براعة قيادة السيارات حائرة بين الرجل والمرأة.. متى ينتهى التمييز على الأسفلت؟ (قصة مدفوعة بالبيانات)

تحديات للنساء من أجل المساواة على الطرقات.. والإحصائيات تنحاز لهن.

براعة قيادة السيارات حائرة بين الرجل والمرأة.. متى ينتهى التمييز على الأسفلت؟ (قصة مدفوعة بالبيانات)
أماني عوض

أماني عوض

10:03 ص, الخميس, 15 أغسطس 24

وسط طريق رئيسية داخل مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، وقف أحمد وسارة في حالة غضب وتوتر وعصبية يتشاجران بجوار سيارتين مصطدمتان يكيل كل منهما الاتهام للآخر بالتسبب في الحادث وإلحاق الضرر بمركبته، وتجمع عدد ليس بالقليل من ركاب السيارات المتوقفة في الازدحام المروري الناتج عن الحادث، إضافة إلى رجال ونساء من المارة يحاولون فض النزاع، ولكن يتردد على لسانهم تلك الجملة الشهيرة -دون معرفة ملابسات الحادث- “إنتي غلطانة أصلًا الستات مبتعرفش تسوق”، وتدخل رجال المرور لإنهاء التكدس، واصطحاب الطرفين لتحرير محضر بالواقعة، هذا الحادث يعد مشهدًا يوميًا في شوارع مصر نراه عند حدوث اصطدام مروري طرفاه رجل وامرأة.

قيادة السيدات.. قهر وتنمر

ويطرح ما تعرضت له سارة من غضب وسخرية، تساؤلات متعلقة بالتمييز بين الرجل والمرأة في قيادة المرأة، وهل كما يقال “الستات مبتعرفش تسوق؟”، أم أن الحقيقة لها وجه آخر، في ظل ظهور دراسات أجنبية تؤكد أن السيدات أمهر من الرجال في قيادة السيارات؟، ولكن هل ينطبق ذلك على قيادة المرأة المصرية؟، ولماذا تتعرض للتنمر؟.

بدورها فتحت تلك التساؤلات، الباب أمام محررة “المال” للبحث وتحليل أرقام الإصابات والوفيات في حوادث الطرق من حيث النوع (الأنثي والذكر) ومقارنتها، واستعانت بآخر إصدار من النشرة السنوية لحوادث الطرق الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مايو 2024، ويتضمن وفيات وإصابات الجانبين خلال 5 سنوات (في الفترة من 2018 حتى 2022)، وطرحت المحررة استبيان على 40 شخصًا من الرجال والسيدات وحللت الإجابات، ثم عرضت النتائج على المختصين لتفسيرها.

نسبة وفيات وإصابات السيدات في حوادث الطرق 19% والذكور 81% خلال 5 سنوات

وتعد تلك القصة المدفوعة بالبيانات أول نتائج تُظهر الفرق بين قيادة الجنسين في الشارع المصري، واستخدمنا فيها أداة توليد صور بالذكاء الاصطناعي لإنشاء صورة تعبيرية لمشهد من صراع الرجل والمرأة عند اصطدام سيارتهما، كما موضح أعلاه.

وأظهر تحليل الأرقام المعلنة في النشرة السنوية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن إجمالي وفيات وإصابات حوادث الطرق بلغ 369.7 ألف حالة خلال الفترة من 2018 حتى 2022، وسجل نصيب الذكور منها 299 ألفًا بواقع 81% مقارنة بالإناث 70757 بنسبة 19% من إجمالي الإصابات والوفيات خلال 5 سنوات.

نظرة عميقة بين الجنسين

وكشف تحليل معدلات الإصابة بين النوعين، أنه من بين كل 5 إصابات ذكور تقع إصابة لأنثى في حوادث الطرق خلال 5 سنوات، بعدما بلغ إجمالي إصابات الذكور 270491 حالة مقارنة بـ 64546 للأنثى، بمتوسط شهري 4,508 و1075 حالة إصابة على التوالي، خلال 60 شهرًا.

وأظهرت النتائج أن عام 2018 كان الأعلى في عدد الإصابات من الجانبين، وانخفض في 2021 ثم عاد الارتفاع مرة أخرى في 2022 بنسبة تغير 4% للذكور و6% للإناث.

