خالد بدر الدين
أكدت وكالة موديز الأمريكية للتصنيف الائتمانى، أن تطبيق إدارة الرئيس دونالد ترامب للتعريفات الجمركية على السيارات المستوردة ستسبب مخاطر لنمو الاقتصاد العالمى، وستعوق الحركة الاقتصادية مع ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية.
وجاء فى تقرير حديث لوكالة «موديز» نشرته هذا الأسبوع، والذى أكدت فيه تقييما سلبيا لصناعة السيارات على مستوى العالم، أن تأثير الجمارك المرتفعة سيكون أقل على الصين التى خضعت صادراتها فعلا للقيود بسبب التوترات التجارية بين البلدين منذ العام الماضى.
وأكدت إيلينا دوجار، العضو المنتدب المشارك بوكالة موديز، أن آلاف السيارات تنتظر الإفراج الجمركى فى ميناء نيوآرك بولاية نيوجيرسى الأمريكية، بسبب قيود التجارة التى وضعتها الحكومة على السيارات المستوردة.
وذكرت وكالة رويترز أن التوترات التجارية للحكومة الأمريكية مع الصين والاتحاد الأوروبى ستؤدى إلى ضعف شديد فى ثقة الشركات والمستهلكين على مستوى العالم، وسط تباطؤ نمو الاقتصاد العالمى.
واستطاع المسئولون بالاتحاد الأوروبى الاتفاق مع حكومة بكين على إصدار بيان مشترك يتضمن حل الخلافات التجارية خلال قمة انعقدت أمس الثلاثاء فى بروكسيل، لتوحيد جبهتهم ضد التدابير الصعبة التى ينوى الرئيس ترامب تطبيقها على الدول التى تصدر منتجاتها- ومنها السيارات- للسوق الأمريكية.
ومنحت حكومة بكين أوروبا امتيازات بإلغاء الدعم الصناعى على شركاتها المحلية، لتضمن وقوف دول الاتحاد الأوروبى إلى جانبها خلال النسخة 21 من قمة بروكسيل، التى حضرها دونالد تاسك، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى، وجان كلود جانكر، رئيس المفوضية الأوروبية، ولى كيكيانج رئيس وزراء الصين.
وأكد الاتفاق الصينى الأوروبى عزم حكومات هذه الدول على تشكيل وحدة تواجه تحديات ترامب، الذى يطالب دائما بشعار أمريكا أولا، خصوصا أن الاتحاد الأوروبى يمثل الشريك الأول للصين، بينما تمثل بكين ثانى أكبر سوق للكتلة الأوروبية بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت وكالة بلومبرج أن أوروبا تضغط على حكومة الصين لخفض الدعم الصناعى وفتح أسواقها لمزيد من الاستثمارات الأجنبية، كما تقاوم النزعة الحمائية التى يطالب بها ترامب، غير أن الاتحاد الأوروبى حذر من الحرب التجارية الأمريكية ضد بكين.
ويسعى الاتحاد أيضا إلى كسب الدعم الصينى فى حربه ضد التغير المناخى بعد انسحاب الحكومة الأمريكية من الاتفاقية الدولية التى تستهدف تقليص الانبعاثات الكربونية والغازات التى تسبب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.
وهددت إدارة ترامب هذا الأسبوع – وسط تصعيد حاد للتوترات التجارية عبر المحيط الأطلنطى- بفرض جمارك على صادرات بقيمة 11 مليار دولار من الاتحاد الأوروبى، بسبب الدعم الأوروبى لشركات صناعة طائرات «إيرباص» المنافسة لشركة «بوينج» الأمريكية التى تنتشر طائراتها فى جميع أنحاء العالم.
كانت المفوضية الأوروبية، التى تمثل الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبى، قد وصفت الصين فى تقرير لها بأنها شريك متعاون فى بعض المجالات، ومنافس نظامى فى مجالات أخرى، ولذلك يتعين استخدام أسلوب مرن للدفاع عن المصالح الأوروبية، والتوصل لحل وسط يدعم جهود منظمة التجارة العالمية.
ومع ذلك يشعر زعماء الاتحاد الأوروبى بالإحباط، بسبب المباحثات البطيئة مع المسئولين فى بكين منذ عام 2013 للتوصل إلى اتفاقية ثنائية حول الاستثمارات، بهدف إزالة الحواجز التى تضعها الحكومة أمام الشركات الأوروبية التى ترغب فى غزو السوق الصينية.
ويتوقع زعماء الاتحاد الأوروبى التوصل إلى تنفيذ هذه الاتفاقية الاستثمارية الثنائية بحلول 2020 لأنها الشرط الرئيسى لبدء مفاوضات التجارة الحرة مع الصين بعد أن اتفق الطرفان فى قمة العام الماضى على إطلاق وصف شركاء استراتيجيين شاملين على كل منهما وتعهدا بدعم نظام تجارى متعدد الأطراف والتعاون فى البحوث ومعالجة مشاكل ارتفاع حرارة الأرض وفقا لمبادئ منظمة التجارة العالمية.