قامت ساحل العاج ببناء الطرق وإنشاء أربعة ملاعب رياضية جديدة استعدادًا لاستضافة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي ستنطلق في مطلع العام الجديد- يناير 2024.
وتتطلع الدولة، الواقعة في غرب أفريقيا، إلى الاستفادة من تنظيم هذا المحفل الكُروي القارّي الكبير، في تطوير كرة القدم محليًّا وإظهار قدرتها على استضافة حدث رياضي دولي بهذا الحجم.
وبحسب ما جاء عبر رويترز، فإن إدريس ديالو، رئيس اتحاد كرة القدم الإيفواري، أكد أن ساحل العاج ستصبح مركزًا في المنطقة، مُبينًا أن جميع البلدان في المنطقة التي ليست لديها ملاعب معتمدة ستكون موضع ترحيب.
من جهة أخرى، رفض رئيس وزراء ساحل العاج دعوة جديدة للحصول على تمويل إضافي من اللجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية.
يأتي هذا القرار في الوقت الذي يشعر فيه الرئيس واتارا بالانزعاج بشكل خاص من التجاوزات الكبيرة في تكاليف بطولة كرة القدم بهذا الحجم.
في سياق آخر، قال لاعب منتخب ساحل العاج، غيسلان كونان، إنه “فخر كبير” لبلاده أن تستضيف بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023، ويعتقد أن الزوار سيتلقون ترحيبًا حارًّا، الشهر المقبل.
وقال كونان، الذي يلعب مع ناديه في المملكة العربية السعودية، لـ”بي بي سي سبورت أفريكا”: “أستطيع أن أقول لكم إن الأمور ستسير على ما يرام”.
“نحن بلد الضيافة والترحيب بالآخرين. وكما نحب أن نقول في وطننا، نحن نحب الأجانب أكثر من أنفسنا.
“سنرحب حقًّا بالزوار الذين سيأتون إلى وطننا وسنظهر لهم أيضًا أننا بلد عظيم”.
وكان كونان، الذي ولد في أبيدجان، يتحدث، بعد أيام قليلة من إعلان حكومة ساحل العاج أنها ستستخدم بعضًا من متطوعيها البالغ عددهم 20 ألفًا للمساعدة في ملء الملاعب خلال مباريات كأس الأمم الأفريقية.
كوت ديفوار جاهزة
كل شيء جاهز الآن لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 التي ستستضيفها ساحل العاج، حسبما ذكرت السلطات الرياضية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، أثناء تقديمها للصحافة الملاعب التي تم تجديدها مؤخرًا.
وصرح فرانسوا ألبرت أميتشيا، رئيس اللجنة المنظمة الإيفوارية لكأس الأمم الأفريقية (COCAN): “كما ترون، مهمة COCAN أولًا وقبل كل شيء تنظيم وتقديم العمليات والبنية التحتية اللازمة لضمان نجاح كأس الأمم الأفريقية 2023”.
وأضاف: “أيضًا لدينا هدف رئيسي وهو توحيد عامة الناس والقوى الاقتصادية للبلاد حول هذا الحدث الكبير، وبناء إرث من حيث الخدمات والبنية التحتية للرياضة وشعب كوت ديفوار”.
وتابع: “بمجرد عرض كأس الأمم الإفريقية، سيتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان الأمن ونوعية الحياة في مدينة أبيدجان.
بالنسبة لأولئك الذين يعرفون ساحل العاج، هناك مقولة تقول “أبيدجان حلوة”. إنها عالمية.
وقال ياسين إدريس ديالو، رئيس الاتحاد الإيفواري لكرة القدم: “نحن نشجع اللاعبين الأجانب على المشاركة في البطولة. لذلك سنتأكد من أن جميع الأجانب يقدرون ذلك. هذا على المستوى التنظيمي”.
ملاعـب البطولة
ستقام البطولة المكونة من 52 مباراة في خمس مدن: أبيدجان، ياموسوكرو، بواكي، سان بيدرو وكورهوغو، مع مناطق للمشجعين في كل مدينة مضيفة.