نزيف الأسفلت يحصد أرواح الرجال بمتوسط شهري 475 حالة وفاة

وعن الوفيات، حصد نزيف الأسفلت من الذكور ما يشكل 82% مقابل 18% من إجمالي حالات الوفاة خلال فترة المقارنة، بواقع 28529 مقابل 6221 حالة وفاة لكليهما، وبمتوسط شهري 475 للرجل مقابل 103 للمرأة، وأيضًا معدل 5 وفيات رجال لكل أنثى.

وكشفت نتائج التحليل أن محافظة الدقهلية سجلت أعلى إصابات للرجل والمرأة خلال فترة المقارنة، تليها في المرتبة الثانية الشرقية، وفي المرتبة الثالثة جاءت أسيوط للذكور والبحيرة للإناث، وبالمرتبة الأخيرة القليوبية للرجل وشمال سيناء للمرأة.

كما لم نرصد حالات في محافظة بورسعيد والأقصر لأنه لم يرد منهما بيانات نظرًا لانضمام مستشفياتهما إلى التأمين الصحى الشامل، كما هو موضح في الخريطة التالية.

مصدر أمني: حوادث قيادة الرجال مميتة أما النساء فالضرر أقل

وقال مصدر أمني في الإدارة العامة للمرور، إن حوادث الرجال أثناء قيادة المركبات أعلى من النساء أضعافًا، مرجعًا السبب إلى أن أعداد الرجال الذين يقودون السيارات أكثر مقارنة بالنساء، إضافة إلى أنها مهنة للذكور، ويدخل ضمنها سائقو سيارات الميكروباص والتاكسي والنقل ما يجعل ساعات القيادة لهم أعلى.

وأوضح أنه يوميًا تقع حوادث طرق من الرجال على مستوى المحافظات، خاصة الطرق السريعة، بسبب السرعة الزائدة وعدم اتباع النصائح والإرشادات المرورية.

مصدر أمني: المرأة أكثر حرصًا أثناء القيادة لكن أعداد تراخيص الرجال تفوقهن

ورأى المصدر الأمنى أن النساء أكثر حرصًا من الرجال في قيادة السيارات، كما أن عدد تراخيصهن أقل مقارنة بالرجال، وطبيعة الحوادث التي ترتكبها النساء أقل ضررًا ولا تؤدي للوفاة مقارنة بحوادث الرجال.

وأشار إلى تخصيص الإدارة العامة للمرور، أرقامًا لقائدي السيارات الذين تعطلت سياراتهم على الطرق، أو حوادث للسيارات من خلال رقم التليفون 01221110000، مشيرًا إلى التعامل بحيادية مع الطرفين في حال الإبلاغ عن حادث.

حكايات نساء من خلف الدريكسون

في حالة خوف من تأثير الحادث وما تعرضت له من تنمر في الشارع انتظرت سارة داخل قسم الشرطة، تسجيل أقوالها هي وأحمد، وعند استجوابها قالت: “أنا موظفة بنك، وأبلغ من العمر 28 عامًا، وكنت أقود سيارتي في طريقي للعمل، وأردت دخول الحارة اليمين فأعطيت إشارة ولكن السيارة خلفي أسرعت واقتربت مني فهدأت من سرعتي ولكنه أيضًا هدأ سرعته، وعندما حاولت دخول الشارع اصطدم بي من الخلف”.

وأضافت سارة وعيناها مليئتان بالدموع، أنها بعدما توقفت بسيارتها خرج سائق السيارة الملاكي يصرخ بصوت مرتفع، ويردد ألفاظًا خارجة ويسبني ويدعو علي جميع النساء التي تقود سيارات، وتجمع حولي الناس ولم يستمع أحد لي حتى جاءت الشرطة.

وبسؤال أحمد سائق السيارة الملاكي، اعترف بأنه رأى إشارة سارة ولكنه أراد تجاوزها مما أدى لوقوع الحادث، وطلب الصلح في الواقعة ووافقت سارة.

سائقة: الشارع لا يغفر خطأ الست أثناء القيادة.. ونحتاج لتغيير نظرة المجتمع

لم تكن قصة سارة الوحيدة، حسبما ذكرت رشا السيد موظفة، -تبلغ من العمر 51 عامًا- التى تزاول القيادة منذ 30 عامًا تعرضت خلالهم -على حد قولها- للعديد من مواقف التنمر والسخرية من الرجال، عندما يشاهدونها على الطريق في مقعد السائق، بالإضافة إلى المضايقات والمعاكسات التي تعرضت لها.

وأضافت رشا أن الشارع لا يغفر “خطأ الست” أثناء القيادة مهما كان بسيطًا، فهو متحفز دائمًا ضدها، إضافة إلى طبيعتها الخجولة التى يتم استغلالها، وتمنعها من الرد على ما تسميه تمادي من ألفاظ خارجة عند حدوث تصادم مع رجل.

