مفارقة كبيرة تشهدها تحركات مؤشرى الرئيسى «EGX30» ونظيرهُ السبعينى «EGX70ewi» منذ بداية العام، بشكل لافت للنظر.
أثار ذلك تساؤلات، وحاولت «المال» معرفة الأسباب وراء تلك الفجوة، وهو ما أرجعهُ الخبراء لمجموعة من العوامل على رأسها، منهجية المؤشر السبعينى وكون أسهمهُ جميعهًا ذات وزن نسبى واحد، هذا إلى جانب نشاط أداء أسهم المضاربات بالفترة الماضية.
توقعات باستكمال «EGX70» حركتهُ الصاعده نحو 2100 نقطة.. والثلاثينى ينتظر الدعم
وجاءت التوقعات بإستكمال المؤشر السبعينى حركتهُ الصاعدة نحو 2100 نقطة بشرط تجاوز مقاومة 1850 نقطة والإستقرار أعلاها، فيما لفتوا إلى أن المؤشر الرئيسى يتنظر دعم أسهمهُ وعلى رأسها التجارى الدولي.
ووفقًا لبيانات البورصة المصرية، سجل المؤشر الرئيسى «EGX30» تراجعًا بنسبة %20 عند 11181 نقطة، وذلك فى الفترة منذ بداية العام وحتى نهاية تعاملات جلسة الخميس الماضي، فى حين سجل المؤشر السبعينى «EGX70ewi» صعودًا بنحو %46 ووصل 1849 نقطة.
عادل عبد الفتاح: أسهم الأفراد شهدت نشاطًا واضحًا بالفترة الماضية
وقال عادل عبد الفتاح رئيس مجلس الإدارة بشركة «ثمار لتداول الأوراق المالية»، إن المفارقة الواقعة حاليًا بين مؤشرى البورصة المصرية الرئيسى والسبعيني، هى أمر نادر الحدوث موضحًا أنهُ على مدار تاريخ البورصة المصرية لم تشهد التحركات فجوة بهذا الشكل الواضح.
ولفت أن تلك المفارقة جاءت وفقًا لعدة عوامل ، على رأسها نشاط أسهم الأفراد بشكل واضح خلال الفترة الماضية.
وأوضح أنه فى الفترة الماضية، وخاصة عقب هدوء وتيرة الجائحة الراهنة، شهدت أسهم الأفراد نشاطًا ملحوظًا ما جعلها فرص مغرية للاستثمار، وهو ما يعد سببًا واضحًا لصعود المؤشر السبعينى.
وأشار عبد الفتاح إلى أن السيولة المتاحة لدى المستثمرين، وخاصة فى ظل أزمة «كورونا» كانت قادرة على الدخول فى الأسهم الصغيرة والمتوسطة فقط، لافتًا إلى أن بعض الشركات المقيدة بالمؤشر السبعينى استفادت من أزمة الفيروس الجديد مثل شركة مصر لصناعة الكيماويات.
وعلى صعيد المؤشر الرئيسي، قال إن تحركاتهُ كانت مرتبطة أكثر بالوضع الاقتصادى الذى تأثر سلبًا فى ظل أزمة الفيروس الجديد، وعلى جانب آخر لفت إلى ان نتائج أعمال الشركات المدرجة بهُ تأثرت سلبًا أيضًا.
وبشكل عام، قال إن الفجوة بين تحركات المؤشرين طبيعية غير مفزعة، ستأخذ فترة ثم تعود لطبيعتها عقب تحسن الأوضاع والظروف الراهنة.
ولفت رئيس مجلس الإدارة بـ«ثمار» إلى أن السوق تحتاج لمزيد من الأخبار الايجابية بشكل عام، المبنية على حقائق وليس على توقعات.
إبراهيم النمر: لم نشهد تلك الحالة من قبل
وقال إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «نعيم لتداول الأوراق المالية»، إن حالة التباين التى تشهدها البورصة المصرية بين المؤشر الرئيسى ونظيرهُ السبعيني، كانت قد وقعت مرة واحدة فى تاريخ البورصة المصرية بعام 2007.
وأضاف، أنهُ على الرغم من حدوث تباين حينها بين حركة المؤشرين، إلا أنهُ لم يكن بنفس درجة الفجوة الحالية.
وأشار النمر، الى أن المفارقة فى حركة المؤشرين بدأت منذ شهر مارس الماضي، موضحًا أنهُ خلال ذلك الشهر وتحديدًا بتاريخ 19 مارس، كون كلا الموشرين قاع لهُ إذ وصل المؤشر السبعينى مستوى 800 نقطة، والرئيسى حوالى 8100 نقطة.
