نشاط الطروحات الأولية مرشح للتراجع في الصين بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي

احتفظت الصين بالمرتبة الأولى من حيث عمليات الاكتتاب مع إدراج 176 شركةً جديدةً

نشاط الطروحات الأولية مرشح للتراجع في الصين بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي
أيمن عزام

أيمن عزام

8:34 م, الأثنين, 3 يوليو 23

من المتوقع أن يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين إلى الحد من نشاط الطروحات الأولية بعد أن ظلت الصين المنطقة الأكثر نشاطاً في العالم في النصف الأول من العام، بحسب وكالة بلومبرج.

بلغ إجمالي عوائد الاكتتابات العامة في شنغهاي وشنتشن وبكين 35 مليار دولار، أي نحو نصف الإجمالي العالمي في الأشهر الستة حتى يونيو.

تراجع نشاط الطروحات الأولية

وبينما احتفظت الصين بالمرتبة الأولى من حيث عمليات الاكتتاب مع إدراج 176 شركةً جديدةً، لكن عوائدها كانت أقل بنسبة 14% عن العام السابق، فيما تباطأ النشاط شهرياً.

ترقب لنمو الاقتصادمن المتوقع أن يتراجع الطلب الذي أبقى معظم المصرفيين الصينيين مشغولين خلال العامين الماضيين، مع ترقب الشركات للإجراءات المحتملة لدفع عجلة الاقتصاد.

وفي هونغ كونغ، وهي مقر تقليدي للشركات الصينية التي تسعى إلى التعامل مع مجموعة أكبر من المستثمرين، تعتمد احتمالات انتعاش السوق في الغالب على إدراج وحدات من عمالقة التكنولوجيا وطروحات من شركات ناشئة في الذكاء الاصطناعي أو السيارات.

قال بيهاو هوانغ، الرئيس المشارك لأسواق رأس المال في آسيا باستثناء اليابان في “جيه بي مورغان تشيس أند كو” في هونغ كونغ أنه من أجل زيادة طروحات الشركات الصينية، “يجب تحسين معنويات السوق بشكل عام. وجهة نظر المستثمرين إزاء التوقعات الاقتصادية الصينية هي أيضاً شرط مسبق. نحن متفائلون نسبياً فيما يتعلق بالنصف الثاني من العام، حتى مع تباطؤ زخم معاودة فتح الاقتصاد بعد إغلاق كوفيد-19.وبعض الأخبار الجيدة ستعزز الثقة ونأمل أن نرى بعضاً منها في الأشهر القليلة المقبلة”.

معنويات متفائلة

كانت بداية العام قوية لجهات الإصدار الصينية في كل من البر الرئيسي وهونغ كونغ وسط معنويات متفائلة مع معاودة الفتح بعد إنهاء سياسة “صفر كوفيد”.

وشهد شهر مارس أعلى مبلغ تجمعه الاكتتابات الأولية محلياً هذا العام، وبلغ ضعف ذلك المجموع في فبراير.

رفع قيود الاكتتاب

خلال الربع الأول، اختتمت السلطات مراجعات سياسات الاكتتاب العام والاندماج، ورفعت القيود المفروضة على حجم الاكتتابات أو سعرها.

ولقيت التغييرات، التي رُوج لها على نطاق واسع قبل الإعلان عنها، استحساناً.

كما خففت الجهة المنظمة للأوراق المالية في الصين القيود أمام الشركات التي تسعى للإدراج في الخارج، لا سيما تلك التي تتعامل مع البيانات التي تُعتبر حساسة.

ومع ذلك، لم تستمر القوة الدافعة للاقتصاد الصيني في الربع الثاني، ما أضر بخطط الطروحات المحلية والخارجية.

أظهرت بيانات بلومبرج أن عوائد الإدراجات في السوق الداخلية انخفضت شهرياً بين مارس ويونيو.

وبلغ متوسط حجم الاكتتابات العامة الأولية في بر الصين الرئيسي منذ بداية العام 183 مليون دولار، انخفاضاً من 230 مليون في الأشهر الستة الأولى من 2022. وفي هونغ كونغ، لم يتجاوز حجم أي إدراج عن 700 مليون دولار هذا العام.

تباطؤ الطروحات المتعلقة بالصين

قالت سيلينا تشيونغ، الرئيسة المشاركة لأسواق رأس المال الآسيوية في “يو بي إس” في هونغ كونغ، إن من المتوقع أن تتباطأ الطروح المتعلقة بالصين، مع احتمال أن تشهد عمليات الإدراج من مناطق أخرى “فرصة جيدة” للاستفادة من المستثمرين الذين يتطلعون إلى ضخ أموال في آسيا.

وسلطت الضوء على أسواق مثل اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب شرق آسيا والهند باعتبار أنها ستشهد نشاطاً في الأشهر المقبلة.

طرح متوقع لـ”سينجينتا”يمكن أن يساعد طرح أولي متوقع على نطاق واسع لمجموعة “سينجينتا غروب” (Syngenta Group) في بر الصين الرئيسي خلال النصف الثاني البلاد في الحفاظ على ترتيبها بين أفضل أماكن الاكتتاب العام في 2023 وسط تباطؤ النشاط.

حصلت الشركة الشهر الماضي على موافقة بورصة شنغهاي لإدراج حجمه 65 مليار يوان (8.96 مليار دولار) قيد الإعداد منذ 2019، ومن المحتمل أن تكون واحدة من كبريات الشركات المدرجة في العالم هذا العام.

ويرى درو برنشتاين، الرئيس المشارك لشركة “ماركوم آشيا” (Marcum Asia) في نيويورك، أن الأشهر المقبلة ستشهد “تقسيم الاكتتابات الأولية الصينية بين (الشركات العاملة في مجال) التقنيات الأمنية الحساسة وغير الحساسة، وأي شيء يحدد الصينيون أنه استراتيجي”، مضيفاً أن معظم الطروحات ستكون داخلية، حيث سيكون من الصعب الحصول على الموافقة على الإدراج خارجياً على الأرجح.

وأضاف “أشياء مثل الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، وربما الحوسبة الكمية، ربما يتعين عليهم الاكتتاب في سوق أسهم الفئة الأولى”.