ضربت إحدى أكبر حالات انقطاع تكنولوجيا المعلومات على الإطلاق الشركات في جميع أنحاء العالم، من شركات الطيران إلى الخدمات المالية والمجموعات الإعلامية، مما تسبب في اضطراب كبير، بحسب صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
ولم يتمكن آلاف العمال في مدن من طوكيو إلى لندن من تسجيل الدخول إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم اليوم الجمعة، مما أثر على الشركات والخدمات العامة مثل النقل وخدمات الطوارئ.
التحديث الأمني هو السبب
وقد تم إلقاء اللوم في انقطاع الخدمة على تحديث أمني من مجموعة “كراود ستريك” الأمريكية، والذي تسبب في مشكلة في نظام تشغيل ويندوز من مايكروسوفت. تتأثر أجهزة الكمبيوتر والخوادم، مما يشير إلى أن الملايين من أجهزة الكمبيوتر قد تحتاج إلى إصلاح لحل المشكلة.
وقال تروي هانت، المستشار الأمني البارز، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “لا أعتقد أنه من السابق لأوانه وصف ذلك: سيكون هذا أكبر انقطاع لتكنولوجيا المعلومات في التاريخ”.
وتابع: “هذا هو ما كنا نشعر بالقلق بشأنه جميعًا بشأن عام 2000، باستثناء أنه حدث بالفعل هذه المرة.”
وكتب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، على وسائل التواصل الاجتماعي: “أكبر فشل في مجال تكنولوجيا المعلومات على الإطلاق” تليها كلمة “مايكروسوفت” بجوار وجه تعبيري غاضب.
وكانت الشركات الأسترالية أول من حذر من المشكلات، حيث تضررت عمليات تجار التجزئة لشركتي وولورث وسفن-7. وقال مطار سيدني إن “عطلا فنيا عالميا” أثر على عملياته.
وفي أوروبا، حذرت شركات الطيران والمطارات من حدوث اضطراب في ما كان من المقرر أن يكون أكثر الأيام ازدحامًا للمغادرة من المملكة المتحدة منذ أكتوبر 2019.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية إن شركات دلتا ويونايتد وأمريكان إيرلاينز طلبت إلغاء الرحلات الجوية المقرر إقلاعها.
إجازة مبكرة
وفي الصين، رحب بعض العمال ببداية مبكرة لعطلة نهاية الأسبوع بعد أن طلب منهم أصحاب العمل العودة إلى منازلهم. وظلت لفترة وجيزة عبارة “شكرًا لك مايكروسوفت على إجازة مبكرة” هي العبارة الأكثر بحثًا على موقع المدونات الصغيرة “ويبو” بعد ظهر اليوم الجمعة، حيث نشر المستخدمون صورًا لشاشات الخطأ الزرقاء.
وقال سياران مارتن، الأستاذ في كلية بلافاتنيك الحكومية بجامعة أكسفورد والرئيس السابق للمركز الوطني للأمن السيبراني: “هذا مثال غير مريح للغاية على هشاشة البنية التحتية الأساسية للإنترنت في العالم”.
وفي منشور عبر الإنترنت في وقت سابق من يوم الجمعة، قالت “مايكروسوفت” إنها على علم بوجود “مشكلة” تؤثر على أجهزة ويندوز. وتتحمل مسئوليتها شركة “كراود سترايك فالكون”.
وأضافت مايكروسوفت: “يمكننا أن نؤكد أن التحديث المتأثر قد تم سحبه بواسطة شركة كراود ستريك”.
وتعد “كراود سترايك” واحدة من أكبر الشركات التي تقدم برامج أمان “نقطة النهاية” في العالم، والتي تستخدمها الشركات لمراقبة المشكلات الأمنية عبر مجموعة كبيرة من الأجهزة، بدءًا من أجهزة الكمبيوتر المكتبية وحتى محطات الدفع الخاصة بالخروج.
وانخفضت أسهم “كراود سترايك” بنسبة 16%، وانخفضت أسهم مايكروسوفت بنسبة 2% في تعاملات ما قبل السوق.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة كراود ستريك ، جورج كورتز، صباح اليوم الجمعة، إن الشركة “تعمل مع العملاء المتأثرين بخلل تم العثور عليه في تحديث محتوى واحد لمضيفي ويندوز “.
وتابع كورتز: “هذا ليس حادثًا أمنيًا أو هجومًا إلكترونيًا”. “لقد تم تحديد المشكلة وعزلها ونشر الإصلاح.”
وقالت مايكروسوفت قبيل منتصف النهار بتوقيت المملكة المتحدة إنه “تم إصلاح السبب الأساسي” في خدماتها السحابية، على الرغم من أن “التأثير المتبقي لا يزال يؤثر” على بعض البرامج.
ومع ذلك، فإن الحادث لا يزال بعيدًا عن الحل، حيث أبلغت قطاعات متعددة عن استمرار المشكلات اليوم الجمعة.
