شهدت أسعار النفط استقرارًا نسبيًا اليوم الثلاثاء، بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة بفعل فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران، ما زاد المخاوف بشأن شح الإمدادات، في وقت لا تزال فيه هوامش التكرير العالمية قوية، وفقا لوكالة رويترز.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 5 سنتات إلى 74.73 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 10:46 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار سنتين إلى 70.72 دولارًا للبرميل. وكان كلا الخامين قد سجّلا مكاسب يوم الاثنين بعد تراجع بلغ 2 دولار يوم الجمعة الماضي.
وفي هذا السياق، قال توني سيكامور، المحلل في IG ماركت: “على المدى القصير، لا يزال النفط الخام يبحث عن قاعدة دعم، ومن المرجح أن تساهم العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران في ذلك، إلى جانب التزام وزير النفط العراقي بخفض الفائض في المعروض”.
صادرات النفط الإيرانية
فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاثنين حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران، في خطوة تهدف إلى تصعيد الضغوط لوقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل. واستهدفت العقوبات وسطاء نفطيين في الإمارات وهونغ كونغ، إلى جانب مشغلي ناقلات وشركات شحن في الهند، كما شملت رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية لدوره في تصدير النفط الإيراني.
وتأتي هذه العقوبات في ظل استمرار إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، في ضخ 3.2 مليون برميل يوميًا خلال يناير، وفقًا لمسح أجرته وكالة “رويترز” حول إنتاج أوبك.
تجارة النفط الروسي
بالتزامن مع الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا، اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات صارمة ضد ما يُعرف بـ”أسطول الظل”، حيث أدرج 73 سفينة في القائمة السوداء بسبب دورها في التهرب من العقوبات. كما فرضت بريطانيا عقوبات على 40 ناقلة أخرى بسبب نقلها النفط الروسي، في إطار الجهود الغربية لخفض عائدات موسكو النفطية.
قوة الطلب على الوقود
في الوقت الذي تظل فيه الشكوك تحيط بمستقبل الطلب العالمي، عززت قوة الطلب على الوقود، لا سيما في الأسواق الغربية، من أداء أسواق النفط. وأشار نيل كروسبي، المحلل في شركة “سبارتا كوموديتيز”، إلى أن “هوامش تكرير النفط العالمية لا تزال قوية، مع استمرار الطلب القوي على زيت الوقود والمقطرات، خاصة في منطقة الخليج الأمريكي وشمال غرب أوروبا، بسبب موجة البرد الشديدة”.
ووفقًا لبيانات “LSEG”، بلغ متوسط هامش التكرير لمصفاة نموذجية في سنغافورة تعالج خام دبي الإقليمي 3.50 دولار للبرميل في فبراير، مقارنة بـ2.30 دولار للبرميل في يناير.
تداعيات الرسوم الجمركية
رغم العوامل الداعمة لأسواق النفط، لا تزال المخاوف بشأن الطلب الصيني تلقي بظلالها على التوقعات المستقبلية للأسعار. وأوضح كبير المحللين في “أواندا”، كلفن وونغ، أنه “حتى منتصف مارس، يظل من غير الواضح ما إذا كانت هناك عوامل طلبية واضحة يمكن أن تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع، حيث من المتوقع أن تعلن الصين عن سياسات تحفيزية جديدة وأهداف النمو لعام 2025 بعد اختتام الدورة السنوية للمؤتمرات السياسية (الدورتان)”.
وفي سياق آخر، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاثنين أن التعريفات الجمركية المقررة على الواردات الكندية والمكسيكية ستدخل حيز التنفيذ في 4 مارس، رغم المحاولات الجارية من البلدين لمعالجة مخاوف واشنطن بشأن أمن الحدود وتهريب الفنتانيل.
ويرى المحللون أن هذه الرسوم قد تؤثر سلبًا على نمو الطلب العالمي على النفط، ما قد يحدّ من ارتفاع الأسعار في المستقبل القريب.