خبراء: انخفاض عدد تأشيرات الحج يقلل الاستفادة المتوقعة من الموسم الحالى

تراوح عددها من 4 إلى 15 لكل كيان

خبراء: انخفاض عدد تأشيرات الحج يقلل الاستفادة المتوقعة من الموسم الحالى
معتز محمود

معتز محمود

7:14 ص, الأحد, 3 يوليو 22

أكد عدد من أصحاب شركات السياحة بالإسكندرية تراجع استفادتهم المتوقعة من تنظيم رحلات الحج هذا العام، فى ظل تراجع أعداد التأشيرات التى حصلوا عليها مقارنة مع ما قبل جائحة «كوفيد- 19» لافتين إلى أن الأرباح المرجح تحقيقها لن تعوضهم عن فترة التوقف أثناء الجائحة التى تكبدوا خلالها خسائر فادحة، وقالوا إنه من غير المعقول أن يكون قطاع كامل بالشركة الواحدة يعمل فى مجال السياحة الدينية ويغطى تكاليفه من الأعداد البسيطة من التأشيرات.

ويتزامن ذلك مع ارتفاع أسعار الغرف الفندقية فى السعودية، و صعود سعر صرف الدولار مقابل الجنيه وزيادة أسعار تذاكر الطيران ، فضلا عن تعديل أسعار المناسك، ووضع أخرى جديدة، مما خفض فى النهاية ربحية الشركات.

وقال المهندس زين عبيدى، عضو لجنة السياحة لدى جمعية رجال أعمال بالإسكندرية، ومستشار منظمة السياحة العربية، إن الاستفادة التى ستحققها الشركات من موسم الحج هذا العام لن تكون كبيرة، نتيجةً لعدة عوامل تتمثل فى تراجع الأعداد التى تم السماح بتنظيمها للخروج لأداء الفريضة من مصر مقارنة مع حجمها قبل جائحة كورونا.

وأضاف أن الأرباح القليلة التى ستجنيها الشركات هذا الموسم و المتوقع أن تتراوح من 8 إلى %10ٌ لن تعوض فترة التوقف أثناء الجائحة، و التى تكبدت خلالها خسائر فادحة، لافتا إلى أن تعديل بعض الجهات السعودية المعنية أسعار المناسك، ووضعها أسعارا جديدة خفضت أيضًا حجم ربحية الشركات.

وأكد أن الحج الاقتصادى أصبح مكلفا للغاية، و كلما قلت الأعداد تزداد الأعباء، منوها بأن الفنادق فى المملكة العربية السعودية تعمل بواقع %50 فقط من قدرتها الاستيعابية وطاقتها التشغيلية مما يرفع تكاليفها ، وتسعى إلى تعويضها من نسب التشغيل القائمة من خلال تحريك أسعار غرفها.

وتابع إن ذلك يتزامن أيضَا مع زيادة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، فضلًا عن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، مضيفًا أن تراجع أعداد التأشيرات التى تعاقدت عليها كل شركة واختلافها من شركة لأخرى دفعت العديد منهم للتعاون المشترك لتنظيم الرحلات، ولفت إلى حصول البعض على تأشيرة 15 أو12 حاجا أو أقل من ذلك بكثير فى بعض الأحيان.

وأوضح أنه بالتالى تنهى هذه الشركات إجراءات عملائها بالتعاون فيما بينها، خاصةً وأن السلطات السعودية تشترط ألا تقل أى مجموعة حجاج عن 50 شخصا.

وقال إن موسم الحج لهذا العام يشكل بداية لتخطى تداعيات جائحة كورونا خلال المواسم المقبلة، متوقعا أن يكون موسم العمرة القادم أفضل.

تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية وضعت شروطًا وضوابط خاصة للحجاج منها السماح للفئة العمرية أقل من 65 عامًا بأداء فريضة الحج، و استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات كورونا المعتمدة بوزارة الصحة السعودية، وضرورة التزام الحجاج بالإجراءات الاحترازية للحماية من الوباء.

وينظم موسم الحج فى مصر 3 جهات رسمية تتمثل فى وزارات (الداخلية والسياحة والتضامن الاجتماعي)، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى مثل وزارات الطيران والخارجية والأوقاف والصحة.

وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعى، تخفيض حصة حج الجمعيات الأهلية الذى تنظمه المؤسسة القومية لتيسير الحج والعمرة، من 12 ألفا إلى 3 آلاف و100 تأشيرة هذاالعام، متوقعة أن تتراوح أسعار حج الجمعيات بين 110 آلاف إلى 150 ألف جنيه تقريبا، وعقب الانتهاء من تحديد الأسعار، سيتم فتح باب التقدم أمام المواطنين إلكترونيا.

من جانبه، قال عماد البنا، الرئيس السابق لمجلس إدارة غرفة شركات السياحة بالإسكندرية، إن الشركات لن تستطيع تحقيق دخل كبير خلال موسم الحج لهذا العام؛ نتيجة لتراجع عدد التأشيرات المتاحة للأشخاص الراغبين فى أداء الفريضة، مضيفًا أن بعض شركات السياحة حجز ونظم رحلات لأربعة أفراد فقط وبالتالى فهى مضطرة للتعاون مع شركة أخرى حتى يكون هناك عدد أكبر ويستطيعون تجميع عدد كبير من الركاب فى أتوبيس واحد.

وأضاف أن نظام القرعة الذى يطبق على رحلات الحج السياحى لا يمكن أن يحقق تشغيلاً كاملًا للشركات خاصةً وأنه يقوم على جمع جوازات سفر الراغبين فى الحج وتقديم مبالغ مالية انتظارا لإجراء القرعة بين الشركات وما تسفر عنه من نتائج، لافتا إلى أنه من المفترض أن تكون هناك حصص توزع فيما بينهم وبموجبها من سيرغب فى المشاركة بالحج سيتقدم و يحجز مباشرة وفقا للحصص المحددة والمتاحة لكل شركة.

وتابع: «أما الوضع الحالى فلا يمكن أن يتقدم الراغب فى الحج السياحى ، ولا يفوز بالقرعة وبالتالى كان أولى به أن يتقدم فى فى الحج الذى تنظمه الجهات الحكومية».

وشهدت أسعار الحج هذا العام ارتفاعات أرجعها عدد من الخبراء وأصحاب شركات السياحة، إلى ارتفاع سعر الريال السعودى أمام الجنيه، وزيادة أسعار الخدمات فى مكة والمدينة المنورة، وكذلك سعر تذكرة الطيران، ورسوم الطواف فى منى وعرفات، والنقل الداخلى، مع صعود تكلفة الإقامة فى الفنادق السعودية التى قفزت بحوالى %20 مع قلة أعداد التأشيرات المتاحة ، وكثرة الأعداد الراغبة فى الحج.

وأكد منتصر عمر، عضو مجلس إدارة شعبة السياحة والطيران لدى الغرفة التجارية بالإسكندرية ورئيس لجنة النقل السياحى بالشعبة، أن قلة عدد التأشيرات التى حصلت عليها الشركات هذا العام مثل 5 أو 7 تأشيرات فقط يدفع الشركات للتعاون، ويقلل المنافسة بينهم مما يعتبر فى غير صالح العميل، لافتا إلى أنه من غير المعقول أن يكون قطاع كامل بالشركة الواحدة يعمل فى مجال السياحة الدينية ويكون العدد البسيط جدا من التأشيرات.