رحيل نبيل الحلفاوي.. فقد جديد لأبطال مدرسة عظماء الفن

يعيش الوسط الفني بمصر والوطن العربي حاليا حالة حزن كبيرة بعد رحيل الفنان القدير نبيل الحلفاوي عن عمر يناهز 77 عاما أثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة الفترة الماضية تسببت في نقله لاحدى المستشفيات

رحيل نبيل الحلفاوي.. فقد جديد لأبطال مدرسة عظماء الفن
أحمد حمدي

أحمد حمدي

1:17 ص, الأربعاء, 18 ديسمبر 24

يعيش الوسط الفني بمصر والوطن العربي حاليا حالة حزن كبيرة بعد رحيل الفنان القدير نبيل الحلفاوي عن عمر يناهز 77 عاما أثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة الفترة الماضية تسببت في نقله لاحدى المستشفيات بالقاهرة ودخوله في غيبوبة حتى فارق الحياة .

حيث قدم الراحل نبيل الحلفاوي تاريخ فني كبير من الأعمال التليفزيونية والسينمائية والمسرحية التي ترك بها بصمة كبيرة في قلوب محبيه وجميع الفنانين وصناع الأعمال الفنية لسنوات طويلة.

 حيث ولد في حي السيدة زينب 22 إبريل عام 1947، وبعد تخرجه بكلية التجارة التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية بسبب حبه الشديد للتمثيل، وتخرج منه عام 1970، ثم بدأ مشواره الفني بالمسرح، فقدم العديد من المسرحيات ثم اتجه إلى التلفزيون، وكان أولى أعماله التليفزيونية مسلسل “محمد رسول الله” الجزء الأول عام 1980.

وكانت من أبرز هذه الأعمال مسلسلات ” محمد رسول الله ” الجزء الأول عام 1980 ،  ” رأفت الهجان والذي قدم فيه شخصية ضابط المخابرات المصرية ” نديم قلب الأسد” ومازالت محفورة في ذاكرة المشاهدين حتى الآن ويتم تداول مشاهد له منها عبر منصات السوشيال ميديا ، ” وزيزينا”و ” لآعلى سعر ” و” ونوس ” ،  و” و” دموع صاحبة الجلالة” و” بنات زينب وغيرها ، بالاضافة لأفلام ” الطريق الى ايلات ” و” العميل رقم 13 ، أباء وأبناء “، كما كان له مشوارا كبيرا في المسرح من خلال تقديمه للعديد من المسرحيات قبل أن ينتقل للعمل في التلفزيون ابتداء من فترة الثمانينات .

وكان أخر عمل فني شارك فيه الراحل نبيل الحلفاوي فيلم” تسليم أهالي” مع النجوم هشام ماجد ودنيا سمير غانم عام منذ عامين ، وظهر كضيف شرف به ، اخراج نجله خالد الحلفاوي .

أحمد النجار : كان من مدرسة عظماء الفن ومثاليا في التعبير عن حبه للأهلي وراقيا في مرضه

أوضح الناقد الفني أحمد النجار أننا فقدنا قيمة فنية وقامة كبيرة للغاية برحيل نبيل الحلفاوي ، فهو فنانا كان ينتمي لمدرسة الأداء المدروس في التمثيل ، ولم يكن يجسد أي شخصية على الشاشة فقط دون أن تكون مؤثرة منه ، وهذه المدرسة كان ينتمي لها العظماء محمود مرسي وعبلة كامل وأحمد زكي وصلاح منصور ومحمود المليجي وأمينة رزق ، فكان الحلفاوي امتداد لهؤلاء العظماء .

أضاف ل” المال” حتى الأدوار الفنية الخفيفة نوعا ما في مسيرته الطويلة ، كان يضع بصمته فيها بدرجة مميزة وبشكله وأداؤه وتمثيله ومشاعره على الشاشة ، لافتا الى أننا لايمكن أن ننسى أدواره التي قدمها في مسلسلات” رأفت الهجان” و” الزيني بركات” و” غوايش ” .

