رحلت عن عالمنا أمس ، عن عمر يناهز 89 عاما، بعد رحلة من العطاء الفني قدمت فيها العديد من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية، أبرزها شخصية “جميلة بو حيرد” التي حققت بها شهرة واسعة بالوطن العربي .
نرصد في هذا التقرير، بعض آراء نجوم الفن والنقاد في الراحلة ماجدة على المستويين الفني والإنساني.
طارق الشناوي: لقبت بعذراء الشاشة لطهارتها وكانت نظيرة فاتن حمامة كأيقونة
قال الناقد السينمائي طارق الشناوي إن ماجدة الصباحي وفاتن حمامة ولدا في توقيت متقارب، فتجمعهما نفس سنة الميلاد وتاريخ الوفاة بينهما يختلف في يوم واحد فقط ، فتوفيت فاتن حمامة 17 يناير 2015 وماجدة 16 يناير 2020 .
وأضاف أنه قد جمعهما قبل الرحيل أيضا في 2014 ، حصول كل منهما على جائزة بعد عودة الاحتفال بعيد الفن، مشيرا إلى أن الاثنتين كانتا نموذجين للممثلة التي تتحول لترمومتر للقياس وأيقونة للتقليد، وأن يضعهما من يأتي بعدهما في مكانة معينة.
وأشار إلى أن مثليهما في ذلك مثل الشاعران أحمد شوقي وحافظ ابراهيم، ومثل أيضا الموسيقار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم أو عبد الحليم وفريد الأطرش ، اي فكرة الصراع الثنائي القطبية .
وتابع الشناوي أن المخرج الكبير عاطف سالم حكى له عن كواليس فيلم شاطئ الأسرار، وكان من المفترض أن يجمع بين ماجدة وعمر الشريف ، وهناك قبلة اتفق مع عمر الشريف أن يسرقها عنوة من ماجدة ، لكن في التصوير لم يستطع عمر ذلك ، وقالت ماجدة إنها كانت رافضة للقبلة والمخرج كان يرغب في ذلك.
وقال إن مسيرة ماجدة الصباحي الفنية كانت مرتبطة بالبنت المحافظة، وكانت تعاني من تحفظ الأهل كثيرا فشقيقها ضابط شرطة وكانت ترغب في التمثيل، واسمها الحقيقي كان “عفاف” لكن قامت بتغيير اسمها لتبدأ مشوارها الفني، منوها أنها كانت ملقبة بـ”عذراء الشاشة ” وهذا الاسم كان له علاقة بالذاكرة الجمعية العربية بفكرة الطهارة وعدم وجود علاقة جنسية، لكون الوسط الفني الصورة الذهنية عنه أنه لا يوجد تحفظات في أي شئ حتى لو كان الجنس برغم أن ذلك قد لا يكون دقيقا نوعا ما.
تعرضت لهجوم كبير بسبب مواقفها
ولفت أيضا إلى أن ماجدة تعرضت لهجوم كبير بسبب مواقفها ، حيث أطلق عنها انها من اصول يهودية وانها قامت بتأجير منزلها للسفارة الإسرائيلية ، منوها إلى أن الديانة من المفترض انها ليست معيار لأي شيء، وأن كل الأديان تحترم المسيحية واليهودية وغيرها، برغم ذلك تعرضت ماجدة لمحاولات ضرب “تحت الحزام”.. بحسب قوله.
وأوضح الشناوي أنه بالفعل قام بتسجيل حلقة مع السيناريست والمهندس حسين حلمي، الذي عملت معه ماجدة كثيرا في مشوارها الفني، وحلقة أخرى مع شاعر كويتي وكانت تجربة جيدة منذ 15 سنة تقريبا، لكن لم تكتمل هذه التجربة بينه وبين ماجدة .
وقال أيضا عن ماجدة الصباحي إنها قدمت أموالها في الإنتاج السينمائي، حيث أنتجت ما يقرب من 70 فيلما سينمائيا وهو رقم كبير، إضافة للأفلام الوطينة مثل “جميلة بو حيرد” الجزائرية التي قامت به عام 58، أي أنه كان لديها هما وطنيا، وكذلك فيلم العمر لحظة في سنة 73 وغيرهما من الأفلام ، فكانت لديها روحا وطنية وجرأة في المواضيع مثل فيلم ” السراب ” الذي ناقش العجز الجنسي وكان جديدا على السينما المصرية.
وأضاف أن فيلم ” المراهقات ” ناقش مرحلة عمرية مختلفة وأنتجته ماجدة وكانت لديها مغامرات فنية كثيرة في مشوارها الفني والإنساني .
لطيفة: كانت مدرسة فنية خاصة وقدوة للأجيال القادمة
وقالت الفنانة لطيفة إن ماجدة الصباحي بكل معنى الكلمة كانت مدرسة فنية خاصة، وقدوة للأجيال القادمة لأنها قدمت العديد من الأدوار الهامة والمواضيع الراقية المحترمة للغاية للجمهور .
وأضافت أن اقتحامها لتجربة الإنتاج السينمائي كانت شيئا مميزا ، لأنه يندر وجود مثل هذه النماذج في الفن في وطننا العربي .
وتابعت، يجب على كل فنان أو فنانة يرغب في دخول مجال الفن والتعلم بصدق، أن تكون ماجدة نموذج وقدوة هامة لهم لأنها تستحق ذلك ، ويكفي تقديمها لشخصية المناضلة الجزائرية “جميلة بو حيرد “، رحمها الله كانت فنانة وإنسانة نادرة ولن تعوض أبدا .
سمية الخشاب: وداعا دلوعة السينما المصرية وجميلة الفن
وأعربت الفنانة سمية الخشاب عن حزنها لرحيل الفنانة ماجدة قائلة وداعا نجمة ودلوعة السينما المصرية، وجميلة زمن الفن الجميل .
وأضافت، ماجدة كانت فنانة مختلفة ومتميزة شكلا وأداء وتمثيلا أيضا، وكانت تملك إحساسا عاليا ورقة في أدائها.
وأكدت أن مثل الفنانة ماجدة لم يعد موجودا في الفن المصري، فكانت تعطي لقيمة الفن وزنا وثقلا وقيمة حقيقية رحمها الله .
داليا البحيري: رحم الله جميلة بو حيرد السينما العربية
وقالت الفنانة داليا البحيري “رحم الله جميلة بو حيرد السينما العربية “.
وأضافت، قدمت ماجدة الصباحي أعمالا سينمائية لن تتكرر أبدا في تاريخ السينما المصرية والعربية ، أثرت السينما لسنوات طويلة .
صابرين: قدمت أعمالا خالدة وأعزي الجمهور العربي وابنتها
وأكدت الفنانة صابرين أن ماجدة كانت فنانة عظيمة وقدمت أعمالا فنية سينمائية خالدة، ومن علامات السينما المصرية والعربية، مشيرة إلى أنها حزينة برحيلها وتعزي ابنتها الفنانة غادة نافع والجمهور المصري والعربي بفقدان فنانة بقيمة ماجدة .
وتابعت، أحببت لها أعمالا فنية كثيرة قدمتها في مسيرتها الفنية، منها جميلة بو حيرد والغريب وأين عمري والمراهقات وهذا الرجل أحبه وبائعة الجرائد وغيرها من الأعمال السينمائية الراقية التي قدمتها في مشوارها الفني الطويل .