قال الدكتور محمد صادقي المستشار الهندسي فى الصندوق الكويتي للتنمية، إن الصندوق شريك أساسي لمصر إذ بلغ إجمالى القروض المقدمة لمصر حوالي 3.6 مليار دولار، حصل منها قطاع الكهرباء على الجزء الأكبر، وساهم الصندوق في تمويل إنشاء 12 محطة توليد كهرباء ؛ كما يساهم بمشروع الربط الكهربائي المصري السعودي مستخدما ولأول مرة ، تقنية التيار المستمر.
وأشار – في كلمته في اليوم الثاني لمؤتمر الأهرام الثالث للطاقة – إلى أن قطاع الكهرباء سوف يستمر رغم كل التحديات محور ارتكاز أساسي تعتمد عليه إستراتيجيات الدول عند اختيار المشروعات التي من شأنها تنشيط التنمية والازدهار في القطاعات الأخرى الأساسية.
وأوضح أن تطور مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية في دعم هذا القطاع، تبين أن الصندوق سوف يستمر في هذا النهج ويواكب احتياجات هذا القطاع من خلال توفير تمويل ميسر مؤكدا أن الصندوق سيستمر شريكاً إستراتيجياً لمصر في مسيرتها التنموية الطموحة.
وأضاف أن الطاقة بأنواعها تلعب دوراً مركزياً في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، موضحا أنه رغم ألتطور الذي شهده قطاع الكهرباء في العالم إلا أن أكثر من 1.6مليار شخص ، أي حوالي 20% من سكان العالم لا يحصلون على الخدمات الكهربائية الكافية، وأن هناك حالة من عدم المساواة بين الدول والمجتمعات في مستوى درجة التنمية، ولفت إلى أن ذلك يعد السبب الرئيسي للفقر وتفشي الأمراض وعدم الاستقرار والفوضى.
وأشار إلى أن نحو مليار شخص في البلدان الصناعية يستهلكون حوالي 60% من العرض الإجمالي للطاقة في حين يستهلك أكثر من 6.5 مليار شخص يعيشون في الدول النامية حوالي 40% المتبقية.
وأكد “صادقي” أن الطلب على خدمات الطاقة الكهربائية تزايد في السنوات الأخيرة ليصل الاستهلاك العالمي إلى حوالي 26,615 مليار كيلو وات ساعة يتم إنتاجها في محطات توليد الكهرباء التي تعتمد بالدرجة الأولى على الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز والمشتقات البترولية، لافتا إلى أنه في الدول العربية، يصل الإنتاج السنوي في عام 2018 حوالي 1550 مليار كيلو وات ساعة، أي حوالي 6% من الإنتاج العالمي، تأتي من محطات الجزء الكبير منها اعتماديتها منخفضة لكونها قديمة تعمل بكفاءات منخفضة.
وأشار إلى أن المحافظة على تلبية احتياجات النمو على الطلب واستدامة الخدمات، تتطلب إضافة وحدات إنتاج جديدة تصل إلى حوالي 40.5ألف ميجا وات للسنوات الخمس القادمة، تبلغ قيمة الاستثمارات السنوية المطلوبة حوالي 35 مليار دولار سنويا ، تضاف إليها 7-10 مليارات دولار سنويا استثمارات أخرى ضرورية ، مثل إنشاء خطوط النقل وشبكات التوزيع.
وقال إن رؤية الصندوق الكويتي، تستهدف توفير تمويل ميسر لقطاع الطاقة في البلدان التي يعمل معها، إلى تطوير منظومة الطاقة الكهربائية فيها حتى تصل إلى الكفاءة المؤسسية، والتقدم التكنولوجي، وتصبح قادرة على تلبية الطلب على الطاقة بأسعار تنافسية، واستدامة بيئية لتستمر في تحسين مستوى المعيشي لشعوبها وتلبية الاحتياجات المستقبلية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد أن مساهمات الصندوق تتركز على تمويل المشروعات ذات الأولوية لدي الدول المستفيدة، التي تثبت الدراسات أنها سليمة فنيا وذات جدوى اقتصادية وأنها بمثابة حلول إنمائية وتأتي مساهمات الصندوق في قطاع الكهرباء في الترتيب الأول على القطاعات الأساسية الأخرى، إذ بلغ الحجم الإجمالي لمساهمات الصندوق الكويتي في تمويل مشروعات في قطاع الكهرباء حتى نهاية 2018إلى حوالي 5,284 مليون دولار أمريكي وبلغ عدد المشروعات 164 مشروعاً.