عادت صناعة الحلويات الفلسطينية للانتعاش في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية مع حلول شهر رمضان بعد أسابيع من الإغلاق، إثر أزمة مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وحمل شهر رمضان إعلانا بعودة الحياة مجددا لقطاع صناعة الحلويات التي تعد زينة مفضلة لموائد العائلات الفلسطينية في الشهر الفضيل.
انتعاش صناعة الحلويات الفلسطينية
ويقول محمد النوري صاحب متجر لبيع الحلويات في نابلس لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن عملهم يشهد ازدهارا اقتصاديا ملموسا منذ حلول شهر رمضان.
وذلك بعد فترة إغلاق كامل ضمن حالة الطوارئ المستمرة لمواجهة (كوفيد-19).
ويوضح النوري، أن الخسائر التي تكبدوها لم تقتصر على فترة إغلاق محلهم بحسب.
لكنها شملت إتلاف كميات كبيرة من المواد الأساسية في عملهم مثل الجبن والطحين المرتبط بتاريخ معين بهدف الاستهلاك وليس التخزين.
ويضيف، “عانينا كثيرا بسبب فترة الإغلاق وتحملنا أعباء مالية ورواتب عمال طول فترة الإغلاق.
لكن حلول شهر رمضان بشرة خير لانتعاش أعمالنا خاصة أن الناس لا تستغنى عن الحلويات في الشهر الفضيل”.
وغالبا ما يتم تناول القطايف في شهر رمضان عقب وجبة الإفطار.
وتعد القطايف عبارة عن حلويات صغيرة على شكل فطيرة مملوءة بالجبن أو السكر والمكسرات.
فيما تعد الكنافة من الحلويات الأكثر شهرة في فلسطين، ومن المعروف أنها نشأت في نابلس.
وتتم عملية طهي الكنافة في الزبدة وتغطيتها بالجبن الخفيف.
ويتم بعد ذلك وضع شراب السكر الحلو ويتم نثر المكسرات والجوز والفستق فوقها وهي محل طلب كبير خلال شهر رمضان.
توفير فرص عمل في رمضان
ويوفر شهر الصوم المعظم لدى المسلمين سنويا آلاف فرص العمل المؤقت في الأراضي الفلسطينية.
ويتم توفير معظم الفرص في مجال إعداد وبيع الحلويات الشعبية التي يختلف مذاقها من مدينة لأخرى لكنها تتجانس في تحسين ظروف العائلات ماليا.
ويقول سامي الساعي صاحب متجر لبيع الحلويات في طولكرم لـ ((شينخوا))، إن حلول شهر رمضان “فرصة إنقاذ” للكثير من عمال اليومية من أجل استعادة نشاطهم وتحصيل أرزاقهم.
وذلك بعد أسابيع صعبة بسبب مرض فيروس كورونا.
ويؤكد الساعي ضرورة استعادة النشاط الاقتصادي مع التوازن بين إجراءات الصحة “حتى يتمكن الناس من العمل ولو جزئيا لكسب المال وتوفير مستلزمات عوائلهم في هذه الأوضاع الصعبة”.
واعتمدت الكثير من متاجر بيع الحلويات في الضفة الغربية خدمات التوصيل إلى المنازل تخفيفا من الازدحام والاكتظاظ ومراعاة للتباعد الاجتماعي.
مطالب بعودة عجلة الاقتصاد للدوران من جديد
وذلك في وقت يعزز الانتعاش في قطاع صناعة الحلويات مطالب بقية القطاعات الاقتصادية لعودة عجلتها للدوران من جديد.
وفرضت السلطة الفلسطينية حالة الطوارئ منذ الخامس من مارس الماضي على إثر تسجيل أول حالات إصابة بمرض فيروس كورونا في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.
و شملت حالة الطوارئ تعطيل عمل المنشآت الاقتصادية ومنع التنقل بين المحافظات.
وأكد أستاذ علم النفس في جامعة (بيرزيت) في رام الله محمد العوري، عبر صفحته على موقع فيسبوك، ضرورة مبادرة الحكومة لـ”إجراءات مدروسة”.
احتقان شعبي بسبب الإغلاق
وذلك بهدف تخفيف حالة الاحتقان بفعل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
واعتبر العوري أن استمرار حالة الإغلاق “ستدفع الناس لترجيح كفة لقمة العيش على كفة صحتهم وحياتهم دون التفكير في عواقب الأمر”.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية في 21 من الشهر الجاري “إجراءات تخفيف” تحت شعار “التوازن بين الصحة والاقتصاد” شملت تسهيلات والسماح بإعادة عمل منشآت اقتصادية.
تسهيلات اقتصادية
ويقول المختص بالشأن الاقتصادي من رام الله نصر عبد الكريم لـ ((شينخوا))، إن التسهيلات الاقتصادية المتخذة من الحكومة جاءت مدفوعة بالضغط الاقتصادي في ظل تضرر الكثير من الشرائح من حالة الإغلاق.
ويضيف عبدالكريم، أنه لابد من أخذ “إجراءات تخفيف” لتحريك عجلة الاقتصاد ولو جزئياً.
وذلك عبر تشغيل بعض القطاعات المعطلة، مع ضرورة الالتزام بالتوازن ما بين الحالة الصحية والوضع الاقتصادي.
ويوضح أن الانتعاش المنشود يتطلب تحرير قطاعات الاقتصاد المحلي من بعض القيود.
وذلك عبر إتاحة المجال لبعض الأنشطة لممارسة عملها لكن مع إلزامها بالمتطلبات الصحية.
يشار إلى أن هذه المادة منقولة عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”