■ تكبدت خسائر ربعية لأول مرة منذ الطرح فى البورصة
■ الشركة أعلنت فى أبريل أنها ستتبرع بـ878 مليون جنيه للمشروعات القومية المصرية
■ الألفى: 20 قرشا نصيب المساهم فى التبرعات.. وتأثير إيجابى لحل أزمة «أب تاون كايرو»
■ جاد: استثماراتها الضخمة فى أدوات الدين الحكومية تؤمن سهولة التعامل مع تلك المعطيات
■ مرعى: التبرعات متعارف عليها فى كثير من دول الخليج.. ولا تعتبر «إعمار» حالة استثنائية
سجلت نتائج أعمال شركة “إعمار مصر” للتنمية انخفاضا كبيرا فى صافى الربح خلال النصف الاول من العام الحالى، بسبب ارتفاع بند المصاريف العمومية والإدارية، والذى تضمن تبرعات ضخمة لصالح المشروعات الحكومية المصرية.
وأعلنت «إعمار مصر» فى أبريل الماضى أن مجلس إدارتها وافق على التبرع بمبلغ 878 مليون جنيه لصالح المشروعات القومية التى تقوم بتنفيذها الأجهزة الحكومية المصرية، وفقًا لإفصاح مرسل للبورصة.
قال محللون ماليون ووحدات بحوث إن قيمة التبرعات الضخمة كان من الأفضل تقسيمها على أكثر من فترة مالية وعدم تحميلها على ربع واحد حتى يتمكن مساهمو الشركة من توزيع مخاطرهم الاستثمارية.
ورجح المحللون انخفاض ربحية الشركة بأكثر من 600 مليون جنيه بنهاية العام الحالى، مؤكدين أن النتائج ستبدأ فى التحسن مع الربع الثالث، مستفيدة من التسوية التى تمت مؤخراً مع شركة النصر للإسكان حول مشروع «أب تاون كايرو» بمدينة 6 أكتوبر.
وهبط سهم إعمار مصر خلال جلسة تداول البورصة أمس الإثنين بنسبة %1.87 ليغلق عند مستوى 1.15 جنيه، بقيم تداول بلغت 6.47 مليون جنيه من خلال بيع وشراء 2 مليون سهم.
وأظهرت القوائم المالية المجمعة للشركة هبوط ربحيتها بمليار جنيه ومعدل تراجع %91 خلال النصف الأول من العام لتسجل 94.29 مليون جنيه، مقابل 1.1 مليار أرباح الفترة المماثلة.
وجاء الربع الثانى من العام الحالى أكثر حدة مع تحول الشركة إلى الخسارة لأول مرة منذ إدراجها بالبورصة لتسجل خسائر بقيمة 324.32 مليون جنيه مقابل 598.49 مليون أرباح الفترة المماثلة من 2018.
وأظهرت القوائم المالية المجمعة لإعمار مصر عن النصف الأول انخفاضاً فى الإيرادات إلى 1.45 مليار جنيه مقابل 1.75 مليار، كما هبطت إيرادات الربع الثانى إلى 890.82 مليون جنيه مقابل 922.22 مليون.
ولم يشفع انخفاض تكلفة الإيرادات إلى 854.9 مليون مقابل 1.03 مليار جنيه فى استمرار معدلات الربحية كسابق عهدها، كما سجلت الشركة تكلفة إيرادات بقيمة 537.85 مليون جنيه خلال الربع الثانى مقابل 512.53 مليون محققة فى الفترة المماثلة من 2018.
وإجمالاً ارتفعت المصروفات العمومية والإدارية للشركة إلى 1.11 مليار جنيه خلال النصف الأول مقابل 171.31 مليون فقط النصف المماثل، وبلغت 990.18 مليون فى الربع الثانى مقابل 103.39 مليون فقط الربع المقارن من العام الماضى.
ووفقا لبند المصروفات العمومية والإدارية الظاهر فى القوائم، بلغت قيمة التبرعات الإجمالية مبلغ 905.36 مليار جنيه، خلال النصف الأول، مقابل 25.60 مليون الفترة المماثلة من 2018، وخلال الربع الثانى بلغت قيمة التبرعات 879.82 مليون جنيه مقابل 25.27 مليون.
توقع عمرو الألفى، رئيس قطاع البحوث بشركة “شعاع” لتداول الأوراق المالية –مصر، أن يكون التبرع للجهات الحكومية معفيا من أى ضرائب إضافية وفقا للقانون خاصة أن المبلغ تم توجيهه إلى تنفيذ مشروعات قومية ووافقت عليه الجمعية العمومية العمومية فى وقت سابق.
وأكد “الألفي” أن الشركة ستظل متأثرة بحالة التباطؤ فى المبيعات التى يعانى منها القطاع العقارى بشكل عام، مشيراً إلى أن حل الأزمة الخاصة بأرض مشروع “أب تاون كايرو” سيحمل تأثيرا إيجابيا للشركة على المدى الطويل.