الخدمات المالية
وانقطع التداول في البنوك والوسطاء في جميع أنحاء أوروبا بالانقطاع.
وتأثرت أنظمة تنفيذ التداول في بنك “جيه بي مورجان” وفي البنوك والوسطاء في جميع أنحاء أوروبا.
وتأثرت أنظمة تنفيذ التداول في بنك جيه بي مورجان، وكانت مجموعة التداول “ION” تواجه مشكلات، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقالت مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية إن التداول لم يتأثر، لكن خدمتها الإخبارية واجهت مشكلات، مع نشر عدد قليل فقط من البيانات الإخبارية صباح اليوم الجمعة.
وأكد “مترو بنك” أن مدفوعاته وخدمات العملاء تضررت بسبب انقطاع تكنولوجيا المعلومات مما تسبب في اضطراب عالمي.
وأبلغ “مترو بنك” وشركة التأمين الألمانية أليانز عن أعطال، وكذا شركة أدميرال البريطانية وشركة جنرالي الإيطالية.
وقالت شركة التأمين الألمانية أليانز إن بعض أنظمتها وخطوط الهاتف الخاصة بها لم تعد متاحة.
وذكرت شركة أدميرال البريطانية، وهي شركة تأمين سيارات كبيرة، أنها واجهت “مشكلة في خطوط الهاتف لدينا تؤثر على قدرتنا على التعامل مع استفسارات العملاء”. وقالت شركة جنرالي الإيطالية لصحيفة “فايننشال تايمز” إنها تأثرت أيضًا.
مواصلات
وكانت شركات الطيران والمطارات وخدمات القطارات في جميع أنحاء العالم تتدافع للحفاظ على سيطرتها على عملياتها.
وتم إلغاء الرحلات الجوية على مدار اليوم، مع بعض أسوأ المشكلات في الولايات المتحدة، حيث أوقفت شركات الطيران المتحدة ودلتا والخطوط الجوية الأمريكية رحلاتها في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة. وقد استأنفت يونايتد وأمريكان عملياتهما منذ ذلك الحين.
وأوقفت شركات الطيران المتحدة ودلتا والخطوط الجوية الأمريكية رحلاتها واستأنفت يونايتد وأمريكان عملياتهما
حتى السادسة صباحا بالتوقيت الشرقي، وكانت هناك 512 رحلة جوية ملغاة من الولايات المتحدة، أي ما يقرب من 2% من إجمالي رحلات المغادرة و”أعلى بكثير من المعتاد في هذا الوقت من اليوم”، وفقا لشركة سيريوم لبيانات الطيران.
وفي أوروبا، قالت شركة الطيران الهولندية “KLM” إن المشكلات “جعلت من المستحيل التعامل مع الرحلات الجوية” وأن شركة الطيران علقت “معظم” عملياتها.
وقالت سيريوم إنه في المجمل، تم إلغاء حوالي 1390 رحلة طيران على مستوى العالم، مع تزايد العدد كل ساعة. وواصلت الخطوط الجوية البريطانية ورايان إير وهيثرو العمل، لكنها حذرت العملاء من احتمال حدوث خلل.
الإعلام والمستهلك والرياضة
واضطرت “سكاي نيوز” إلى تعليق برامجها صباح اليوم الجمعة لكنها استأنفت البث منذ ذلك الحين. وقال ديفيد رودس، الرئيس التنفيذي لشبكة سكاي نيوز، على قناة X إن هيئة الإذاعة البريطانية “لم تتمكن من البث التليفزيوني المباشر هذا الصباح”.
كان مانشستر يونايتد واحدًا من أندية كرة القدم العديدة في إنجلترا وأسكتلندا التي اضطرت إلى تأخير إصدار التذاكر لمبارياتها، وألقت باللوم على “انقطاع خوادم مايكروسوفت العالمية الذي يؤثر على العديد من الأنظمة، بما في ذلك نظامنا”.
وقال منظمو دورة الألعاب الأولمبية في باريس إن انقطاع تكنولوجيا المعلومات العالمي أضر بأنشطتهم المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، وذلك قبل أسبوع واحد فقط من استقبال المدينة لملايين الزوار.
الصحة والصناعة
وتأثرت غالبية ممارسات الأطباء العامين في المملكة المتحدة بمشكلة تتعلق بنظام “EMIS”، وهو نظام المواعيد وسجلات المرضى، مما أجبر الممارسات على استخدام طرق غير رقمية للتواصل مع المرضى وتقديم الخدمات، كما تأثرت قدرة صيدليات المملكة المتحدة على توزيع الأدوية الحيوية.
وتأثرت قدرة صيدليات المملكة المتحدة على توزيع الأدوية الحيوية وألغى مستشفى ألماني يعد واحد من أكبر المستشفيات في أوروبا جميع العمليات الجراحية.
وفي ألمانيا، اضطر المستشفى الجامعي شليسفيغ هولشتاين، وهو أحد أكبر المستشفيات في أوروبا، إلى إلغاء جميع العمليات الجراحية الاختيارية وإغلاق عياداته.