وتذكرت موقفًا حدث معها، عندما كانت هناك سيارة ربع نقل متوقفة عند أحد الملفات وتسببت في تعطيل حركة المرور، وكانت سيارتها هي التي تليها مباشرة وبعد تحرك سائق السيارة وعند بدئها التحرك لم يتعرض شخص لقائد ربع النقل، ولكن هاجموها هي رغم أنها لم تكن المتسببة.

وطالبت المجتمع بأن يعطي المرأة احترامها أثناء القيادة، فهي أشد حرصًا من الرجال عند القيادة ما يجعلها لا تقود بسرعة زائدة وتلتزم بحارتها المرورية، ولكن هذا يتسبب في السخرية منها.

خبير قانوني يوضح الفرق بين الرجل والمرأة في قضايا حوادث الطرق

وهنا أكد الخبير القانوني محمود الحديدي، أن السيدات يملن إلى التصالح وعدم تصعيد المواقف التي يتعرضن لها في الشارع، دون وصولها إلى المحاكم والقضايا، وتنهيها مبكرًا.

خبير قانوني: النساء يملن إلى التصالح في حوادث الطرق.. ويتعرضن لجرائم السب والتنمر

وأشار إلى أنه من خلال فترة عمله كمحامٍ لم يُعرض عليه واقعة واحدة تتعلق بحادثة لسيدة وتطلب الذهاب معها إلى قسم الشرطة، عكس الرجال فجميع الحوادث متعلقة بهم.

وأكد أن النساء يتعرضن في الشارع إلى جرائم السب والقذف والسخرية والإيحاءات والتلويح بالعنف، لافتًا إلى أنهن يستطعن مقاضاة وحبس من يعترض طريقهن في الشارع، بعقوبات تصل إلى الحبس والغرامات، حسب نوع الجرم الواقع عليهن.

استبيان: الاثنان أسوأ.. والمرأة لا تثق في قيادتها

وأجرينا استبيانًا على 40 شخصًا بينهم 30 رجلًا و10 نساء، لمعرفة من يقود أفضل في السيارات الرجل أم المرأة، وأظهرت النتائج أن 70% يرون أن الإثنين على درجة سوء واحدة في القيادة، كما فوجئنا بتحيز الرجال في الاستبيان لقيادة النساء والإشادة بحرصهن، على عكس النساء اللاتي أظهر الاستبيان فقدهن الثقة في قيادتهن للسيارات وفضلن قيادة الرجال عليهن.

خبير مروري: نفتقد الإحساس بالمسئولية.. ولنجعل السلامة للجميع

وعلق اللواء أحمد عاصم الخبير المروري على تلك النتائج، قائلًا: “بالفعل الإثنان أسوأ من بعضهما”، فنحن نفتقد الكثير من الإحساس بالمسئولية، وهذه مسئولية الأسرة والمجتمع الممثل في جميع الجهات المعنية، بنشر الوعي وتحديد أهداف إستراتيجية محددة يمكن من خلالها خلق أجيال جديدة تعي ما عليها من واجبات، وما لها من حقوق.

وأضاف الخبير المروري، أنه ليس هناك نسبة محددة تعلي الرجل على المرأة بمجال قيادة المركبات، مضيفًا أنه أيضًا لا توجد نسبة أو دراسة محددة تؤكد تفوق المرأة على الرجل بمجال القيادة وأن الإثنين أمام قيادة السيارات متساويان.

خبير مروري: المرأة سلوكها إيجابي أثناء القيادة وتتحلى بالأخلاق

وتابع: “في الوقت الذي يعلي فيه الرجل خبرته وحرفته أثناء القيادة، تؤكد المرأة وتعلن شخصيتها الأكثر إيجابية من خلال سلوك إيجابي تتحلى فيه بالأخلاق والذوق الجميل”.

وأشار اللواء أحمد عاصم، إلى أننا بحاجة إلى سلوكيات عامة، ترتقي إلى مستوى إنجازات الطرق الأخيرة، فهناك فرق كبير وضخم بين الحركة المرورية الآن، وما قبل من حيث القدرات والإمكانيات والاتساع وإحلال شبكة الطرق الحديثة، مما يجعلها أمام ضرورة الالتزام والانضباط لما يحقق في النهاية المتعة الحقيقة في قيادة المركبة.