أبيدجان هي المدينة الوحيدة التي ستستخدم ملعبين، حيث سيستضيف ملعب الحسن واتارا الأولمبي المبني حديثًا المباراة الافتتاحية والنهائية، بينما ستستضيف بواكي وسان بيدرو وكورهوجو والعاصمة ياموسوكرو باقي المباريات.
وتبلغ سعة الملاعب في المدن الثلاث الأخيرة 20 ألف متفرج، حيث يتسع ملعب فيليكس هوفويت بوانيي في أبيدجان وملعب بواكي لـ 40 ألف متفرج وملعب الحسن واتارا 60 ألف متفرج.
واستضافت الملاعب السابق ذكرها العديد من المباريات على مستوى قاري كبير، حتى أن ملعبي كورهوجو وسان بيدرو استضافا دوري أبطال أفريقيا للسيدات هذا العام الشهر الماضي.
متطوعي كأس الأمم.. وفكرة لحشد الجماهير بالمدرجات
تلقت اللجنة المنظمة لبطولة أمم أفريقيا بدولة كوت ديفوار أكثر من 106 آلاف طلب للتطوع للتواجد في الحدث الرياضي الدولي، قبل أن يتم الاستقرار على نحو 20 ألف متطوع للمشاركة رسميًّا.
وصرح توري نيمبا، المسئول بوزارة الرياضة، بأنه من بين 20 ألف متطوع لدينا، من المتوقع أن يدعم جزء منهم الفرق غير الإيفوارية، وهو الأول من نوعه.
وأضاف: “في كل مرة يلعب فيها فريق غير إيفواري في المسابقة، سيكون هناك مشجعون من ساحل العاج يدعمون تلك الفرق. وتقوم اللجنة المنظمة أيضًا بترتيب انتقال أطفال المدارس بشكل جماعي إلى الملاعب أثناء المباريات.
وتابع: “لدينا لجان محلية تتواصل مع القرى الصغيرة، ومزيج كل هذه الجهود هو الذي سيسمح لنا بالحصول على ملاعب ممتلئة.”
وأتم: في الماضي، كان الحضور الضعيف سمة من سمات العديد من مباريات كأس الأمم التي لا تشارك فيها الدولة المضيفة، ومع ذلك، خالفت الكاميرون، التي استضافت نسخة 2021، هذا الاتجاه ويأمل المنظمون أن تفعل ساحل العاج الشيء نفسه.
تأخيـر إلهي جيد.. لم يكن في خريطة الطريق
تنطلق البطولة في 13 يناير، وستقام المباراة الافتتاحية والنهائية في 11 فبراير بالمركز المالي للبلاد أبيدجان.
وستقام البطولة، التي تم تأجيلها من يونيو إلى يوليو من هذا العام إلى يناير 2024 لتجنب موسم الأمطار في ساحل العاج، في خمس مدن مختلفة.
ومع جاهزية الملاعب الستة و24 ملعبًا للتدريب، ناهيك عن الأعمال المقابلة لتطوير وسائل النقل والفنادق والمرافق الطبية في ساحل العاج، يشعر المنظمون أن التأخير ربما كان في صالحهم في النهاية.
وعن ذلك، قال توري نيمبا، المسؤول بوزارة الرياضة: “اليوم، أستطيع أن أرى أننا استفدنا قليلًا من التأخير، على الرغم من أنني أعتقد أننا كنا سنكون جاهزين لعام 2021 إذا اضطررنا لذلك”.
وأضاف: “لكنني لا أزال أعتبرها نعمة إلهية أننا هنا اليوم، مع البنية التحتية التي تم الانتهاء منها بشكل أفضل بكثير بفضل جميع الاختبارات التي قمنا بها. كان لدينا الوقت لاختبارها من الناحية الفنية، ومن حيث السيطرة على الحشود والأمن، حتى نكون مستعدّين”.