وأردف قائلا أن تاريخه الفني مليئ بالأعمال الفنية المهمة ، وعلى المستوى الانساني كان الجميع ينتظر ” تويتات” الخاصة به عبر حسابه ” تويتر” بعد مباريات كرة القدم ، برغم أنه كان معلنا حبه للنادي الأهلي لكن كانت كتاباته بعد أي مباراة أو أزمة معينة ليست فيها جانب التعصب أبدا مثل آخرين ، كان شخصا مثاليا في تعليقاته وتشجيعه للنادي الأهلي ولم يكن متعصبا في التعبير عن رأيه ، كما أن طريقة وفاته كانت فيها مشاعر انسانية كبيرة جدا ، فقد كان يخفي مرضه على جميع الناس ، ولم نشعر  أن الأزمة صعبة الا بعد اعلان المخرج عمرو عرفة لذلك الأيام الماضية ، حينما انتقل للمستشفى ، وجميعنا كنا نظن أنها مجرد أزمة صحية عابرة ، لكن الحقيقة أنه كان على مشارف الموت ورغم ذلك لم يرضى أن يخبر أحدا بذلك .

وشدد النجار على أن الراحل كان ينتقي أدواره التي قدمها في آواخر حياته للجمهور مثل ” لأعلي سعر ” وفيلم” تسليم أهالي” ، لم يكن متواجدا لمجرد الظهور فقط على الشاشة ، كان فنانا عظيما وانسانا في منتهى الرقي والانسانية .

سمير الجمل : كان ينتمي لمدرسة الفن الأصيل وبعد وفاته حدث استفتاء شعبي على قيمته

وأعرب السيناريست سمير الجمل أن نبيل الحلفاوي ، كان ينتمي لمدرسة يقودها الراحل العظيم محمود مرسي ، وفلسفتها تعتمد على أن الممثل يكفيه شهرته وحضوره من خلال أدواره ، أما البروباجندا الاعلامية والتواجد بمناسبة أولا وتمرير أخباره دون داع قد تزيد من شهرته لكن لاتضيف شيئا بالنسبة للجمهور ، وهو واع جدا للفرق بين النوعين .

أضاف أن هذه النوعية من الفنانين أمثال نبيل الحلفاوي ويحى الفخراني وصلاح السعدني والراحل محمد وفيق ، لديهم اعتزاز بقيمتهم الفنية كثيرا ، ويغيبون كثيرا عن الأضواء والجمهور لكن الجمهور يقدر هذه النوعية كثيرا من الفنانين .

وتابع أن الحلفاوي كان رصيده الفني أقل من غيره من أبناء جيله ، لكن أعماله الفنية لها بصمة كبيرة برغم قلتها التي لاتتجاوز 15 عمل فني ، وكان نجما دون أن يعيش هذه النجومية وماحولها من الاحساس بالشهرة والمال والبروباجندا ، حيث أن الفن يحقق المال لكن الشهرة تعيش لفترة أطول لكن لاتحقق فنا حقيقيا لو تم اللهث وراءها ، ومن هذه المدرسة زينات صدقي وستيفان روستي وعبد الفتاح القصري وعبلة كامل .

أكد الجمل أن الراحل كان مثقفا وواعيا لما يقدمه فنيا وذلك انعكس على مسيرته الفنية ، لذلك كان مقل جدا من أعماله الفنية السنين الأخيرة ، وبرغم ذلك استطاع وضع بصمته على  السوشيال ميديا بثقافته وترك بصمة أيضا في جانب تشجيعه للنادي الأهلي ، ولم يفرض نفسه على ابنه خالد الحلفاوي كان يكفيه أنه باسمه ” نبيل الحلفاوي ” .

وشدد على أن الراحل ينتمي لمدرسة الأصالة في الانسانية والفن والثقافة والوعي بقيمة الفن لدى الجمهور واحترام متبادل بينهم ، لذلك تحولت السوشيال ميديا لجنازة شعبية ومليونية ، وماقيل عنه بعد وفاته عن كونه كان انسانا مثقفا وواعيا وحدث استفتاء شعبي عليه لقيمته ووزنه وثقله بالوسط الفني برغم أنه كان أقل من أبناء جيله من ناحية كم الأعمال الفنية التي قدمها ، وهذه هي الفئة التي نراهن عليها في الفن المصري .

محمد العدل : فقدنا أحد نبلاء الوسط الفني وملهمه وانسانا أحب الجميع وكان محبوبا من الكل

وعلق المنتج محمد العدل فقال : أن الراحل نبيل الحلفاوي كان بالنسبة له عشرة عمر وصديق وأحد نبلاء الوسط الفني .

أضاف أن برحيله فقدنا أحد الملهمين في هذا الوسط في الحقيقة ، وعلى المستوى الفني كانت له خصوصية وأدواره الفنية جميعها علامات بارزة في تاريخه الفني الطويل .

وأشار الى أن نبيل الحلفاوي فنانا مبدعا وانسانا لن يتكرر في حياتنا ، فقد كان محبا للجميع ومحبوبا من الكل .