هدفنا اقتناص صدارة تعاملات السمسرة وتنمية قاعدة انتشار أورباخ
خطة لخلق منصة إلكترونية تحت الذراع الأمريكية تضم مستثمرين من أنحاء العالم
إيمان القاضى ومصطفى طلعت:
تركز شركة بلتون المالية القابضة على توسيع نطاق أعمالها خارجيا وداخليا، خلال الفترة المقبلة، من خلال فتح آفاق جديدة لذراعها الخارجية، أورباخ جرايسون، الذى تعتبره مصدر القوة والنمو الرئيسى لأعمالها، كما تستمر فى البحث عن أى فرص سانحة لاقتناصها بالمجال الاستثمارى أو إدارة الأصول فى الخارج .
التقت «المال» باسم عزب، العضو المنتدب للشركة فى حوار خاص كشف خلاله بشكل أكثر دقة عن تفاصيل الخطة المستقبلة التى تتضمن السوقين المحلية والخارجية .
أكد عزب أن بلتون تخطط للتوسع داخل مصر عبر التركيز على كل ما يتعلق بالمستهلك، بعد تغير نمط الاستهلاك تدريجيا لتبدأ مرحلة الاعتماد على الديون والتقسيط، موضحاً أن هذا المجال يحمل فرص كبيرة للنمو، فى ظل ارتفاع عدد السكان وتغيير أوضاع المستهلكين بعد تحرير سعر الصرف .
لفت إلى أن بلتون نجحت فى تنمية مبيعاتها من الخدمات المالية بعدة أضعاف خلال 3 أعوام الأخيرة، لتتحرك من مستوى 75 مليون جنيه سنويا إلى 700 مليون جنيه تقريباً حاليا، مستفيدة من قدرتها الكبيرة على “البيع” بنجاح والوصول إلى عدد كبير من المستثمرين على مستوى العالم، مشيرا إلى أن الشركة عادة ما تروج للطروحات التى تديرها لنحو -600 700 مستثمر بأنحاء العالم، وهو الرقم الذى يعد كبيرا .
أكد العضو المنتدب لبلتون أن شركته لم تتأثر بأزمتها الأخيرة مع الرقابة المالية، التى تضمنت إيقاف ذراع الترويج وتغطية الاكتتاب لفترة على خلفية طرح شركة ثروة كابيتال تحت إدارتها، موضحاً أن الشركة ما زالت محتفظة بحصتها السوقية فى القطاعات ولم تتأثر .
يقول إنه منذ استحواذ “بلتون” على أورباخ المتخصصة فى 2016، وعكفت على تنفيذ عملية إعادة هيكلة شاملة لها، تمهيدا لبدء تنفيذ خطة توسع بالشركة وتدعيم قاعدة انتشارها بالتزامن مع تعزيز تواجدها فى الأسواق القائمة بها .
استحوذت بلتون فى 2016 على %60 من شركة أورباخ التى تعمل فى أكثر من 120 دولة، تشمل الأسواق الواعدة الناشئة والمتقدمة للصناديق والمؤسسات الاستثمارية الكبيرة فى الولايات المتحدة، ويقع المقر الرئيسى لها فى نيويورك .
قال إن الفكرة الرئيسية التى تقوم عليها أورباخ جرايسون متميزة جدا، وأنها كيان تم تأسيسه منذ نحو 25 عاما ولديها تواجد فى 126 دولة على مستوى العالم، الأمر الذى يتيح لها إمكانية اختراق وتقديم الخدمات لعدد ضخم من العملاء النشطين، قد يتخطى 20 مليون عميل على مستوى العالم .
تابع أن أورباخ تقوم على جذب عملاء من الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ عمليات وضخ استثمارات فى الدول التى تتواجد بها، متابعا أنه ليس لديها ذراعًا لتنفيذ العمليات، ومن ثم تقوم بتقسيم العمولة مع شركائها .
خطة طموحة
ذكر أن خطة توسع أورباخ تتضمن تدشين منصة إلكترونية ضخمة تمكن شركاءها من متابعة أسواق بعضهم البعض، بغرض اقتناص الفرص الاستثمارية السانحة فعلى سبيل المثال يمكن لعميل من الهند أن يقوم بالاشتراك فى اكتتاب مطروح فى دولة كالسعودية، وهكذا مع إمكانية منح مزايا معينة لعملاء الشركة، تساعدهم على تنفيذ العمليات فى أنحاء العالم .
