كشف فى شركة « بريستول مايرز سكويب» عن عدم وجود خطة للتصنيع في مصر خلال الوقت الحالي، موضحًا أن كل المنتجات الخاصة بالشركة يتم استيرادها بالكامل.
وأكد المصدر – في تصريح خاص لـ «المال» – العمل على دراسة الفرص الاستثمارية المُتاحة لإمكانية تصنيع بعض المنتجات من خلال مصنع خاص، أو التصنيع لدي الغير، لافتًا إلى أن هذه الخطط لن تكون خلال العام الحالي على الأقل.
جاء ذلك على هامش مؤتمر صحفي للإعلان عن إطلاق عقار جديد لمرضى “الثلاسيميا” إذ كشفت شركة «بريستول مايرز سكويب» للأدوية عن موافقة هيئة الدواء المصرية رسميًا.
وأكدت الشركة أن العقار الجديد مخصص لعلاج المرضى البالغين المصابين بفقر الدم (الأنيميا) المعتمد على نقل الدم المرتبط بمرض الثلاسيميا بيتا.
وقالت الدكتورة منى حمدي، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بجامعة القاهرة إنه على مدى السنوات القليلة الماضية، حاولت الحكومة إحصاء بيانات دقيقة تساعد على تحديد السكان المصابين بمرض الثلاسيميا وتعزيز رعاية المرض وإدارته خاصة أنه لا توجد قاعدة بيانات تشمل كل المرضى.
«بريستول مايرز سكويب»: العقار الجديد لا يعتبر علاجًا نهائيًا لمرض الثلاسيميا
وأعرب أوسكار ديلجادو، المدير العام لشركة «بريستول مايرز سكويب» بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عن سعادته بإطلاق الدواء الجديد.
وأكد « ديلجادو» أن العقار الجديد لا يعتبر علاجًا نهائيًا لمرض الثلاسيميا إلا أنه يخفف من حدته فضلاً عن الأعباء المصاحبة له من عملية نقل الدم.
وأشار إلى أن الدواء الجديد يعد الأول منذ 96 عامًا الذي يستهدف السبب الكامن وراء الإصابة بالثلاسيميا بيتا في مصر، موضحًا أن العلاج الوحيد للمرضى يتم من خلال زراعة نخاع العظم، وقابل للتطبيق على جزء صغير من المرضى.
وقالت الدكتورة آمال البشلاوي إن انتشار المرض شكل عبئا كبيرا على نظام الرعاية الصحية، إذ يسبب المرض الإصابة بفقر الدم الشديد والإرهاق ومضاعفات صحية أخرى تؤدي إلى تدني جودة الحياة وزيادة معدلات الوفيات.
وثمنت «البشلاوي» إدراك الحكومة المصرية الحاجة الملحة لتحسين رعاية مرضى الثلاسيميا والأمراض الوراثية الأخرى، وتقديم العلاج المجاني أو المدعوم.
وقال الدكتور محمد موسى إن العلاج المتاح حاليا في مصر بنقل الدم بشكل منتظم، ويؤدي ذلك زيادة كمية الحديد بدم المريض، ولمنع ذلك، يتلقى المرضى أيضًا العلاج لإزالة الحديد الزائد من الجسم.
وأضاف «موسى» أن هذا العلاج كان فعالاً في إدارة المرض، إلا أنه من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات وآثار جانبية كبيرة.
ما هو مرض الثلاسيميا؟
و مرض الثلاسيميا هو اضطراب وراثي في الدم يحدث بسبب إنتاج شكل غير طبيعي من الهيموجلوبين، وهو البروتين المتواجد ضمن خلايا الدم الحمراء التي يحتاجها جسم الإنسان لنقل الأوكسجين.
ويقود هذا الاضطراب إلى الإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا) والعديد من المضاعفات الحادة مثل تشوهات العظام وقصور النمو.
ويتعين على مرضى الثلاسيميا الخضوع لإجراء نقل الدم طوال حياتهم لدعم نموهم وتطورهم الطبيعي، والحفاظ على جودة حياتهم وزيادة متوسط عمرهم المتوقع.
ووفقاً للاتحاد الدولي للثلاسيميا، يولد نحو 56000 طفل مصاب بالثلاسيميا سنويا.
وفي مصر، تشير التقديرات إلى أن ألف طفل من أصل 1.5 مليون طفل يولدون كل عام وهم يعانون من هذا المرض .
يُذكر أيضا أن معدل الحاملين للمرض في مصر يتراوح بين 9 إلى 10% من السكان ، ويتلقى العلاج نحو 10000 مريض من جميع الأعمار.