وافقت وحدة تراتون للشاحنات التابعة لمجموعة فولكس فاجن الألمانية أكبر شركة سيارات فى أوروبا على دفع 3.7 مليار دولار لشراء الأسهم المتميزة لشركة نافيستار انترناشيونال الأمريكية للشاحنات للتوسع فى أسواق أمريكا الشمالية.
وتقترب هذه الصفقة من مراحلها النهائية بعد أن أعلنت تراتون فى منتصف أكتوبر الماضى موافقتها على رفع سعر شراء السهم فى نافيستار من 34 دولار إلى 44.5 دولار للاستحواذ على الشركة الأمريكية وخلق كيان عالمى لتصنيع الشاحنات.
وذكرت وكالة رويترزأن استحواذ الشركة الألمانية على نافيستار يجعل فولكس فاجن التى تملك العلامات التجارية «سكانيا وفولكس فاجن ومان MAN للشاحنات» قادرة على خفض التكاليف لتتمكن من تطوير المركبات صديقة البيئة التى لا ينبعث منها إلا الحد الأدنى من العوادم الكربونية وفقا لقواعد الاتحاد الأوروبى التى تستهدف الحفاظ على الهواء نقيا.
وقررت وحدة تراتون التى تستحوذ على حصة تقدر بحوالى %16.7 من شركة نافيستار ، دفع 3.7 مليار دولار لشراء النسبة المتبقية لتصل القيمة السوقية الكلية للشركة الأمريكية إلى 4.4 مليار دولار بعد رفع سعر السهم.
ويضم كبار المساهمين فى شركة نافيستار «صندوق MHR لإدارة الأصول ، وشركة إيكان كابيتال للخدمات المالية،» وقد أعلنوا موافقتهم لصالح صفقة استحواذ تراتون على الشركة الأمريكية ، بعد أن تعهدت فولكس فاجن على منح تراتون قرضا قيمته 3.3 مليار يورو، يتم سداده على فترة تتراوح من 12 إلى 18 شهر لتمويل شراء الأسهم.
ومن جهة أخرى أكد هيربيرت ديس الرئيس التنفيذى لمجموعة فولكس فاجن تعديل استراتيجيتها لزيادة الاستثمارات اللازمة فى تطوير المركبات الكهربائية ذاتية القيادة فى محاولة منه لتعويض انخفاض الإيرادات بسبب وباء فيروس كورونا الذى أصاب أكثر من 683 ألف حالة، وتسبب فى وفاة ما يزيد عن 11 ألف ضحية فى ألمانيا.
وأدت انتشار الموجة الثانية من مرض كوفيد 19 فى ألمانيا إلى إعلان الحكومة الإغلاق بدءا من هذا الأسبوع ، وفرض المزيد من التدابير الاحترازية والقيود منها إغلاق الحانات والمطاعم ودور السينما والمسارح وصالات الألعاب الرياضية، فضلاً عن إعادة إدخال تدابير التباعد.
وحذرت المستشارة أنجيلا ميركل فى بداية الأسبوع الحالى من أن ألمانيا يجب أن تضع الموقف تحت السيطرة إلى النقطة التى يمكن فيها لمكاتب الصحة العامة المحلية تتبع جهات الاتصال مرة أخرى – وإلا فإن النمو المتسارع للإصابات والوفيات سيرتفع..
وتستعد فولكس فاجن التى تمتلك العديد من العلامات التجارية العالمية ، ومنها «بينتلى وبوجاتى وبورش وأودى ولامبورجينى الفاخرة وسكودا الشعبية وشاحنات سكانيا ومان MAN» لعقد اجتماع آخر هذا الأسبوع لتعديل الاستراتيجية التى تتناول تداعيات واتجاهات التصنيع والاستثمار والمبيعات على الأجل الطويل.
ويرى هيربيرت ديس أن حجم المبيعات فى بعض الأسواق لن يصل إلى مستويات ما قبل أزمة كورونا إلا بحلول عام 2023 ، بعد تراجع المبيعات هذا العام وعدم تحقيق الأرقام المستهدفة الموضوعة فى نهاية العام الماضى.
ويعتزم هيربيرت تقليص عدد الموديلات التى تطرحهها المجموعة خلال الفترة القادمة لتعويض هبوط المبيعات بسبب فيروس كورونا ، رغم أن هذا الإجراء سيؤدى إلى تأثيرات سلبية على بعض مصانع إنتاج سيارات الركوب مع تزايد قيود حظر خروج الناس من البيوت وعدم استخدامهم للمركبات.
ومع ذلك تتوقع فولكس فاجن ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية بحوالى %100 خلاال عامى 2020 و2021 ،مع اتجاه المستهلكين لشراء السيارات ذات الطاقة المتجددة والابتعاد عن المركبات التى تعمل بالوقود التقليدى تنفيذا لتعليمات المفوضية الأوروبية.
وأكد هيربيرت أن جميع موديلات بينتلى ستتحول إلى سيارات تعمل ببطاريات كهربائية فى غضون 4 – 5 سنوات ، وأن مجموعة فولكس فاجن تتعاون مع وحدة وايمو للمركبات ذاتية القيادة التابعة لمجموعة الفابيت الأمريكية المالكة لشركة جوجل لتطوير هذا النوع من السيارات فى أقرب وقت.
ومن المتوقع أن تتطور صناعة المركبات ذاتية القيادة لتنتشر فى معظم دول أوروبا وأمريكا الشمالية فى غضون 5 – 10 سنوات بقيادة فولكس فاجن التى تحتل المركز الثانى فى هذا النوع من المركبات بع شركة وايمو الأمريكية من ناحية القدرات التكنولوجية الفائقة.