قال إن الأمر الذى يساعد على ذلك هو قوة علاقات جريسون مع شركاءها والتى تمتد معهم لسنوات طويلة كما كشف أنه تم افتتاح مكتب لها فى لندن مؤخرا .
يرى أن حجم شركة بلتون مصر أكبر من أورباخ وفقا للميزانيات الحالية إلا أن الأخيرة تتضمن فرص نمو كبيرة وأن لديها المجال لمخاطبة نحو 20 مليون عميل نشط فى 126 سوقًا على مستوى العالم، حين أن بلتون تركز على السوق المحلية الذى يقترب عدد العملاء النشطين فيه من 4000 فقط .
أكد أن أورباخ استقطبت اهتمام العديد من المستثمرين خلال السنوات الأخيرة إلا أن بلتون فضلت التركيز على تنمية نشاطها بدلا من عقد شراكات مع مستثمرين .
أوضح أن بلتون متمسكة بتنفيذ خطتها للاستحواذ على شركة استثمارية فى الأسواق الناشئة والمبتدئة، وتدرس باستمرار أى فرص استثمارية مواتية لافتا إلى أنه خلال الأعوام الأخيرة تم تقديم 3 عروض شراء، الأول لمجموعة سى أى كابيتال القابضة والثانى لشركة دويت، والثالث لاورا بنك فى غرب أفريقيا .
تابع أن بلتون كانت قد عينت بنكًا استثماريًا عالميا، ومستشار قانونى ومراجع حسابات وتم تقديم عرض شراء لاورا بنك ولكن لم يلق قبول المساهمين نتيجة عدم توافق الجوانب المالية للعرض المقدم من الشركة، مضيفاً: “تنفيذ صفقات بدول أفريقيا التى لديها فرص نمو ضخمة ليس بالأمر السهل فى ظل صعوبة الإجراءات وضرورة وضع تقييمات متحفظة جدا ”.
أكد أن بلتون لا تزال تتطلع للاستحواذ على شركة إدارة أصول فى الخارج لديها تاريخ عمل جيد مثلما تم الإعلان فيما سبق .
ذراع الترويج
فيما يتعلق بذراع بلتون للترويج وتغطية الاكتتاب، أشار إلى أنه يعمل على تنفيذ عدد كبير من صفقات الاستحواذ والطرح منها 4 صفقات فى الوقت الحالى تتضمن 3 فى قطاع الصناعات الغذائية، وصفقة فى القطاع الصناعى، وطرح كبير متمثل شركة الجيزة للغزل والنسيج، فضلا عن إدارة عملية فى السوق السعودية .
أوضح أن شركته تركز على تنفيذ عمليات تستهدف جلب مستثمرين من الخارج للاستحواذ والدخول فى كيانات محلية قائمة، ما يعنى استقطاب رؤوس أموال أجنبية للسوق المحلية، وعدم الاقتصار على جلب عملاء أجانب من الخارج للاستثمار فقط فى أدوات الدين سواء السندات أو أذون الخزانة .
لفت إلى أن شركته نفذت وشاركت 4 طروحات جديدة فى فترة قياسية، هى ابن سينا فارما للأدوية، وعبور لاند للصناعات الغذائية، وإم إم جروب للصناعات الغذائية، وثروة كابيتال للاستثمارات، فضلا عن إدارة عملية دمج مجموعة زهران مع مجموعة groupe seb العالمية، لدمج نشاطى صناعة الأجهزة الكهربائية الصغيرة وأدوات المطبخ .
أضاف: “فى تاريخ بلتون وقبل الاستحواذ عليها من قبل شركة أوراسكوم القابضة كانت نفذت 3 طروحات فقط، بينما فى 4 أعوام الأخيرة نجحت فى اقتناص نصف الطروحات التى تم إدراجها بالسوق، التى بلغت 8 طروحات تقريبا، ما يعنى نموًا ملحوظًا لذراع الترويج وتغطية الاكتتاب ”.
قال إن نجاح بلتون بهذا الشكل جاء رغم اقتصار نشاطها على بنوك الاستثمار والترويج والسمسرة فقط، دون الدخول فى قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، سواء تأجير تمويلى أو تمويل متناهى صغر أو تامين، وهى قطاعات مستهدف اقتحامها خلال الفترة المقبلة .
