يتطلع بنك يو بي إس جروب السويسري لإحياء أعماله الاستثمارية في الشرق الأوسط، بدعم من استحواذه على منافسه “كريدي سويس جروب”، بحسب وكالة بلومبرج.
ويشكل هذا الاستحواذ منعطفاً للبنك السويسري، إذ كان المسئولون التنفيذيون في “يو بي إس” يستكشفون إمكانية إحياء أعمال صفقات البنك في دبي، بعد أن أنهى البنك فعلياً عمليات إبرام الصفقات على الأرض في عام 2022، كما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم نظراً لخصوصية هذه المعلومات.
إحياء الأعمال الاستثمارية
قال هؤلاء الأشخاص إن كبار مسئولي “يو بي إس” التنفيذيين، حريصون على الاستفادة من نشاط الصفقات المتزايد في المنطقة، ويريدون الاستفادة من العلاقات المصرفية الخاصة لـ”كريدي سويس” مع الشخصيات القرية من العائلات الحاكمة، والشركات العائلية للفوز بصفقات. وأضافوا أن المناقشات لا تزال في مراحلها الأولى، ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت ستؤدي إلى اتفاق.
يعمل لدى “كريدي سويس” نحو 40 مصرفياً استثمارياً في الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية.
وامتنع ممثلو “يو بي إس” و”كريدي سويس” عن التعليق على هذا الموضوع.
ويغطي “يو بي إس” حالياً الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن طريق نقل مصرفيين ومتخصصين من دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى المنطقة.
ولا يزال المقرض السويسري يتمتع بوجود محلي من خلال أقسام أخرى، بما في ذلك وحدات التجارة العالمية وإدارة الثروات، التي لا تزال تشهد عمليات توظيف.
استقطاب المواهب المصرفية
قال الأشخاص المطلعون إن إقبال خان، رئيس قسم الثروة في “يو بي إس”، يُعتبر واحداً من كبار المصرفيين في البنك الذين يدعمون الخطة، إذ إنه مطّلع بشكل جيد على أعمال “كريدي سويس” في الشرق الأوسط. وكان خان قد شغل قبل انتقاله إلى “يو بي إس” في 2019، منصب رئيس إدارة الثروات الدولية في البنك، حيث كان مسئولاً عن الأسواق بما فيها أسواق الشرق الأوسط. أفادت “بلومبرغ نيوز” بأنه على تواصل أيضاً مع مصرفيين من القطاع الخاص، من دبي إلى الدوحة، في الوقت الذي يحاول فيه التمسك بأفضل المواهب في المصرف المنكوب. وفي السنوات الأخيرة ، قام “يو بي إس” باستقطاب العديد من مديري الثروات من “كريدي سويس”، بمن فيهم فريق لتغطية سوقي الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
ذكرت “بلومبرغ نيوز” أن “يو بي إس” يريد اختيار كبار صانعي الصفقات من بنك “كريدي سويس” الاستثماري، بدلاً من دعم خطة طموحة لبناء شركة مستقلة جديدة تحت قيادة صانع الصفقات البارز، مايكل كلاين.
صناديق ضخمة.. وسوق نشطة
يأتي اهتمام المقرض السويسري بالشرق الأوسط، بعدما أصبحت المنطقة وجهة رئيسية لرؤوس الأموال على مستوى العالم، مع قيام الصناديق السيادية التي تتمتع بسيولة ضخمة، بضخ الأموال بوتيرة قياسية.
وكانت المنطقة أيضاً ساحة نشطة وشبه وحيدة للطروحات العامة الأولية في الوقت الذي سجلت فيه الأحجام الإجمالية للطروحات العامة الأولية انخفاضاً قياسياً في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، أصبح المستثمرون في الشرق الأوسط أكثر حذراً لجهة ضخ استثمارات جديدة في البنوك العالمية، بعدما تبيّن أنهم من بين الأكثر تضرراً من أزمة “كريدي سويس”.
وقبل صفقة الاستحواذ الذي جرى ترتيبها على عجل مع “يو بي إس”، كان “كريدي سويس” نفسه يعزز أعماله المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث استعان بالمصرفي المخضرم، حازم شوقي، من مجموعة “غولدمان ساكس جروب” في 2019، ثم قام بعد ذلك بتعيين تارا لوثرا، صانعة الصفقات في “مورغان ستانلي”، لتوسيع عملياته.