محللون: قطاع الأسمدة يجنى ثمار ارتفاع أسعار اليوريا

أداء محايد للبتروكيماويات لزيادة الغاز

محللون: قطاع الأسمدة يجنى ثمار ارتفاع أسعار اليوريا
منى عبدالباري

منى عبدالباري

7:05 ص, الثلاثاء, 9 مارس 21

أكد محللون ماليون أن قطاع الأسمدة سيحظى بنتائج إيجابية خلال العام الحالي، مدعوما بالارتفاع القوى للأسعار، وارتفاع الطلب، بينما سيشهد قطاع البتروكيماويات عاما محايدا فى ظل ارتفاع أسعار المنتجات، وأيضا ارتفاع أسعار الغاز.

وقالو إن أسعار الأسمدة شهدت قفزة قوية مؤخرا، بدعم من ارتفاع الأسعار فى الربع الأول من العام الحالي، بمستويات تتراوح بين 50 و%59  مقارنة بالفترة المثيلة من العام الماضي.

وسجلت أرباح مصر لإنتاج الأسمدة «موبكو» نموا %51 العام الماضي، ليصل صافى أرباحها إلى 2.48 مليار جنيه خلال، مقابل 1.64 مليار جنيه خلال 2019.

وشهدت شركة أبو قير للأسمدة ارتفاع أرباحها %4.1 بالنصف الأول من العام المالى الحالى لتسجل صافى ربح 1.49 مليار جنيه، مقابل 1.43 مليار خلال الفترة نفسها من العام المالى الماضي، كما ارتفعت إيرادات الشركة إلى 4.03 مليار جنيه، مقابل 3.99 مليار جنيه خلال الفترة نفسها من العام المالى الماضي.

وأرجعت الشركة نمو أرباحها إلى زيادة كميات الإنتاج والمبيعات، واستمرارية تشغيل المصانع، والتى أدت إلى خفض تكلفة التشغيل، وكذلك إلى التسويق الجيد لمنتجات الشركة والحصول على أفضل الأسعار مع فتح أسواق جديدة، والسياسة البيعية والتسويقية المرنة بالطريقة الاقتصادية، وإدارة المحافظ المالية بشكل جيد.

وتحولت شركة الصناعات الكيماوية المصرية – كيما للخسارة بالنصف الأول من العام المالى الحالي، بقيمة 631.26 مليون جنيه، مقابل أرباح بلغت 42.78 مليون جنيه فى النصف المقارن من العام المالى الماضي.

ويأتى ذلك رغم ارتفاع إيرادات الشركة خلال النصف الأول من العام المالى الحالى إلى 691.16 مليون جنيه، مقابل إيرادات بلغت 120.85 مليون جنيه فى الفترة المناظرة من العام المالى الماضي.

«سيدى كرير» تحقق استفادة قوية حال بيع رخصة «البولى بروبلين»

وشهدت شركة سيدى كرير للبتروكيماويات تراجعا فى أرباحها لمستويات 26 مليون جنيه خلال العام الماضي، مقابل أرباح بلغت 487 مليونا فى 2019، كما تراجعت المبيعات إلى 3.46 مليار جنيه، مقابل 4.96 مليار فى 2019.

وأرجعت الشركة تراجع أرباحها إلى انخفاض متوسط أسعار البيع خلال 2020، مقارنة مع عام 2019، نتيجة انخفاض أسعار المنتجات البتروكيماوية عالمياً ومحلياً، والمنافسة الشديدة التى تواجهها شركات البتروكيماويات المصرية، نتيجة الظروف العالمية، التى أدت إلى تباطؤ الطلب، وانخفاض الكمية المتاحة من غازات التغذية الواردة من حقول الصحراء الغربية خلال العام.

بلتون: نمو 20 – %30 فى نتائج الشركات

وقال على عفيفي، محلل قطاع البتروكيماويات فى بنك استثمار بلتون، إنه يتوقع تحقيق قطاع الأسمدة ارتفاعا قويا فى أرباحه بنسبة تتراوح بين 20 و%30 خلال الربع الأول من العام الجارى بدعم زيادة الطلب، و الارتفاع القوى لأسعار الأسمدة خلال هذه الفترة بنسبة %50 مقارنة بالفترة المثيلة من العام الماضي.

وأوضح أن أسعار الأسمدة سجلت مستويات 360 دولارا فى الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بـ 240 دولارا للفترة المناظرة من 2020، مرجعا ذلك إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من غاز، وبترول وبالتالى انعكست على ربحية الشركات.

ويرى أن ارتفاع أسعار إمدادات الغاز يعود بشكل أساسى إلى زيادة الطلب عليها فى فصل الشتاء.

على صعيد قطاع البتروكيماويات، أشار «عفيفي» إلى أن شركة سيدى كرير ستحقق استفادة قوية حال تنفيذ عرض نقل ملكية رخصة البولى بروبلين، نظرا لأن هذا المشروع كان سيضع على الشركة تكلفة استثمارية مرتفعة، خلقت حالة من عدم اليقين حول السهم.

وكانت سيدى كرير للبتروكيماويات أعلنت منذ أيام موافقة مجلس إدارتها على دراسة العرض المقدم من شركة البحر الأحمر الوطنية للتكرير والبتروكيماويات بشأن طلبها نقل ملكية رخصة مشروع البولى بروبلين المملوكة لـ «سيدبك» إليها.  

