بدأت ظاهرة إنشاء نسخ إلكترونية في غزو سوق العمل، حيث يقوم أشخاص في جميع أنحاء العالم بإنشاء “استنساخات” رقمية للعمل بدلا منهم وحضور المؤتمرات في العالم الحقيقي، مما يسمح لهم بالاستمتاع بالحياة مع الاستمرار في الحصول على رواتبهم.
وقام المنتج الموسيقى !Illmind مؤخرًا بتقديم ما وصفه بـ”كل حكمته” من خلال إطلاقه روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي يسمى “BlapGPT” المتخصص في تقديم النصائح للمنتجين الطموحين، فيما قام ديباك شوبرا المتخصص في تقديم نصائح خاصة بالطب البديل والتنمية الذاتية بإنشاء نسخة واقعية منه باستخدام الذكاء الاصطناعي ليكون بديلا له في مكالمات زووم.
الطلب المتزايد على الاستنساخات الرقمية للبشر أصبحت المكسب الجديد للشركات الناشئة، حيث يقول البعض إن هذه الإبداعات الرقمية تتميز بـ “الوعي الاصطناعي”.
تحدث موقع “ديلي ميل” البريطاني مع مؤسس شركة Delphi التي تقوم بإنشاء نسخ رقمية من أي شخص خلال أقل من ساعة لتكون بديلا للشخص الحقيق، ومن خلالها يمكن عمل ملفات “بودكاست” ومقاطع الفيديو وملفات PDF وغيرها من المحتويات المماثلة من خال النسخة الدقيقة للشخص الحقيقي القادرة على محاكاة أفكار المستخدم وكلامه.
قال دارا لادجيفارديان، المؤسس المشارك في دلفي، إن المبدعين عبر الإنترنت وأصحاب النفوذ ومحترفي الأعمال يستخدمون دلفي لإنشاء “نسخ” لأنفسهم وقاموا بتعليم شخصياتهم الرقمية التفاعل تمامًا مثل الشخص الحقيقي من خلال تغذية نظام الذكاء الاصطناعي، من خلال استديو clone studio
تفرض “دلفي” رسومًا شهرية على النسخ الرقمية، بدءًا من 19 دولارًا وحتى 399 دولارًا، ولكن يمكن للعملاء الدفع مقابل المزيد من الميزات مثل رقم الهاتف المستنسخ.
يمكن للمؤثرين أيضًا ربط إبداعاتهم الرقمية بتطبيقات مثل سبوتيفاي وانستجرام، لكنها تحصل على عمولة تتراوح بين 15% إلى 10%.
وقال لادجيفارديان: “سوف يتعلم المستنسخ كيف يفكر الشخص في العالم، ويمكنه تقليد وتجسيد الشخصية الحقيقة بجودة ودقة عالية للغاية، كما يمكن لعملائنا تحميل أصواتهم، حتى يتعلم المستنسخ كيف يتحدث الشخص”.
ويعتقد لادجيفارديان أنه في يوم من الأيام سيكون لدى الجميع نسخة مستنسخة.
وتابع المؤسس المشارك: “سنطلق مكالمات الفيديو في نهاية شهر مايو – حتى تتمكن من إرسال نسختك إلى Zoom أو Google meet لعقد الاجتماعات نيابةً عنك، والإجابة على الأسئلة وجمع المعلومات”.
في اليابان، يقوم موقع Alt.AI بإنشاء نسخ فيديو لأشخاص واقعيين جدًا لدرجة أنهم يجسدون المشاعر الإنسانية ببراعة فائقة، على سبيل المثال يمكن أن تبدو النسخة الرقمية عندما لا تكتب أثناء الدردشة معهم.
قام Alt.AI باستنساخ 100 موظف باستخدام النسخ المستنسخة التي تمتص البيانات من رسائل البريد الإلكتروني وSlack ووسائل الاتصال الأخرى وتكون قادرة على التواصل نيابة عن الموظفين، وتستمر هذه النسخ في العمل حتى عندما يكون الموظفون في إجازة، وتدفع لهم الشركة أجورهم.
وتتباهى شركة Alt.AI بأن في حالة استنساخ المدراء فيمكنهم مشاركة “شخصيته، وأفكاره، وفلسفته الإدارية، وغيرها من الموضوعات التي يصعب عادةً على الموظفين طرح أسئلة حولها أو التواصل معها” مع العمال العاديين.
لدى شركة Coachvox.AI الناشئة عملاء يدفعون ما يصل إلى 47 دولارًا شهريًا للوصول إلى نسخة رقمية لأنفسهم – حيث يقدم النسخ التدريب على الحياة والتدريب على الأعمال بناءً على أفكار الشخص الحقيقي.
صرحت جودي كوك، مؤسسة Coachvox.AIأن النسخ التي تم تدريبها على موقع يوتيوب الخاص بالشخص وأفكاره الخاصة تتفوق بكثير على أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي.
وقالت “كوك” إنه إذا طلبت من ChatGPT وصف علاقة سعيدة، فسوف يعطيك إجابة بناءً على جميع بيانات التدريب الخاصة به لكنها على الأرجح الإجابة ستكون عامة وضعيفة لأنها تعتمد على متوسط الإنترنت بالكامل، ولكن إذا طلبت من مدرب العلاقات أن يصف لك علاقة سعيدة، فسوف يخبرك بآراء اقوى وأكثر احترافية وعمقا، هذه الآراء هي سبب اتباع جمهورهم لها. وبالتالي عندما يقوم مدرب العلاقات هذا باستنساخ نفسه رقميًا، ستمكن من إعطاء جمهوره آراء احترافية، وليس معلومات الإنترنت العامة.
وأوضح المؤسس أن موقع Coachvox.ai ساعد بالفعل “المئات” من المبدعين في إطلاق نسخهم الرقمية حيث يكسب البعض بالفعل آلاف الدولارات شهريًا، ويرى آخرون أن نسخهم تتفاعل مع آلاف العملاء.
وأضاف “من الواضح أن المدربين وقادة الفكر لا يمكنهم تجاهل الذكاء الاصطناعي. عندما يعتاد جمهورهم على المعرفة الشخصية، عند الطلب، على مدار الساعة، فمن المنطقي أن يضعوا أنفسهم ليكونوا ذلك الصوت الخبير الدائم”
ويعتقد كوك أن تكنولوجيا الاستنساخ ستصبح منتشرة على نطاق واسع، مختتما حديثه قائلا “مع تحسن التكنولوجيا، ستكون النسخ الرقمية أكثر دقة وقدرة على أداء المهام المعقدة وإجراء محادثات عالية الجودة”.