وقال إبراهيم النمر، إن المؤشر السبعينى كان يمثل حينها حوالى %10 فقط من مستوى المؤشر الرئيسي، موضحًا أن «EGX70ewi» بدء رحلة صاعدة عقبها بمعدل 1000 نقطة حتى الفترة الراهنة، فيما ظلت تحركات الرئيسى هادئة.
وأرجع رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «نعيم» تلك الفجوة لعاملين أولهما يتمثل فى كون الأسهم المدرجة بالمؤشر السبعينى جميعها متساوية الأوزان، وذلك وفقًا لآلية الحساب المستخدمة.
فيما تمثل العامل الثانى بكون أسهم المؤشر السبعينى هى أسهم مضاربات، موضحًا أن غالبية تلك الأسهم حققت ارتفاعات بالغة بداية من شهر مارس وحتى نهاية اغسطس ماضي، فعلى سبيل المثال صعد سهم شركة «الخليجية الكندية» بنحو %520.
ولفت النمر إلى أن سهم شركة «ليفت سلاب» صعد بنحو 500% بالفترة ذاتها ، فيما صعد سهم «أطلس للاستثمار والصناعات الغذائية» بنحو %308 وأيضًا سهم المصريين للإستثمار بنحو %250 وايضًا سهم شركة «جولدن كوست» بنحو %247.
وأشار إلى أن منهجية احتساب الاوزان بالنسبة للمؤشر الرئيسى مختلفة، إذ يمثل سهم «التجارى الدولي» حوالى %40 من الوزن النسبى للمؤشر.
وأضاف أنهُ على الرغم من زيادة احجام التداول بالسوق خلال الفترة الماضية، إلا أنها لم تكن مؤثرة بشكل كبير على حركة الأسهم القيادية.
وقال النمر، إن المؤشر السبعينى عند مستوى هام حاليًا وهو 1850 نقطة، موضحًا أن اختراقها سيدفعهُ نحو 2100 نقطة، فيما أن النزول ادنى المستوى الأول سيدفعهُ للتراجع نحو 1285 نقطة.
هشام حسن: «EGX70ewi» تمكن من محو جميع خسائر العامين الماضيين
قال هشام حسن مدير الاستثمار بشركة «اتش دى « لتداول الأوراق المالية، إن المؤشر السبعينى بالبورصة المصرية وصل لمستويات تاريخية بالفترة الحالية.
توقعات باستكمال «EGX70» حركتهُ الصاعده نحو 2100 نقطة.. والثلاثينى ينتظر الدعم
وأشار، إلى أن مؤشر «EGX70» وصل حاليًا لنفس القمة التاريخية التى حققها فى فترات الذروة للبورصة المصرية خلال عام 2018، والتى بلغ حينها مستويات 1850 نقطة، موضحًا أن حركة المؤشر الصاعدة خلال الفترة الأخيرة مكنتهُ من محو جميع خسائر العامين الماضيين.
وأوضح أن تحركات المؤشر الرئيسى ونظيرهُ السبعينى بينهما فارق كبير بالفترة الحالية.
وأشار حسن إلى أن تلك الحركة الصاعدة للمؤشر السبعينى مُبالغ فيها، كما أن الفجوة بين حركة المؤشرين لم تحدث من قبل فى تاريخ البورصة المصرية، والطبيعى كان يتمثل فى صعود المؤشر الرئيسى ثم بالتبعية يتحرك خلفهُ المؤشر السبعيني.
ولفت مدير الإستثمار بـ»اتش دي» إلى أن المعروف بأن المؤشر الثلاثينى هو القائد، والسبعينى التابع لهُ.
وبرر حسن الأسباب وراء ذلك فى المضاربات التى تتم على الأسهم المدرجة بالمؤشر السبعيني، هذا إلى جانب ضعف الأخبار الايجابية المحركة للأسهم المدرجة بالمؤشر الرئيسي.
وأشار إلى أن المؤشر الرئيسى «EGX30» لم يستطيع بالفترة الحالية اختراق مستوى 11475 نقطة، موضحًا أن المؤشر كان قد صعد من مستويات الدعم عند 11200 نقطة وصولاً لمستويات 11400 نقطة، بدعم من هدوء التوترات السياسية على الساحة الليبية.
ولفت هشام حسن، إلى أن المؤشر يتحرك منذ ذلك الحين فى خندق ضيق قرب مستويات 11450 نقطة، مشيرًا إلى أن كافة التحركات الصاعدة تُبنى على آمال وتوقعات وليست على حقائق واقعية.
