رابطة «CAAM» تتوقع ارتفاع مبيعات السيارات وتجاوزها 27.5 مليون وحدة خلال 2022

تراجع إجمالى مبيعات السيارات الصينية بنسبة قليلة بلغت 1.6 % لتهبط إلى 2.79 مليون وحدة

رابطة «CAAM» تتوقع ارتفاع مبيعات السيارات وتجاوزها 27.5 مليون وحدة خلال 2022
جريدة المال

خالد بدر الدين

دينا مجدي

9:35 ص, الأربعاء, 19 يناير 22

تتوقع الرابطة الصينية لمصنعى السيارات «CAAM» ارتفاع المبيعات %5.4 خلال العام الحالى لتتجاوز 27.5 مليون وحدة مع صعود مبيعات مركبات الطاقة الكهربائية بما يزيد عن %47 لتصل إلى أكثر من 5 ملايين وحدة فى الصين لأول مرة فى تاريخها.

وترى أن أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات – التى قلصت إنتاج جميع شركات السيارات فى العالم خلال عامى الوباء – ستنحسر هذا العام، ومشيرة بأن إنتاج المركبات العام الماضى صعد بأكثر من 3.4 % ليزيد عن 26 مليون وحدة بالمقارنة بمثيله فى 2020.

وذكرت وكالة أوتونيوز الأمريكية لأبحاث أسواق السيارات فى العالم أن إجمالى مبيعات المركبات فى الصين زاد فى عام 2021 بنسبة 3.8 % بالمقارنة بعام الوباء -الذى ظهر فى بدايته فيروس كورونا فى الصين وانتشر فى أنحاء العالم – ليصل إلى 26.28 مليون وحدة لأول مرة منذ حوالى 5 سنوات لتنهى الاتجاه النزولى الذى بدأ فى عام 2018.

«المتجددة» تنتعش

انتعش إجمالى مبيعات السيارات فى الصين كأكبر سوق للسيارات فى العالم خلال العام الماضى مع قفزة بأكثر من %150 فى المركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة لتصل إلى ما يزيد عن 3.5 مليون وحدة. لتحتل الصين المرتبة الأولى على مستوى العالم من حيث مبيعات هذه المركبات على مدار سبع سنوات متتالية.

وجاء انتعاش مبيعات المركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة بعد التحسين التدريجى للبنية التحتية الداعمة فى البلاد بنهاية العام الماضى مع إنشاء حكومة بكين 75 ألف محطة شحن و2.62 مليون نقطة شحن و1298 محطة لاستبدال البطاريات الكهربائية.

و ترى رابطة CAAM أن حصة مبيعات السيارات الكهربائية ستصل هذا العام إلى %20 من إجمالى المبيعات قبل الموعد الذى كانت تستهدفه حكومة بكين عند 2025، بعد أن صعدت حصة سوق مركبات الطاقة الجديدة إلى %13.4 العام الماضى،مما يشير إلى أن سوق مركبات الطاقة المتجددة يسير وفقا لسياسات الحكومة.

الصينى يتراجع

تراجع إجمالى مبيعات السيارات الصينية بنسبة قليلة بلغت 1.6 % لتهبط إلى 2.79 مليون وحدة خلال ديسمبر الماضى للشهر الثامن على التوالى،فى حين قفزت مبيعات المركبات التى تعمل بالكهرباء وغيرها من أنواع الطاقة المتجددة مثل الخلايا الشمسية بحوالى %110 لتتجاوز نصف مليون وحدة مقارنة مع نفس الشهر من عام وباء كوفيد19.

كما شهدت مبيعات سيارات الركوب الصينية خلال العام الماضى ارتفاعا بأكثر من 6.5 % لتصل إلى 21.48 مليون وحدة مقارنة بالعام السابق،لأول مرّة منذ 2017 مدعومة جزئياً بالطلب القوى على المركبات التى تعمل بالطاقة الجديدة.

وظلت مبيعات السيارات فى الصين ترتفع طوال العقود الثلاثة الماضية ثم بدأت تنكمش منذ عام 2018 بعد إلغاء حكومة بكين لعض التخفيضات الضريبية، والتدابير التحفيزية التى تشجع سكانها على شراء سيارة لأول مرة فى حياتهم،و الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وساهم فى هبوطها انتشار انتشار جائحة كوفيد19 فى جميع دول العالم وفرض الحكومات قيودا على حركة المواطنين وإغلاق أنشطة اقتصادية عديدة.

تداعيات كورونا

وبدأت سوق السيارات الصينية تستعيد قوتها فى أواخر عام 2020 مع تزايد التطعيمات ضد فيروس كورونا، واستعادة النمو العالمى للاقتصاد عافيته،غير أنها واجهت لطمة أخرى من نقص عالمى فى رقائق أشباه الموصلات،مما جعل معظم شركات السيارات العالمية تتجه لخفض الإنتاج أو تعليقه لدرجة أن العديد من معارض السيارات أصبحت شبه خالية.