ويتضمن العرض الذى أعلنته سيدى كرير الانضمام لمستثمرى شركة البحر الأحمر بنسبة %5 من رأس المال.

النعيم: سيناريو إيجابى لـ«أبوقير» و«موبكو» ..و«كيما» تهددها المتأخرات الضريبية

وقالت مارينا مكين، محلل قطاع البتروكيماويات فى بنك استثمار النعيم، إن قطاع الأسمدة سيحقق طفرة قوية فى الأرباح فى ضوء ارتفاع أسعار اليوريا، وزيادة الطلب، بينما يشهد قطاع البتروكيماويات أداء محايدا فى ظل ارتفاع أسعار البولى إيثلين، وأيضا الغاز المستخدم فى الصناعة.

وعلى صعيد قطاع الأسمدة، أشارت إلى أن أسعار اليوريا وصلت لمستويات 343 دولارا للطن، فى يناير وفبراير، وهى المرة الأولى التى تصل فيها لهذه المستويات منذ عام 2014.

وأرجعت القفزة القوية فى أسعار اليوريا إلى ندرة الإمدادات نتيجة غلق عدد كبير من المصانع الصغيرة المنتجة لليوريا فى الصين، وزيادة الطلب عليه.

ورسمت سيناريو إيجابيا لشركتى موبكو وأبو قير للأسمدة، بدعم القفزة فى أسعار اليوريا، بينما تعانى شركة «كيما» نتيجة المتأخرات الضريبية عليها بما يتراوح بين 4 و 5 مليارات جنيه، والتى قد يترتب عليها خسائر لفترة قد تصل لـ 5 سنوات.

وعلى صعيد مصر لإنتاج الأسمدة «موبكو»، قالت إن الشركة تواجه زيادة هامشية فى التكلفة نتيجة حصولها على الغاز الطبيعى بمعادلة سعرية مرتبطة بأسعار اليوريا، إلا أن ذلك سيحد من أثره نمو متوقع فى مبيعاتها.

وعلى صعيد شركة أبو قير للأسمدة، قالت «مكين» إن لديها مشروعات كبيرة، حيث ستقوم بزيادة إنتاجها من اليوريا بمصنعها «أبو قير3» نهاية عام 2022، (العام المالى 2023).

وكان سعد أبو المعاطي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أبوقير، قال – فى تصريحات سابقة لـ«المال» – إنها ستضخ استثمارات تتراوح ما بين 80 و100 مليون دولار فى مشروع خفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون وزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع يوريا «أبو قير3».

وأوصت «مكين» بشراء السهمين، مع سعر مستهدف 86.20 جنيه لـ «موبكو»، و26.37 جنيه لـ «أبو قير».

وعلى صعيد شركة كيما، قالت إنه من المتوقع أن تتكبد الشركة خسائر خلال فترة تتراوح بين 4 و 5 سنوات، نتيجة متأخرات ضريبية عليها تتراوح بين 4 و 5 مليارات جنيه، يتم سدادها على دفعات ربع سنوية.

وتابعت: «قامت الشركة بسداد متأخرات ضريبية بقيمة 165 مليون جنيه بالربع الأول من العام الحالي، و301 مليون بالربع السابق، موضحة أنه وفقا لحديث مع إدارة الشركة، فإنه يتوقع أن تقل قيمة المتأخرات الضريبية».

ولفتت إلى أن شركات الأسمدة تحصل على الغاز الطبيعى بسعر 4.5 دولار للمليون وحدة حرارية، وكان هناك توقعات باتجاه الحكومة لخفض أسعاره مع وفرته، إلا أن ذلك قد لا يتحقق مع توفر فرصة بديلة للحكومة ممثلة فى تصدير الغاز وبيعه بسعر أعلى من الذى تحصل عليه من الشركات المحلية.

وعلى صعيد قطاع البتروكيماويات، ألقت «مكين» الضوء على النتائج المتوقعة لشركة سيدى كرير للبتروكيماويات، مرجعة الأداء المحايد المُرجح إلى عاملين أساسيين الأول : ارتفاع أسعار البولى إيثيلين لتتجاوز الـ 1000 جنيه للطن، والثاني: زيادة تكلفة أسعار غاز «الميثان» الذى تحصل عليه الشركة من «جاسكو» بسعر يتراوح بين 6 و 6.5 دولار للمليون وحدة حرارية.

وتوقعت تحقيق سيدى كرير صافى ربح قيمته 53 مليون جنيه، بالربع الأول من 2021.

وأشارت إلى أن غاز «الإيثان – بروبان» الذى تعتمد عليه سيدى كرير فى عملياتها الإنتاجية، يحتاج إلى عمليات معالجة خاصة، كما أن إمداداته محدودة فى ظل منافسة من إيثيدكو عليه، مما يجعله عاملا مهددا لربحية سيدى كرير.

ولفتت إلى أن سيدى كرير تدرس حاليا استيراد غاز الميثان، كما تدرس بيع رخصة البولى بروبلين، وهى جميعها أمور تجعل سهمها تحت المراجعة.

وأوصت بالاحتفاظ بالسهم، مقدرة السعر المستهدف له عند 11.20 جنيه.