ناشدت شركة بلبن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء، وأجهزة الدولة المعنية، بضرورة التدخل لحل أزمة في الغلق المفاجئ لجميع فروعها بداية من اليوم.
يأتي ذلك بعد الإعلان رسميًّا عن توقّف نشاط شركة “بلبن” بالكامل محليًّا، ووقف العمل بجميع الفروع والبالغ عددها 110، إلى جانب المصانع والمنشآت التابعة، والتي يعمل بها نحو 25 ألف عامل وموظف.
بداية الأزمة في مصر
تعود جذور الحادثة إلى إصابة رجل وزوجته وحماته بتسمم غذائي، بعد تناولهم صنف «أرز بلبن» من أحد فروع «بلبن» بمدينة الشيخ زايد.
وعلى إثر ذلك تم نقلهم، على الفور، إلى مستشفى الشيخ زايد العام؛ لتلقي العلاج، ما دفع الجهات الأمنية إلى التحرك السريع للتحقيق في الحادثة.
كان مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة قد تلقّى إخطارًا من رئيس مباحث قسم شرطة الشيخ زايد أول، يفيد بورود بلاغ من المستشفى بخصوص وصول الحالات الثلاث مصابة بتسمم غذائي، بعد تناول منتجات من المحل المذكور.
فيما قامت شركة بلبن بإصدار بيان تنفي فيه وجود حالات تسمم أو تقارير صحية تفيد بذلك، وأن غلق بعض فروعها يأتي نتيجة مشاكل تنظيمية وإدارية، وجارٍ العمل على حلها.
بداية غلق فروع بلبن في الجيزة
أصدر المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، قرارًا إداريًّا يقضي بغلق 12 منشأة تابعة لسلسلتيْ «بلبن» و«بلين» لبيع منتجات الألبان والحلويات.
القرار شمل أحياء العجوزة، العمرانية، جنوب الجيزة، الوراق، إمبابة، مدينة 6 أكتوبر، مدينة الشيخ زايد، الحوامدية، والبدرشين.
جاء القرار بناءً على تقارير مديرية الشؤون الصحية بالجيزة وإدارة مراقبة الأغذية، التي أكدت أن الفروع المذكورة كانت تُدار دون الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة لمزاولة النشاط.
الغلق يصل لفروع محافظة بورسعيد
وفي محافظة بورسعيد تقرر غلق محل لـ”بلبن” نتيجة عدم استكمال إجراءات التراخيص واستيفاء الأوراق المطلوبة.
السعودية تقرر وقف نشاط بلبن
كانت المملكة العربية السعودية قد شهدت واقعة مشابهة أول أيام عيد الفطر، حيث تم تسجيل حالات تسمم جماعي بين مواطنين ومقيمين في الرياض بعد تناولهم منتجات من فروع «بلبن»، وذلك على إثر البلاغات المتكررة.
وقامت الجهات الصحية السعودية بإغلاق جميع فروع ومصانع «بلبن» مؤقتًا إلى حين الانتهاء من التحقيقات والتحاليل اللازمة، واتخذت كل الإجراءات النظامية لضمان سلامة وصحة المواطنين.
وقررت جهات التوصيل بالمملكة حذف خدمة توصيل بلبن في جميع فروعها بالمملكة لحين استكمال التحقيقات.
أزمة إعلان رمضان المسيء لمحلات العبد
بدأت الأزمة بين شركتيْ بلبن والعبد حينما بثت شركة بلبن إعلانًا خلال شهر رمضان به تشويه لشركة العبد ومؤسسها الراحل أحمد عبد الرحيم العبد، أحد رواد صناعة الحلوى في مصر، فضلًا عن إساءة استخدام علامتها التجارية، حيث ظهر في الإعلان شخص يرتدي بدلة قديمة بطراز يماثل ما كان يرتديه مؤسس العبد، وظهرت خلفه خلفية بتصميم مقلد للعلامة التجارية لمحال العبد، مع كتابة كلمة العيد بنفس الخط المستخدم في شعار العبد.
وقام جهاز حماية المستهلك، برئاسة إبراهيم السجيني، وبالتنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بوقف ومنع تداول إعلان بلبن، وذلك لمُخالفته قواعد النظام العام والآداب العامة واحتواء المادة الإعلانية على التمييز بين المواطنين والإساءة إليهم، بما يتضمن مخالفة صريحة لنص المادة «13» من قانون حماية المستهلك، فضلًا عن وجود إساءة واضحة للعلامة التجارية لشركة العبد للحلويات.
بلبن تعلن استعداها للتعاون لحل الأزمة
قالت شركة بلبن، في بيان لها منذ قليل، عبر صفحتها على فيسبوك، إن جميع عمليات التشغيل داخل مصر- التي كانت تمثل القلب النابض لمشروع مصري ناجح ومشرّف- توقفت تمامًا.
وأوضحت الشركة أنها كيان وطني نشأ بأيدٍ مصرية 100%، وكبر بدعم هذا الوطن، وانتشر في 9 دول عربية، وحقق خلال سنوات قليلة ما يمكن اعتباره نموذجًا مصريًّا مشرِّفًا في قطاع الأغذية والمشروبات، نموذجًا يُثبت أن مصر قادرة على تصدير علامات استثمارية ناجحة تنطلق من الداخل وتصل إلى كل الوطن العربي.
وأشارت الشركة إلى أنه رغم محاولاتها المستمرة للتواصل والبحث عن حلول عبر القنوات الرسمية، لم تتمكن، حتى الآن، من الوصول إلى مَخرج واضح من هذه الأزمة، ما وضع الشركة والعاملين بها في حالة من الشلل الكامل.
وقالت الشركة إنها لا تدّعي الكمال، وتدرك أن أي كيان يعمل بهذا الحجم قد يقع في أخطاء، مؤكدة أنها دائمًا مستعدة للمراجعة، والتصحيح، والتطوير ، ومستعدة لكل أشكال الفحص والمراجعة والتدقيق والمحاسبة، كما ترحب بأي لجنة، أو جهة رقابية، أو إجراء قانوني من الدولة.
وأكدت أن كافة أنشطتها في الدول العربية التي تعمل بها تعتمد على ما يتم تشغيله وإدارته من داخل مصر، وأي توقف لنشاط “بلبن” في الداخل، لا ينعكس فحسب على السوق المحلية، بل يؤدي فورًا إلى تعطل عملياتنا في الخارج، ويهدد استمرارية تواجدنا الإقليمي ووجودنا في الأسواق العربية.