وأكد فو بينج فنج، السكرتير العام لرابطة CAAM أن قطاع مركبات الطاقة المتجددة فى الصين حافظ على استمرار نموه فى الإنتاج والمبيعات خلال العام الماضى،وركز على أهمية مبيعاتها فى دعم الطلب فى سوق السيارات المحلية و فى التصدير ولاسيما أنها صدرت 310 ألف وحدة العام الماضى رغم وباء كورونا، ويتوقع مضاعفة هذه الكمية مع نهاية العام الحالى.

وإذا كان قطاع مركبات الطاقة المتجددة فى الصين يواجه ضغوطًا من شركات منافسة عالمية مثل تيسلا الأمريكية، وتحديات لتحقيق الاستقرار فى سلاسل التصنيع والتوريد فإن السلطات المحلية تكثف جهودها لطرح المزيد من السياسات التفضيلية لمحطات شحن هذه المركبات، وتوفير مواقف أو أماكن انتظار لها،وتحسين السياسات المتعلقة بشرائها،لخلق بيئة سليمة لتعزيز مبيعاتها مع بناء المزيد من مرافق شحن البطاريات هذا العام 2022.

أزمة الرقائق

كما أن شركات الرقائق الرئيسية فى العالم لاسيما فى كوريا الجنوبية بدأت تدريجياً زيادة إنتاجها وإمداداتها من الرقائق الإلكترونية اللازمة لإنتاج هذه المركبات، وسط توقعات بتراجع نقص الإمدادات مع نهاية هذا العام مما يساعد على تعزيز إنتاجها،ولاسيما أن عدد السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة المسجلة فى الصين بلغت 7.84 مليون سيارة فى عام الوباء بزيادة أكثر من 59% عن عام 2019، وإن كان هذا يمثل 2.6 % فقط إجمالى عدد المركبات فى الصين التى شهدت زيادة سريعة فى عدد سيارات الطاقة الجديدة المسجلة فى السنوات الخمس الماضية.

وأظهرت بيانات رابطة CAAM تسجيل 36.74 مليون مركبة فى الصين فى العام الماضى، ليرتفع العدد الإجمالى للمركبات إلى 395 مليونا، أشارت بأن 27.5 مليون شخص حصلوا على رخص قيادة فى العام الماضى،بزيادة سنوية قدرها 23 % ليصل الإجمالى إلى 481 مليون شخص يحملون رخص قيادة مركبات، منهم 444 مليون سائق سيارة أجرة،بينما بلغ عدد المدن التى بها أكثر من مليون سيارة مسجلة 79 مدينة مع وجود أكثر من 5 ملايين سيارة مسجلة فى بكين ومدينتى تشنجدو وتشونج تشينج.

صعود الكهربائية

ومن ناحية أخرى صعدت قيمة مبيعات السيارات الكهربائية فى العالم إلى أكثر من 209 مليار دولار خلال العام الماضى، وسط توقعات بنموها بنسبة 25 % حتى نهاية العقد الحالى لتتجاوز 957 مليار دولار بحلول نهاية 2030، مع توجه العديد من الحكومات الأوروبية إلى دعم قطاع السيارات منخفضة الانبعاثات، ولاسيما أن حجم مبيعات السيارات الكهربائية فى أوروبا تفوق على مبيعات المركبات التى تعمل بالوقود التقليدى مثل البنزين والسولار فى ديسمبر الماضى للمرة الأولى فى تاريخها مع نموها بحوالى 83 % خلال العام الماضى لتصل إلى 5.6 مليون كهربائية فقط مع نهاية العام،إلا أنها مازالت لاتزيد حصتها عن 7.3 % من إجمالى مبيعات السيارات فى العالم.

ومازالت السيارات الكهربائية تواجه تحديات ضخمة حيث تحتاج الى المزيد من الاستثمارات فى البنية التحتية ولاسيما محطات شحن البطاريات الكهربائية، ومحدودية المسافات التى تسيرها البطاريات الكهربائية قبل أن تحتاج لشحنها وندرة رقائق أشباه الموصلات،وارتفاع أسعار مكونات السيارات الكهربائية العام الماضى إلى أعلى مستوى منذ ثلاث سنوات بسبب اختناقات نقط الشحن، وتعطل الناقلات البحرية بسبب كورونا.

السيارات الأكثر ربحية

ولذلك وجهت شركات صناعة السيارات الأوروبية تركيزها على بيع السيارات الكهربائية مع تعزيز التسهيلات الحكومية سعيا لتجنب الغرامات من بروكسل التى تحاول القضاء غلى الانبعاثات الكربونية فى أنحاء القارة العجوز بعد أن كانت هذه الشركات تركز سابقا فقط على السيارات الأكثر ربحية.

فولكس فاجن فى الصدارة

واستطاعت شركات السيارات فى دول غرب أوروبا بيع 176 ألف سيارة كهربائية خلال شهر ديسمبر الماضى بزيادة 16 ألف وحدة عن سيارات البنزين لتسجل هذه المبيعات أعلى مستوى لأول مرة فى تاريخها بقيادة شركة فولكس فاجن الألمانية التى حافظت على صدارتها كأكبر منتجة للسيارات الكهربائية فى أوروبا الغربية، لتقفز مبيعاتها إلى أكثر من 310 آلاف وحدة تعمل بالبطاريات الكهربائية خلال 2021 من إجمالى 3.5 مليون سيارة.