بحلول أبريل المقبل بنك أبوظبي الأول الإماراتي “العملاق الإماراتي الوليد”، سيبلغ من العمر 3 سنوات حيث تم تدشينه في أبريل 2017 بالدمج بين بنك الخليج الأول وبنك أبوظبي، وإدراج الأسهم الجديدة في سوق أبوظبي المالي، ليتم خلق أكبر كيان مصرفي في الإماراتي وأحد أكبر بنوك المنطقة.
ويبدو أن العملاق الخليجي الوليد يسعى لتعزيز تواجده في المنطقة لاسيما السوق المصرية التي تتمتع بفرص واعدة لاسيما على مستوى العمل المصرفي، مُقتنصًا الظروف التي تمر بها لبنان ونية مجموعة عوده اللبنانية التخارج من مصر وبيع أحد أكثر فروعها ربحية ونجاحًا خلال السنوات الماضية .
وتعتبر صفقة بيع بنك عوده مصر لصالح بنك أبوظبي هي الخطوة التوسعية الإقليمية الثانية التي يقوم بتنفيذها منذ تأسيسه في أبريل 2017، حيث نجح البنك في تدشين عملياته المصرفية بالمملكة العربية السعودية بافتتاح فرعه في الرياض خلال مايو من العام الماضي.
لكن السعي للتوسع في مصر ليس جديدًا حيث يتواجد أبوظبي الأول عبر فرعه في مصر ضمن قائمة فروع البنوك الأجنبية ويقوم بعمله تحت قيادة المصرفي محمد عباس فايد.
وكانت مصادر مسئولة قد كشفت لـ”المال” منتصف الشهر الجاري عن تقدم بعض البنوك بعروض للمجموعة للبنانية للاستحواذ على بنك عوده مصر، قبل أن يعلن المدير المالي للمجموعة اللبنانية في تصريحات لوكالة رويترز أن المفاوضات صحيحة .
وخلال اليوم الخميس أصدر بنك أبوظبي الأول بيانًا لسوق الأوراق المالية في دبي أكد خلاله أن هناك مفاوضات حصرية مع مجموعة عوده اللبنانية لشراء وحدتها في مصر، في ذات الوقت أصدر بنك عوده مصر بيانًا للموظفين ليؤكد نفس الأمر، موضحًا أن المفاوضات لم تصل لاتفاق حتى الآن لكنها حصرية مع أبوظبي الأول .
وشدد بنك عوده في بيانه الذي نشرته “المال” على أن المكانة الإقليمية الرائدة لبنك أبو ظبي الأول، وقدرته الثابتة على إنجاز العملية ضمن الأطر الزمنية المحددة، تجعل منه المرشّح الأكثر توافقا مع متطلبات عملاء بنك عوده مصر، وإدارته، وموظفيه.
كما إن اختيار بنك أبو ظبي الأوّل كمشارك حصري في هذه العملية جاء بعد الأخذ في الاعتبار اهتمامه باستمرارية العمل وحرصه على مصالح أصحاب الحقوق لدى بنك عوده مصر، بالإضافة إلى الأثر الإيجابي المتوقع لهذه العملية على تطوير أعمال البنك في المستقبل، مما يثبت مصداقيتنا تجاه أبرز أصحاب الحقوق.
ماذا تعرف عن النتائج المالية لأكبر مجموعة مصرفية إماراتية؟
بلغت أصول مجموعة أبوظبي الأول في أبريل 2017 بعد نجاح عملية الإندماج نحو 642 مليار درهم إماراتي 175 مليار دولار أمريكي، ليصبح البنك الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتبلغ قيمته السوقية نحو 29.1 مليار دولار، وفقًا للبيانات المفصح عنها وقت الإندماج .
ويسيطر البنك على حصة سوقية من القروض القائمة تبلغ حوالي 26% من إجمالي القروض القائمة في دولة الإمارات، ويمتلك شبكة دولية من فروع ومكاتب في 19 دولة حول العالم.
وتتواجد المجموعة الإماراتية في دول فرنسا والمملكة المتحدة وسويسرا باوروبا، بجانب الولايات المتحدة والبرازيل، كما تتواجد في الدول العربية (البحرين ومصر والكويت وليبيا وعمان والسعودية)، بالإضافة إلى الصين وهونج كونج والهند وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية .
وتشير النتائج المتوقعة لأكبر مجموعة إماراتية إلى أن مجموع أصولها بنهاية العام الماضي بلغت 749 مليار درهم ما يعادل 203.9 مليار دولار، بينما تسجل محفظة القروض 381.9 مليار درهم ما يعادل 103.99 مليار دولار تقريبًا، والودائع نحو 485 مليار درهم ما يعادل 132.1 مليار دولار، ويبلغ صافي الربح التقديري للعام الماضي 3.44 مليار دولار.
وفي تحليل بنوك استثمار إماراتية توقعت أن ترتفع أصول أبوظبي الأول إلى 229.2 مليار دولار خلال العام الجاري، ثم 242.8 مليار دولار في عام 2021، بينما سترتفع قروضه إلى 111.5 مليار دولار في 2020 و119.3 مليار دولار في 2021، والودائع 140.2 مليار دولار في 2020، و149.06 مليار دولار في 2021 .
بينما من المتوقع وفقًا للتقرير الذي أعدته مؤسسات أبوظبي التجاري وأرقام كابيتال وبنك أوف أمريكا، وسيتي بنك وسي اي كابيتال، وهيرميس، غيرها، أن تصل ربحية أبوظبي الأول إلى 3.7 مليار دولار خلال العام الجاري، و3.9 مليار دولار خلال العام المقبل .
شبكة تواجد أبوظبي الأول عالميًا
الموقع الجديد لبنك أبوظبي الأول مصر حال نجاح الاستحواذ
حال نجاح أبوظبي الأول في الاستحواذ على بنك عوده مصر سيضم لشبكة فروعه أكثر من 48 فرعًا منتشرة بكافة أنحاء الجمهورية ومحفظة أصول تزيد عن 71.7 مليار جنيه، ستعزز تواجده بشكل كبير في السوق المحلية .
وكشفت البيانات المالية الصادرة عن المجموعة اللبنانية، أن بنك عوده مصر حقق زيادة في صافي الربح خلال أول تسعة أشهر من العام الجاري بنسبة 6.5% لتصل إلى 1.088 مليار جنيه مقابل 1.022 مليار جنيه في الفترة المقابلة من العام الماضي .
وسجلت محفظة القروض والتسهيلات للعملاء نحو 26.79 مليار جنيه بنهاية سبتمبر الماضي، وارتفعت ودائع العملاء بالبنك بنسبة 4.6% لتسجل 61.9 مليار جنيه بنهاية سبتمبر مقابل 59.15 مليار جنيه بنهاية ديسمبر 2018.
انضم بنك عوده للسوق المحلية خلال مارس 2006، ونجح في ترسيخ مكانته على مستوى العمل المصرفي خاصة فيما يتعلق بالقروض المشتركة، وزيادة عدد فروعه لأكثر من 45 فرعًا، ونشر أكثر من 128 ماكينة صراف آلي، وتعتبر مصر بالنسبة للبنك اللبناني إحدى أهم الأسواق الرئيسية بجانب لبنان بلد المنشأ وتركيا.
وتأسست المجموعة المالكة عام عام 1830 وتم تسجيلها عام 1962 كشركة مالية خاصة ذات مسئولية محدودة، وتقدم خدماتها في العديد من الأسواق الرئيسية بجانب لبنان منها مصر والأردن والسعودية وقطر وأبو ظبي (من خلال مكتب التمثيل) وموناكو وتركيا والعراق.