بلتون للسمسرة
فى قطاع السمسرة، قال عزب إن بلتون نجحت خلال الأعوام الأخيرة فى التقدم من المركز 18 إلى المثلث الذهبى فى تعاملات السمسرة .
وأكد العضو المنتدب أن الشركة اتخذت قرارا أن تصبح بلتون فى صدارة قطاع السمسرة .
قال إن بلتون تستطيع الوصول إلى الكثير من الأسواق من داخل مصر، وهى ميزة كبيرة لا تتمتع بها غالبية الشركات المماثلة فيمكن الوصول إلى كثير من الدول فى وقت واحد، فعلى سبيل المثال تتولى أورباخ صفقات حاليا بالهند، كان لديها عمليات فى سريلانكا وبنجلاديش، فهى لديها انفتاح على الأسواق .
إدارة الأصول
فيما يتعلق بقطاع إدارة الأصول، أكد عزب أن حجم الأصول المدارة بواسطة بلتون ارتفع بشكل لافت من 18 فى 2016 إلى 33 مليار جنيه نهاية 2018، أى ما يعادل 1.5 مليار دولار، تمثل %40 من حجم الأصول المدارة فى مصر تقريباً وهى أحجام يمكن للمؤسسات العالمية الاهتمام بها والنظر اليها .
أكد أنه مستهدف نموًا فى حجم الأصول المدارة بمعدل 15 إلى 20% خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع التركيز على جلب مستثمرين من خارج السوق المصرى .
عن تجربة بلتون فى صناديق المؤشرات والتى تعد أول كيان محلى يخترق هذا المجال، أوضح أن هناك أفكار جديدة تتعلق بصناديق المؤشرات تتمثل فى خلق وثائق للذهب، يتم التداول عليها أو أخرى ترتبط بأسعار الفائدة والشهادات المصرفية إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى سيولة وقرارات وإجراءات معينة ومرتبطة بنمو حجم السوق الحالى .
الاقتصاد والبورصة
عن رؤيته لمناخ الاستثمار الحالى بمصر، قال عزب إن المستثمر يشترى معدلات النمو المحققة بالسوق المستهدفة، متوقعا أن يشهد الاقتصاد المصرى معدلات نمو قوية على المدى المتوسط بعد الانتهاء كليا من برنامج الإصلاح المالى .
لفت إلى أن الدولة اتخذت خطوات جدية لتشجيع الاستثمار المحلى مع انخفاض اسعار الفائدة وتحقيق معدلات نمو بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، واهتمام البنك المركزى بهذا القطاع واعتباره قاطرة لنمو الاقتصاد، ما يمهد فى النهاية لانتشال الاقتصاد المحلى من عثرته .
أضاف: “السوق المحلية كانت تمر بمرحلة مهمة لتكوين هيكل وشكل لها خلال الفترة الماضية وأصبح هناك ملامح واضحة لذلك، وبدأت تخوفات سعر الصرف فى التلاشى شيئا فشيئاً ما يمهد بتغيير جذرى فى المستقبل ”.
لفت إلى أن السوق المحلية لديها المقومات التى تمكنها من استقطاب أموال رهيبة، ولكن بشرط العمل على توسيعها حتى يكون لديها القدره على احتواء الكيانات الضخمة، موضحاً أن حجم الإقبال الخليجى على الاستثمار فى مصر ضخم جدا .
فيما يتعلق بالبورصة، شدد على أنها فى حاجة إلى المزيد من السيولة، التى ستأتى عبر إدراج عدد كبير من الشركات ذات الثقل مثلما حدث من عام 1994، وهو الأمر الذى اعتبره أهم هدف يجب التركيز عليه فى الفترة المقبلة.
أضاف: «اعتقد معدلات النمو الاقتصادى المحققة فى الفترة من 2003 إلى 2008 ستعود مرة أخرى، ففى حال انخفاض معدلات الفائدة على الإيداع والاقتراض بشكل عام وعلى أدوات الدين بشكل خاص ستشهد البورصة معدلات نمو كبيرة ».
عن رؤيته لظروف السوق والطروحات الجديدة تابع: «ليس من الأهمية صعود السهم أو هبوطه بعد إدراجه بالسوق، لكن الأهم زيادة عدد الشركات والجودة والنمو، فالمستثمر يشترى النمو سواء فى السوق أو تقديم أفكار جديدة ».