طالبت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في البرلمان بضرورة متابعة الألعاب الضارة والعنيفة من قِبل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، مشددة على ضرورة التنسيق مع الجهات المتخصصة لعدم إتاحتها، حفاظًا على أطفالنا، مع مطالبة الأهالي بتوعية أبنائهم بمخاطر هذه الألعاب.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة اتصالات البرلمان، اليوم الثلاثاء؛ لمناقشة مشكلة الألعاب والتطبيقات الخطرة على الشباب من خلال طلب الإحاطة المقدم من النائبة سوسن حسني حافظ، والذي طالبت فيه بحظر الألعاب الإلكترونية العنيفة مثل بابجي وغيرها، بحضور السيد عزوز، نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لتكنولوجيا البنية التحتية.
وقالت سوسن حسني حافظ، عضو اللجنة، إن هذه الألعاب لها تأثير مباشر على حياة الأطفال وتؤثر بالسلب على الصحة العامة، وعلى المستوى الفكري للأطفال، وأحد أسباب العنف عند الأطفال، والتي ستؤدي إلى تدمير الأجيال الحالية والقادمة فكريًّا وعلميًّا.
وأكدت سوسن حسني حافظ أن هذه الألعاب تعتبر من الحرب الإلكترونية أو حروب الجيل الرابع، التي دفع بها الغرب إلى دول المنطقة كنوع من أنواع الحرب الناعمة للقضاء على الأطفال فكريًّا وعلميًّا وخلق جيل يفتقد للثقافة والعلم والفكر.
وقال السيد عزوز، نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لتكنولوجيا البنية التحتية، إن الجهاز مختص بالشبكات وتوفير الإنترنت، وهناك لجنة في الدولة مسئولة عن المحتوى، وإذا صدر من الجهات المختصة قرار يتعلق بغلق مواقع أو لعبة، فإنه يصل للجهاز القومي والتي تخاطب بدورها المشغّلين (الشركات) لحجب المواقع والتطبيقات كلما أمكن فنيًّا.
وأشار عزوز إلى قيام الجهاز بدوره في توعية المواطنين حول كيفية الاستخدام الأمن للشبكة وحماية بياناتهم من الاختراق من خلال التطبيقات المختلفة والبرمجيات الضارة.
من جانبها أكدت الدكتورة ولاء حسني، ممثلة وزارة الصحة والسكان خلال اجتماع لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أن الألعاب الإلكترونية تسبب إدمانًا حقيقيًّا لدى المراهقين والأطفال، لا يقل عن إدمان المخدرات.
وقالت، خلال اجتماع لجنة الاتصالات في البرلمان، إنه خلال السنوات العشر الأخيرة زادت بشكل كبير الألعاب الإلكترونية وتزايد استخدامها بين الشباب، خاصة المراهقين والأطفال، وبشكل خاص خلال العام الأخير، بسبب انتشار جائحة كورونا، ومكوث الشباب والأطفال في المنازل.
وحذرت ممثلة وزارة الصحة والسكان من خطورة الألعاب الإلكترونية، مؤكدة أن هذه الألعاب سببت حالة إدمان حقيقية للمراهقين والأطفال، وهي ألعاب تؤثر بشكل جدي على الصحة النفسية، وتسبب حالات توتر وقلق واكتئاب، إضافة إلى تنمية العنف، حيث يصبح العنف شيئًا عاديًّا في الحياة الواقعية، خاصة مع الاندماج في الألعاب الخطرة مثل «بابجي»، التي تعتمد على العنف ويشارك فيها لاعبون مجهولون من جنسيات وثقافات وأعمار مختلفة.
وأشارت ولاء حسني إلى أن هناك ألعابًا مثل “بابجي” يصل عدد المشاركين فيها إلى 100 لاعب مجهولين للآخرين من جنسيات وثقافات مختلفة وغير معروف ثقافتهم أو عمرهم، ولا نعرف ما يحدث للمراهقين والأطفال والشباب المدمنين على ممارسة تلك الألعاب.
وقالت إن مدمني الألعاب الإلكترونية تتزايد لديهم سلوكيات مثل العنف وانهيار القيم الأخلاقية وضعف التواصل الاجتماعي بسبب البقاء في الغرف لفترات طويلة، وعدم التواصل والانعزال لفترات طويلة، وتحقيق نجاح على الفضاء الإليكتروني قد لا يستطيعون تحقيقه في الواقع، خاصة إذا كانت ألعابًا تتعلق بالمال.
وتابعت الدكتورة ولاء: “رغم خطورتها فإنه لا يمكن منع أو حجب التكنولوجيا ولكن هناك ألعابًا إلكترونية مفيدة وتعمل على تنمية الذكاء والفكر لدى الأطفال والشباب، وهنا يأتي دور الأهالي في التوعية والمراقبة”.
ولفتت ممثلة الصحة إلى أهمية خضوع الألعاب العنيفة لمراقبة الأسرة، مضيفة: العام الماضي كان كارثيًّا في هذه الألعاب الإلكترونية، وهناك مصطلح حقيقي لإدمان تلك الألعاب، وله أعراض إدمان حقيقية وانسحاب مثل إدمان المخدرات، مثل الذي يتناول حشيش أو أفيون أو إدمان المخدرات.