطبيق القيام بأشياء مثل اقتراح خيارات صحية للأطفال، وإعطاء تعليمات عن كيفية صنع شطائر التاكو بالأسماك الرائعة.
كما ستتمكن “سبوتيفاي” كذلك من استخدام روبوت الدردشة في تطبيق العملاء الخاص بها، فعندما يبحث المتسوقون عن منتج، سينبري “تشات جي بي تي” لتقديم توصيات.
أما شركة “كويزليت” (Quizlet)، وهي شركة أدوات تعليمية إلكترونية، فتعكف على إعداد تجربة تعليمية بواسطة الذكاء الاصطناعي يُستخدم فيها أسلوب السؤال والجواب المتبع مع “تشات جي بي تي” لمضاهاة منهج سقراط في التعلم القائم على الحوار، حسب رئيسها التنفيذي ليكس باير. ولتعلم لغة أجنبية، يمكن لـ”تشات جي بي تي” أيضاً تكوين قصة أو موضوع باللغة محل الدراسة واختبار فهم القراءة، أو تلقي قائمة مفردات وتحويلها إلى فقرة. وهو استخدام لروبوت الدردشة قد لا يكون موضوع ترحيب كبير من المعلمين، الذين يركزون في الغالب على المخاوف من أن يستخدمه الطلاب للغش ولحل واجباتهم المدرسية.
قال باير: “أي تقنية جديدة يصاحبها قدر من التخوف. نعمل باستمرار على توسيع حدود التكنولوجيا واستخدامها بالطريقة الصحيحة، وهذا أمر بنّاء حقاً للطلاب”.
روبوت دردشة “شاعر”
يوم الإثنين الماضي، أعلنت شركة “سناب” (Snap)، المصنعة لتطبيق مشاركة الصور “سناب شات” (Snapchat)، أنها أيضاً من بين عملاء “تشات جي بي تي” الجدد، إذ أطلقت روبوت دردشة مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لأعضاء “سناب شاب بلس” (Snapchat Plus)، مقابل اشتراك شهري 3.99 دولار. يمكن استخدام روبوت الدردشة “ماي إيه آي” (My AI) التابع لــ”سناب شات”، والمدرب ليعرض “نغمة وشخصية فريدتين”، وذلك من أجل ترشيح أفكار هدايا أعياد الميلاد، ووصفات العشاء، “بل وكتابة قصيدة شعر عن الجبن لصديقك المهووس بالجبن الشيدر”، على حد قول الشركة. وسيُطرح في نهاية المطاف على جميع أعضاء “سناب”.
على صعيد آخر، كشفت “أوبن إيه آي” أيضا يوم الأربعاء عن إتاحة الوصول إلى نظامها للتعرف على الكلام المنطوق “ويسبر” (Whisper)، والذي يمكن استخدامه لتحويل الكلام إلى نص مطبوع.