قرار خاطئ من الطبيب.. وفاة أول حالة لزراعة كلى منقولة من خنزير

عانى السيد ريتشارد من مرض الفشل الكلوي المزمن لأعوام طويلة

قرار خاطئ من الطبيب.. وفاة أول حالة لزراعة كلى منقولة من خنزير
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

11:49 ص, الأحد, 12 مايو 24

توقف قلب العجوز الأمريكي، ريتشارد سليمن، بعد شهرين فقط من إجراء أول عملية لزراعة كلى معدلة وراثيا ومنقولة من جسد خنزير في العالم.

ورغم تقارير الأطباء التي أكدت قبول جسد الرجل البالغ من العمر 62 عاما، للتعافي بعد العملية الجراحية الخطيرة، وخروجه من المستشفى يوم 6 إبريل الماضي، إلا أنه فارق الحياة أمس السبت، بعد تداعيات خطيرة ظهرت على أعضاء جسمه وتوقف تام للكلى المنقولة حديثا، إضافة إلى تدهور حاد في عضلة القلب.

وأجريت العملية الفريدة من نوعها للمريض الذي كان قد وصل إلى حالة من الفشل الكلوي الميؤس من شفائها، داخل أروقة معهد مستشفى ماساشوتس العام بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن وافقت أسرته على تحمل النتائج مهما كانت حيث لم يكن أمامهم أي خيار آخر.

وعانى السيد ريتشارد من مرض الفشل الكلوي المزمن لأعوام طويلة حتى تقرر انه في أخطر مراحل المرض ووضع على قائمة الإنتظار لإجراء عملية نقل كلى منذ عام 2011 ليتمكن أخيرا من الحصول على متبرع حي عام 2018، لكن لم تمر 5 أعوام بعد العملية حتى عادت حالته في التدهور الشديد من جديد العام الماضي ليصل بعدها الأطباء الى قرار تجربة زراعة كلى منقولة من خنزير الى جسد المريض.

وقال الدكتور، ليوناردو ربيلا، المدير الطبي لقسم زراعة الكلى في المستشفى، “الأمر كان محيرا في البداية، حيث استجاب الجسم بسرعة إلى العضو المنقول حديثا، وباشر عمله بفاعلية لمدة زادت عن أسبوعين، لذلك قررنا خروج المريض من الرعاية الطبية وذهابه إلى منزله، لكنه كان قرار خاطئ”.

وأضاف ليوناردو “لم ندرك حينها أن الجسم يتعافى بشكل وهمي نظرا لجرعات المنشطات القوية والأدوية العالية الدقة التي يستقبلها، لكن فور اعتماد الجسد على مناعتها الخاصة أصبح الأمر صعب للغاية وتحول إلى ما يشبه حريق ضخم يأكل كل ما حوله من أعضاء ليس فقط يضر بنفسه”.

وكانت أولى الكلمات التي نطق بها السيد سليمن، فور خروجه من المستشفى “هذه أسعد لحظات حياتي، والتي تمنيتها منذ أعوام كثيرة مضت، الأن يمكنني التنفس بحرية والثقة في المنظومة الصحية”.

وتابع “لقد كنت طريح الفراش لأكثر من 11 عاما، قابع في مرضي أتألم وحدي، لكني لم أفقد يوما الثقة في الأطباء وطاقم التمريض الذين اعتنوا بي طوال تلك المدة على أتم وجه وبأعلى درجات التفاني”.

واختتم “أعتقد أن تلك العملية التي أجريت لي ليست مفيدة فقط لشخصي، لكنها أيضا بمثابة أمل جديد لكل مريض بهذا الداء اللعين وبادرة مشرقة للعالم أجمع”.