شهدت الحملات الإعلانية لشهر رمضان الجارى تراجعًا ملحوظًا لشركات التطوير العقارى، فى ظاهرة تؤكد تأثر القطاع فى المرحلة الراهنة بأزمة فيروس كورونا المستجد.
خلال الأعوام الماضية كانت الشركات العقارية تحتل صدارة المشهد فى إعلانات الشهر الكريم، عبر تنفيذ حملات إعلانية مبتكرة لاستعراض مشروعاتها الجديدة والرفاهية المنتظرة، بجانب التعاقد مع أبرز نجوم الفن والرياضة والمجتمع، لكن فى رمضان الجارى، انخفض بريق القطاع العقارى، وظهرت شركات قليلة منها طلعت مصطفى القابضة TMG، ومعمار المرشدى، ومجموعة عربية القابضة.
ضعف الإقبال على الشراء والاحتفاظ بالسيولة قدر الإمكان من أبرز الأسباب
«المال» وجهت مجموعة من الأسئلة لخبراء القطاع العقارى بجانب شركات التسويق والدعاية، لتحليل الموقف، والتعرف على الأسباب الرئيسية لانخفاض إعلانات الشركات، فكانت الإجابة قاطعة أن فيروس كورونا أثر بشكل كامل على خريطة تحركات الشركات، ودفعهم للحفاظ على السيولة المتاحة قدر الإمكان، بجانب تأكدهم من فقدان شهية المواطنين لشراء العقار فى الفترة الراهنة.
قال فتح الله فوزي، نائب رئيس جميعة رجال الأعمال رئيس لجنة التشييد والبناء، إن انخفاض إعلانات شركات التطوير العقارى فى المرحلة الحالية أمر طبيعى فى ظل التبعات السلبية لأزمة كورونا التى تجبر الشركات على الالتزام بعدة مبادئ أهمها الحفاظ على سلامة العمال والعملاء بجانب عدم معرفة موعد نهاية تلك الأزمة.
أشار إلى أن الشركات العقارية تحاول حاليا الحفاظ على السيولة الكاش المتاح لديها لأطول فترة ممكنة لتعزيز قدرتها المالية على مواجهة أى التزامات مستقبلية طارئة وبالتالى أدى الأمر لانخفاض إعلانات الشركات فى شهر رمضان.
تابع: «شهر رمضان المبارك يتسم بانخفاض شهية الأفراد على شراء الوحدات العقارية متوقعا عودة الإقبال على الشراء بعد إجازات عيد الفطر المبارك.
استشهد فى رؤيته بالإقبال الملحوظ من المواطنين على شراء وحدات الإسكان فوق المتوسط التى تطرحها وزارة الإسكان من فترة لأخرى وهى ظاهرة تؤكد استمرار الاهتمام بشراء العقارات.
تطرق فوزى لعدم قدرة الشركات على السير فى معدلات الإنشاء المعتادة حيث حققت أغلبها نسب إنجاز قريبة من %30 فقط بسبب تباطؤ سير الأعمال والالتزام بالإجراءات الإحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
رفض الربط بين انخفاض الإعلانات الرمضانية وعدم طرح المطورين لمشروعات جديدة، مؤكدا أن الكيانات مستمرة فى خططها التوسعية ومنها الأهلى صبور على سبيل المثال.
اعتبر أن الترويج والتسويق عبر السوشيال ميديا هى الطريقة الأفضل لشركات العقارات فى الفتره الحالية بسبب انخفاض تكلفتها مقارنة بباقى الآليات على غرار التليفزيون والإعلانات الخارجية.
قال محمد السيد، الرئيس التنفيذى السابق لشركة بورتو القابضة، إن أزمة كورونا أدت لمعاناة القطاع العقاري، ما دفع الشركات لتفضيل الترقب لحين اتضاح الرؤية العامة بمناخ الاستثمار ورسم صورة واضحة المعالم ومحددة التوقيت.
أوضح أن قرار القيام بحملات إعلانية للترويج للمشروعات والوحدات السكنية مرتبط بحالة كل شركة، وهناك شركات مستمرة فى عرض إعلاناتها التليفزيونية لكن بنسب بسيطة.
تابع: «عند الحديث عن الحملات الترويجية لا بد من الأخذ فى الاعتبار أن أغلب الراغبين فى شراء العقارات يتبنى حاليا سياسات تحفظية لاتخاذ القرار النهائى بالاستثمار فى العقار أو إبقاء السيولة».
أكد أن الشركات العقارية تترقب مستجدات الوعد الحكومى بعودة العمل والإنشاءات إلى معدلاتها الطبيعية بداية من شهر مايو المقبل، معتبر أن هذه المرحلة ستكون حاسمة فى تحديد مدى تحفز وجاهزية الشركات العقارية فى استكمال المشروعات والوحدات القائمة.
السوشيال ميديا باتت القبلة الرئيسية فى التسويق والترويج
رأى أن السوشيال ميديا باتت تحتل صدارة اهتمامات شركات التطوير العقارى فى تسويق وترويج الوحدات والمشروعات، باعتبارها الآلية الأكثر تناسبا مع الأوضاع الحالية.
مؤخراً تقدم السيد باستقالته من إدارة بورتو القابضة، فى خطوة بررها أنها استراحة قبل الخوض فى غمار تجربة جديدة بنفس القطاع.
قال طارق نور، رئيس مجلس إدارة وكالة ( طارق نور) للإعلان، إن أزمة كورونا أثرت بالسلب على مختلف القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها العقارات فعلى سبيل المثال انخفضت ميزانية حملة مجموعة طلعت مصطفى هذا العام بنسبة بلغت %50.
علق نور قائلا: «مفيش حد يشترى دلوقتى شقة جديدة ، كله مش عارف الدنيا هتحصل فيها إيه».