رغم أن المسلسل الصعيدي معروف خلال السنين الماضية بدرجة إقبال وحب الجمهور المصري له ، حيث حققت المسلسلات الصعيدية التي عرضت للمشاهدين نجاحا كبيرا الأعوام السابقة ، مثل مسلسل الضوء الشارد بطولة الراحل ممدوح عبد العليم ومحمد رياض وسميحة أيوب نجاحا كبيرا وقت عرضه في فترة التسعينيات ومسلسل ذئاب الجبل بطولة كوكبة من الفنانين، وكذلك مسلسل حدائق الشيطان بطولة الفنان السوري جمال سليمان وسمية الخشاب في بداية الألفية الجديدة ، كذلك مسلسل الرحايا بطولة الفنان الراحل نور الشريف وغيرها من الأعمال الدرامية التي تعتمد على اللهجة الصعيدية.
لكن بدأ الجمهور المصري ينفر من المسلسلات الصعيدية التي تعرض له خلال السنتين الأخيرتين ولم يعد نجاحها بمستوى الأعمال الفنية سابقة الذكر ، فلم يحقق مسلسل نسل الأغراب الذي عرض رمضان الماضي نجاحا أو إقبالا من الجمهور بطولة أمير كرارة وأحمد السقا وإخراج محمد سامي، بل تعرض لهجوم وانتقادات شديدة ، كذلك مسلسل موسى الذي قدمه الفنان محمد رمضان الموسم الرمضاني الأخير لم يحظ بنجاح أو إقبال من المشاهدين ومسلسل بنت القبايل بطولة حنان مطاوع ومحمد رياض وإخراج حسني صالح لم يحقق أيضا العام الماضي نجاحا كبيرا.
نرصد في هذا التقرير ، الأسباب وراء عزوف الجمهور ونفوره من المسلسلات الصعيدية التي عرضت له خلال السنتين الماضيتين ، بعد أن كان المسلسل الصعيدي أحد أبرز التيمات الدرامية الناجحة في الدراما المصرية.
دعاء حلمي : يجب أن يحدث اهتمام بالكتابة للمسلسل الصعيدي ومعايشة حقيقية للصعيد
وأوضحت الناقدة دعاء حلمي فقالت : إن الأزمة تتمثل في فقر الكتابة للمسلسل الصعيدي منذ فترة لدرجة أننا في موسم رمضان القادم لن نتذكر مسلسلا اسمه نسل الأغراب.
ولفتت إلى أن المسلسلات الصعيدية التي عرضت خلال السنتين الأخيرتين ، لم تكن جيدة بسبب سوء الورق المكتوب وعدم وجود اهتمام بمعايشة الطابع الصعيدي من حيث عاداته وتقاليده وحياة الصعيد بشكل حقيقي ، لم يعد موجودا كاتبا مثل محمد صفاء عامر الذي كان يقدم المسلسل الصعيدي وكان الممثلون من الصعيد بالفعل وليسوا أغرابا عنه أبدا.
وأعربت عن كون الدراما يجب أن يكون فيها اهتمام بالكتابة الفترة المقبلة ، وحينما يحدث ذلك سيتطور المسلسل خاصة الصعيدي وسنشاهد مسلسلات صعيدية ناجحة مثل الضوء الشارد وحدائق الشيطان وغيرها التي تعلقنا بها سابقا ، بدلا من أن نشاهد مسلسلات مسخ تعرض الصعيد من “الوش” فقط دون الاهتمام بطابع وعاداتهم الحقيقية وطريقة وأسلوب حياتهم ، مما يشعر المشاهد بأنه في غربة حينما يشاهد مسلسل صعيدي مثل موسى يكون كل هدف صناعه تحقيق التريند بمشاهد تثير ضجة مثل إسماعيل ياسين رمضان الماضي فقط.
ماجدة موريس: المسلسل الصعيدي يتطلب وجود كاتب مثل محمد صفاء عامر
وأوضحت الناقدة ماجدة موريس، أن هذه المسلسلات الحديثة لم تحقق نجاحا كبيرا مثل الأعمال الدرامية الصعيدية التي تعلق الجمهور بها مثل ذئاب الجبل والضوء الشارد وغيرها ، لأنها افتقدت لمصداقية الطابع الصعيدي الذي كان يكتبه بحرفية محمد صفاء عامر حيث كان في الأساس قاضيا وركز في كتاباته على واقع أهل الصعيد وطبيعة الحياة به.
وقالت إنه للأسف آخر عمل فني عن الصعيد حقق نجاحا وإعجابا من الجمهور وكان مميزا ، مسلسل سلسال الدم بطولة عبلة كامل بأجزائه المتتالية ، لافتة إلى أن مسلسل نسل الأغراب لم يكن الورق جيدا وقدم الصعيد بشكل مغاير عما نعرفه عنه.
وأشارت ماجدة موريس، إلى أن المسلسل الصعيدي يحتاج لكاتب محترف حقيقة ، فليس كل مؤلف في الدراما يستطيع كتابة عمل عن الصعيد أبدا ، وذلك ما كان يميز أسامة أنور عكاشة ومحمد صفاء عامر وغيرهما.
أشرف صقر : الورق للأسف سيئ للغاية والمسلسل الصعيدي يحتاج لكاتب محترف في هذا العصر
ويرى المنتج أشرف صقر، أن سوء الورق المكتوب للمسلسلات الصعيدية خلال السنتين الأخيرتين لم يكن بنفس جودة ومستوى وقيمة المسلسلات التي قدمت سابقا للجمهور وحملت طابعا صعيديا.
ونوهت بأن مؤلفي الدراما الصعيدية التي ارتبط بها الجمهور منذ سنوات طويلة ، مثل مسلسلات الضوء الشارد وحدائق الشيطان وذئاب الجبل وغيرها.
وقال أشرف صقر أيضا، إن المسلسل الصعيدي لكي يعود بنفس الروح والمضمون الذي قدم به سابقا ، ويعلق في ذاكرة الجمهور المصري والعربي يجب أن يقدم بروح العصر الذي نعيشه مع الاحتفاظ بطعم ونكهة الدراما الصعيدية التي تحتاج لكاتب محترف بشكل كبير حتى يستطيع تحقيق هذه المعادلة الصعبة على الشاشة.