وتطرق إلى أن الرجل يمتهن القيادة ويمارسها فترات أطول وعلى الطرق السريعة، إضافة إلى قيادة الليل مقارنة بقيادة المرأة التي تختفى من طرقات الليل، واختتم بجملة: “لنجعل السلامة للجميع”.

قفص المجتمع

بعد ساعات من حادث أحمد وسارة الذي وقع في مدينة 6 أكتوبر، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو عن الحادث أثناء التكدس المروري، وأظهر بعض المشادات التي وقعت قبل فضها، وانهالت التعليقات بالتنمر على قيادة النساء، والمطالبة بسحب رخصهن، مع نشر فيديوهات سخرية أثناء ركنهن للسيارات واصطدامهن بالحواجز الخرسانية، وبعد طرح عدة أخطاء تتسبب في وقوع حوادث سيارات، داخل الاستبيان الذي أجريناه على عينة من قائدي المركبات، جاءت النتائج متحيزة للمرأة وظهرت كالتالي:

استبيان: 70% يرون قصورًا في كفاءة الجنسين.. وحوادث الموت من تهور الرجال

مدرب قيادة: ليس هناك جنس أفضل من الآخر.. والخوف مرتبط بالاثنين

وقال كابتن شريف علام، مدرب وصاحب أكاديمية لتعليم قيادة السيارات -يعمل منذ 15 عامًا- إن تعليم قيادة السيارات لا يفرق بين رجل وسيدة ولا نستطيع أن نقول إن هناك جنسًا أفضل من الآخر، ولكن عندما يتجه رجل أو امرأة لتعلم القيادة يكون هناك عدة عوامل فارقة في الاستيعاب أسرع، منها: الهدف من التعليم، والاستعداد العقلي، وطبيعة المدرب في إيصال المعلومات.

وأضاف علام، أن أول سؤال يطرحه لأي متدرب جديد يتعلق بهدفه من قيادة السيارات، والرجل هدفه أشمل وأكبر لأن أغلبهم يسعون للتعلم من أجل كسب لقمة العيش، ما ينعكس بأن يكون شغفه في تلك المرحلة أعلى، مقارنة بالمرأة التي تحتاج السيارة للذهاب للعمل أو من أجل طلبات المنزل أو الأولاد.

وتابع: “الرجل يقود في ظروف أصعب وطرق سريعة ومسافات أطول، بخلاف المرأة التي تكون أعمالها إدارية ما يدفعها للسير في شوارع مهيأة وساعات أقل”، ضاربًا مثالًا: “مفيش بنت هتروح تشتغل سواقة في مزرعة بالصحراء”، ولكن هذا ليس معناه أن الرجل أفضل لكن الأهداف المختلفة هي التي تؤدي إلى التطور بشكل أسرع.

وأوضح أن الرجل ليس “الأشطر” في القيادة ولكن هدفه أقوى من البنت، كما أن الخوف من القيادة في فترة التعلم للجنسين لا يفرق بين رجل أو سيدة، مشيرًا إلى أن القلب الجريء مصطلح يفهمه الرجال بشكل خطأ، ويعتبرون أن ارتفاع الصوت جرأة.

“البنات مش خوافين لكن مؤدبين”

وأكد أن البنت ليست “خوافة” بل مؤدبة وحذرة ولديها حياء ولا تتلفظ بألفاظ بذيئة في الشارع، بل تجنح للسلم وترضى بأن يقال عليها مخطئة حتى تتجنب الدخول في مشكلة على الطريق.

وتساءل: هل شاهدت من قبل اثنتين من السيدات يتشاجران بسبب اصطدام سيارتيهما ببعض، هذا لم يحدث، عكس ما نراه من الرجال عند وقوع حادث من ألفاظ خارجة وبذيئة”.

وأكد أن ما يحدث في الشارع هو استغلال لضعف البنت وحيائها، وعدم قدرتها على الدخول في مشاجرة، ما يفتح المجال أمام الذكر للتمادي، قائلًا: “الست مظلومة كثيرًا في القيادة”.

ازدواجية تقييم الأخطاء

وعن تقييم الرجل لأخطاء القيادة، قال علام: لدينا ازدواجية في تقييم الخطأ، وما يحدث هو تعامل بـ”الدراع” -وفقًا لتعبيره- ومعيار الرجل هو الصوت العالي، بدون الرجوع إلى الطريقة التي تعلم بها وربما تكون معلوماته ومعطياته خاطئة، وحتى قواعد المرور لا يطبقها.

