شارك وفد من وزارة التضامن الاجتماعي المصرية في المؤتمر الدولي الثالث للتوحد، الذي انعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال الفترة من 19 إلى 22 أبريل الجاري، تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان.
نظّمت المؤتمر مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالتعاون مع عدد من المؤسسات، منها شركة أدنوك، ومركز اللوتس الطبي الشامل، وكلية فاطمة للعلوم الصحية.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من نخبة الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم، حيث تم استعراض أحدث الأبحاث العلمية في مجالات الوراثة، والتصوير العصبي، والتدخل المبكر، وأساليب الدمج المجتمعي، إلى جانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والتأهيل.
وخرج المؤتمر بعشر توصيات رئيسية تهدف إلى تطوير آليات دعم وتمكين الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، تضمنت الدعوة إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد برامج تأهيل فردية، وتوسيع برامج التأهيل المهني والتوظيف، مع توفير فرص مخصصة لذوي التوحد العميق ممن يحتاجون إلى دعم مكثف.
وأوصى المؤتمر بتعزيز تكامل المناهج التعليمية القائمة على تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، وتشجيع البحث العلمي المتخصص في هذا المجال مع دعمه للنشر الدولي.
شملت التوصيات كذلك أهمية استخدام كاميرات المراقبة في البيئات التأهيلية لضمان السلامة مع احترام خصوصية الأفراد، إلى جانب ضرورة تدريب الكوادر التعليمية على تطبيق استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في التعليم المدمج والتقييم، وتنظيم حملات إعلامية لرفع الوعي المجتمعي وتشجيع إدماج الأفراد ذوي التوحد في الحياة العامة، مع التركيز على تمكين الأسر وتوسيع المشاركة الدولية لتبادل التجارب الناجحة.
ضم الوفد المصري خليل محمد، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، وهند عليان، مدير عام الإدارة العامة للخدمات التأهيلية، حيث قُدّمت مساهمات بارزة من الجانب المصري خلال جلسات المؤتمر.
واستقبل الوفد في أبوظبي مها هلالي، المستشار الفني لوزيرة التضامن الاجتماعي لشؤون الإعاقة، وعضو اللجنة العلمية للمؤتمر للعام الثاني على التوالي، حيث ساهمت في اختيار محاور المؤتمر والمحاضرين، كما ترأست جلسات حوارية مهمة تناولت قضايا الدمج والتنوع العصبي، وتم تكريمها ضمن فعاليات المؤتمر كواحدة من الأمهات المتميزات لعطائها المستمر في قضايا التوحد والإعاقة.
من جانبه، قدم خليل محمد عرضًا حول جهود الدولة المصرية في دعم وتمكين الأشخاص ذوي التوحد، مستعرضًا التطور التشريعي والاهتمام المتنامي بحقوقهم في التعليم والرعاية والحماية الاجتماعية منذ عام 2014.
وشاركت الأستاذة هند عليان في جلسة ناقشت استخدام التكنولوجيا في مراكز التوحد، حيث عرضت تجربة وزارة التضامن في توظيف كاميرات المراقبة لدعم البيئة الآمنة والخصوصية.
المؤتمر شكل منصة علمية رفيعة جمعت أكثر من 125 متحدثًا من 30 دولة، منهم 54 خبيرًا من خارج الإمارات، واحتوى على 63 محاضرة علمية و45 ورشة عمل، إلى جانب خمس جلسات حوارية، مما أتاح تبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات في هذا المجال الحيوي.