وأشار إلى أن تحركات المستثمرين الأجانب بيعية منذ بداية العام، ما يوضح حالات خروج الأموال جراء الأوضاع التى تشهدها الساحة حاليًا على المستويين المحلى والخارجي.
ووفقًا لبيانات البورصة المصرية سجل المتعاملون الأجانب صافى مبيعات بقيمة 11.5 مليار جنيه فى الفترة منذ بداية العام، وحتى جلسة الخميس الماضى ، فيما سجل العرب صافى بيع بقيمة 1.7 مليار جنيه بالفترة ذاتها على الأسهم بعد استبعاد الصفقات.
وتوقع حسن، أن يواصل المؤشر السبعينى رحلته الصاعدة بالفترة القريبة إذ يستهدف مستوى 2000 نقطة، وهى المستوى التالى لهُ عقب تجاوز منطقة 1850 نقطة.
ولفت إلى أن المؤشر الرئيسى ينتظر الدعم لإختراق المستويات الحالية ومحاولة الصعود نحو مستهدفهُ عند 12000 نقطة.
وأشار مدير الإستثمار بـ»اتش دي»، إلى أن تحسن تحركات المؤشر الرئيسى يلزمها وجود أخبار قوية عن أسهم الشركات المدرجة به، أو حدوث عمليات جنى أرباح على الأسهم المدرجة بالمؤشر السبعينى وخروج السيولة منه وإنتقالها لنظيرهُ الثلاثيني، أو دخول المؤسسات للشراء وتوقف حركة بيع المستثمرين الأجانب، ورابعًا تحسن نتائج أعمال الشركات المدرجة به.
وحدد حسن، مستهدفات بعض الأسهم، فالنسبة لأسهم الشركات المدرجة بالمؤشر سبعيني، قال إن سهم شركة «فوري» يُعد على رأس قائمة الأسهم النشطة بالمؤشر كونهُ حقق ارتقاعات بالغه فى الفترات الماضية بدعم من استفادتهُ بشكل واضح جراء الجائحة الحالية.
وقال طالما أن السهم أعلى مستويات الـ24 جنيهاً فلديه مستهدفات صاعدة وصولاً لـ30 جنيهاً، فيما نصح بتفعيل عمليات جنى الأرباح على السهم فى حالة تراجعهُ أدنى مستويات الـ24 جنيهاً.
محمد فتح الله: توقعات بإنحسار الفجوة الفترة المقبلة
فيما رأى محمد فتح الله العضو المنتدب بشركة «بلوم للسمسرة»، أن الفارق بين المؤشرين طبيعي.
وأوضح أن الأسهم صاحبة الأوزان النسبية بالمؤشر الرئيسى تتحرك بشكل هادئ جدًا منذ بداية العام، وتفاقم ذلك عقب تأثيرات «كورونا» التى أدت أيضاً إلى ضعف الإيرادات المعلنة للشركات عن فترة النصف عام.
وأشار فتح الله، أنهُ على الرغم من وجود قطاعات مستفيدة من الجائحة الحالية، كقطاعات الأدوية والرعاية الصحية والغذاء أيضًا، الا ان استفادتها لم تفد المؤشر بالتبعية، لصغر وزنها النسبي.
وعلى صعيد آخر لفت محمد فتح الله أن المستثمرين قد توجهواا للاستثمار بالاسهم الصغيرة والمتوسطة خلال الفترة الماضية لتعويض الخسائر التى تكبدتها من الأسهم الكبيرة.
وبشكل عام توقع فتح الله إنحسار الفجوة بين المؤشرين بالفترة المقبلة، فى ظل تحسن الأوضاع واستقرارها جراء هدوء أزمة الفيروس الجديد وهو ما سيكون له مردود ايجابى على الوضع الاقتصادى كافة وكبرى الشركات بشكل خاص.
يُذكر أن مؤشرات البورصة المصرية شهدت حالة تباين خلال تعاملات الأسبوع الماضى مدعومة بمشتريات المستثمرين المصريين والعرب، بينما فضل الأجانب البيع، إذ هبط مؤشر EGX30 الرئيسى بنسبة %2.4 ليصل إلى مستوى 11180 نقطة.
بينما ارتفع مؤشر EGX70ewi للأسهم الصغيرة والمتوسطة %1.6 إلى 1849 نقطة ومؤشر EGX100ewi الاوسع نطاقا بنسبة %0.6 إلى 2748 نقطة.
وهبط رأس المال السوقى لأسهم الشركات المقيدة بنسبة %0.5 ما يعادل 3 مليارات جنيه ليصل إلى 627.4 مليار جنيه مقابل 630.5 مليار جنيه الأسبوع السابق لهُ.