وأشار إلى أن الرجال يتعرضون للضغوط ما يجعلهم مع أول خطأ يرصدونه من سيدة يتعاملون معها بعصبية وعدم احترام، رغم إن هناك سيدات تتقن القيادة بدرجات تفوق الرجل بمراحل، وهناك رجال تخشى من “كلاكس” سيارة تسير بجوارها.

وعن نوع الحادث مقارنة بين الجنسين، قال إن حادثة المرأة دائمًا أقل خطورة من الرجال، فالأولى حوادثها تكون خبطات وتصادمات، ولكن الكثير من حوادث الطرق الرجل تؤدي إلى الموت.

مدرب قيادة: الرجل ليس “الأشطر” في السواقة ولكن هدفه أقوى من النساء

وتطرق إلى رعونة الرجال في القيادة وعدم قدرتهم على كبح أنفسهم، بدون النظر لإجراءات السلامة، وطالبهم باحترام السيدات التي تقود على الطرق بجوارهم.

وطالب بتطبيق حارات “unlimited” كما هي موجودة في الدول الأوروبية، تكون مخصصة للقيادة السريعة يتنفس من خلالها الشباب، على أن تكون تلك الحارات خارج المدن وعلى الطرق السريعة، مع اتباع إرشادات السلامة، مشيرًا إلى أنها فكرة تجارية ويدفع لها رسوم واشتراك.

ورأى أن الإحساس بالمسئولية عند السيدات في قيادة السيارات يفوق الرجال بمراحل، ولو أن هناك دراسات أجريت فجميعها ستكون في صف النساء.

واختتم بنصائح للجنسين: علينا احترام بعضنا البعض والالتزام بالقوانين، مطالبًا بالعمل على تغيير المزاج العام للمواطن أثناء القيادة من أجل الخروج من الضغوط الاجتماعية التي يمر بها، خاصة في ظل تطوير شبكة الطرق.


فيديوهات قيادة برعونة.. والمتهم “رجل”

وعند إجراء محررة “المال”، بحثًا على محرك “جوجل” عن قيادة السيارات برعونة، وارتكاب حركات استعراضية عرضت المواطنين للخطر على الطرق، وجدنا مجموعة من الفيديوهات المنتشرة على الإنترنت جميعها بقيادة ذكور، وبينها فيديو انتشهر في سبتمبر عام 2022، لسائق ملاكي اقتحم كارتة على طريق السويس وفتح الباب ووضع قدمه عليه أثناء السير وسط الطريق، بجميع الحارات حتى التمكن من ضبطه.

وأظهرت نتائج تحليل أرشيف الأخبار المنشورة عن قيادة السيارات بسرعات جنونية خلال الفترة من 2023 حتى منتصف 2024، القبض على 40 سائق سيارة من الذكور، لاتهامهم بالقيادة برعونة على طرق سريعة وخلال مواكب حفلات زفاف، داخل محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والقليوبية والإسماعيلية، ولكن لم نرصد حالة واحدة ارتكبتها امرأة ألقي القبض عليها في مثل هذا النوع من الاتهام.

دراسات أجنبية: النساء أكثر مهارة ولا يدركن براعتهن

وعن الدراسات الأجنبية التي أجريت في هذا الشأن، فعلماء من جامعة نيوكاسل في إنجلترا، أجروا بحثًا أشار إلى أن النساء أكثر مهارة من الرجال في القيادة، وأكبر قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، ويظهرن رد فعل أسرع، وتحكمًا أكبر في عجلة القيادة، كما أنهن تفوقن على الرجال في استعادة السيطرة على السيارة عند الحاجة، كما أنهن لا يدركن في كثير من الأحيان مدى براعتهن في ذلك، وفقًا لشبكة «مونتكارلو» الدولية.

أما جامعة ميتشجان الأمريكية فأعدت دراسة استغرقت عامًا، قالت إن 68% من النساء تسببن في حوادث مقابل 32% للذكور، مؤكدة أن هذا لا يعني أن الرجال أفضل، لأن حوادث النساء أقل ضررًا من الناحية الجسدية، والرجل حوادثه مميته، ويدفعون أكثر لشركات التأمين.

وأشارت إلى أن النساء أقل ثقة وأكثر خوفًا، ولكن أشد حرصًا على قواعد المرور، والرجال أكثر تهورًا لذا فالأمر نسبي.

وبعد هذا التحقيق الذي سلط الضوء على الفروق في قيادة الرجال والنساء للسيارات، هل تتغير نظرة الشارع إلى المرأة التي تقود وتنتهي وصلات التنمر؟!.