وكانت شركتا إعمار مصر للتنمية، والنصر للإسكان والتعمير، قد اتفقتا على تسوية نهائية للأزمة الناشبة بينهما منذ عدة سنوات، مقابل سداد الأولى 100 مليون جنيه للثانية فضلاً عن تنازل كلا الشركتين عن دعاوى التحكيم المقامة أمام مركز القاهرة للتحكيم الدولى.
ويتعلق النزاع بمشروع أب تاون كايرو، المُقام على أرض هضبة المقطم بمساحة 3 ملايين متر مربع، ويعود إلى عدم إتمام «إعمار» كامل المشروع خلال 6 سنوات، تم الاتفاق عليها بالعقد الموقع فى 2005، إلى جانب ضم إعمار 216 ألف متر للمشروع، طلبت النصر للإسكان تعويضا عنها.
وأشار رئيس قطاع البحوث بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية إلى أن نصيب المساهم فى مبلغ التبرعات يصل إلى 20 قرشا فقط، ومن ثم ليس مؤثرا بشكل كبير، كما ـن قرار التبرع للمشروعات القومية يعود إلى الرؤية العامة لمجلس إدارة الشركة.
من جانبه، قال محمود جاد، محلل القطاع العقارى بشركة “العربى الأفريقي” لتداول الأوراق المالية، إن حجم الأرصدة النقدية والاستثمار فى أدوات الدين الحكومية لشركة إعمار والذى يبلغ 14 مليار جنيه تقريبا يؤمن الملاءة المالية للشركة وقدرتها على مواجهة تلك المعطيات.
وتوقع أن تتراجع أرباح الشركة بنهاية العام الحالى بقيمة 680 مليون جنيه بعد خصم الضرائب، مشيرا إلى أن التبرعات غير محملة فى الغالب بمعدل الضريبة الإضافية البالغ %2.5 مع نهاية كل عام.
ورجح “جاد” بدء تحسن قائمة دخل الشركة بداية من الربع الثالث مع انتهاء تأثير التبرعات، بعدما قامت الشركة بتحميل كامل الأثر على ميزانية الربع الثانى منفردة، مشيرا إلى أن شركات القطاع العقارى ما زالت تعانى من أزمة تسجيل الإيردات فى قائمة الدخل بعد الانتهاء من عمليات التسليم.
وأوضح أن السهم امتص خبر الإعلان عن مبلغ التبرعات الضخم منذ الإعلان عنه مطلع العام الحالى، إذ اتضح للمساهمين آنذاك الأثر على القوائم المالية للشركة.
ولفت إلى أن غالبية الشركات المقيدة تقدم تبرعات للدولة فى إطار الواجب الوطنى لكن القيمة المعلنة من قبل إعمار كانت ضخمة ولم تتكرر من قبل، وكان على الشركة أن توزعها على القوائم المالية الربعية.
وأشار إلى أن المساهمين الرئيسين فى الشركة يتحكمون بصورة كبيرة فى قيمة وحجم التبرعات المقدمة باعتبار ان لهم الحصة الاكبر، وبالتالى هى رؤية مستقبلية لمجلس الادارة.
واوضح ان وحدة بحوث العربى الافريقى توقفت عن تغطية سهم الشركة فى وقت سابق نتيجة عدم وضوح الرؤية بشان النزاع بين اعمار مصر والنصر للاسكان المتعلق بمشروع اب تاون كايرو مؤكدا ان الانتهاء من هذ الملف سيكون له تاثير ايجابى على الاداء المالى للشركة مستقبلاً.
قال محمد مرعى، نائب مدير قسم البحوث، بشركة القاهرة للاستثمارات المالية ان القطاع العقارى يعانى بشكل عام من تباطؤ معدلات البيع والتسليم فضلا عن الاثار السلبية لتحمل مبالغ كبيرة على القوائم المالية نظير تلك التبرعات التى يراها بعض المتابعين مبالغ فيها.
وأكد “مرعي” ان ميزانية الشركة تم مراجعتها من خلال مراقب مالى داخلى فضلا عن مكتب الاستشارات العالمى برايس ووتر هاوس وبالتالى تتضمن معدلات مصداقية قوية وثقة اكبر.
ولفت نائب مدير قسم البحوث، بشركة القاهرة للاستثمارات المالية إلى أن عدد كبير من الشركات العقارية بدول الخليح تتبرع بمبالغ كبيرة لصالح الدولة والمشروعات القومية وبالتالى ليست حالة استثنائية.
يذكر ان «إعمار مصر» قد سجلت صافى ربح 3.4 مليار جنيه خلال 2018، مقابل أرباح 2.3 مليار خلال 2017، كما قفزت إيرادات الشركة إلى 6.3 مليار جنيه، مقابل إيرادات 4.5 مليار فى 2017.