بدأ عدد من الكيانات المحلية تنتمى للقطاعين العام والخاص فى الفترة الحالية التجهيز لعمليات طرح جزء من أسهمها فى البورصة المصرية ببدايات العام المقبل، مما دفع لمحاولة معرفة مدى جاهزية سوق الأسهم المحلية لاستقبال طروحات جديدة.
حاورت «المال» عددًا من خبراء السوق المحلية، وعلى غير المتوقع قالوا إن البورصة المصرية تُعد جاهزة حاليًا لاستقبال أى من الطروحات الجديدة، وبرروا نظرتهم تلك، بالتوقعات بتوجه المستثمرين لإعادة ضخ أموالهم بالبورصة الفترات المقبلة، خاصة فى ظل انخفاض العائد من الأوعية الاستثمارية الأخرى مثل الودائع البنكية وركود العقارات أيضًا.
وكانت «إى فاينانس» صرحت لـ»المال» منذ أيام أنها تعتزم تنفيذ طرح حصة من أسهمها خلال الربع الأول من العام المقبل، وأيضًا كشفت مصادر شركة «تعليم» لخدمات الإدارة – إحدى استثمارات مجموعة «سى آى كابيتال القابضة» – مالكة جامعة النهضة ببنى سويف عن نيتها تنفيذ عملية طرح حصة من أسهمها فى البورصة خلال الربع الأول من عام 2021 أيضًا ، فيما تسعى شركة التشخيص المتكاملة لإجراء قيد مزدوج لأسهمها فى البورصة المصرية إلى جانب بورصة لندن خلال الشهور القليلة المقبلة.
وأشار الخبراء إلى أن السوق متعطش لاستقبال أى بضاعة جديدة، خاصة فى المجالات التى جذبت أنظار الفترة الماضية كقطاعات التكنولوجية المالية، والقطاعات الدفاعية.
يُذكر أن البورصة المصرية شهدت آخر طرح فى فبراير الماضى، عبر طرح %28 من أسهم شركة أميرالد للاستثمار العقارى، بمعدلات تغطية للطرح العام بلغت 17.7 مرة، بكمية أسهم مطلوب شرائها بلغت 61.972 مليون سهم، وبلغ معدل تغطية الطرح الخاص لأسهم الشركة 1.3 مرة، بكمية أسهم مطلوبة قدرها 89.116 مليون سهم.
عمرو هلال: السوق متعطشة لأى طروحات جديدة وبصفة خاصة الحكومية
وقال عمرو هلال الرئيس التنفيذى فى بنك الاستثمار «رينسانس كابيتال» لشمال أفريقيا، إن البورصة جاهزة لاستقبال طروحات جديدة وخاصة بالقطاعات التى لاقت اهتمام المستثمرين خلال الفترات الماضية كقطاع التكنولوجية المالية.
وأشار أن أوضاع البورصة المصرية بدأت بالتعافى خلال الفترات الحالية وظهر ذلك فى أحجام التداول المُحققة، خاصة عقب تعرضها للتراجع الواضح بشهر مارس وأبريل الماضيين.
وتوقع أن تواصل البورصة المصرية حركتها الإيجابية خلال الربع الأول من العام المقبل، خاصة فى ظل تحسن الأوضاع الاقتصادية وبدء تعافيها من أزمة الجائحة الحالية.
ولفت إلى أن البورصة المصرية ومستثمريها متعطشين لنزول كيانات جديدة ملبية لرغباتهم خاصة فى القطاعات سريعة النمو القادرة على التعافى بشكل سريع من الأزمات كقطاعات التكنولوجيا المالية ونظيرتها العلاجية وأيضًا قطاعات التعليم.
وأشار إلى أن عدد الكيانات المقيدة من تلك القطاعات محدود وبالتالى طرح أى شركات تعمل بها سيلاقى إقبالا كبيرا للغاية.
عمرو الألفى: الفرصة مهيئة لاستقبال بضاعة جديدة و بقطاعات التكنولوجيا المالية والصحة والتعليم
وقال عمرو الألفى رئيس قسم البحوث فى شركة «برايم القابضة للاستثمارات المالية»، إن نوع القطاعُ وطبيعتهُ له أولوية كبيرة فى تحديد وضع الطرح.
ولفت إلى أن فترات الأزمات السابقة الخاصة بالفيروس الجديد، صعدت بقطاعات دون غيرها، كان على رأسها قطاع التكنولوجية المالية، موضحًا أن الطرح بتلك القطاعات سيشهد إقبالا ملحوظا.
واتفق مع سابقه بجاهزية السوق لاستقبال طروحات جديدة خاصة فى القطاع الحكومى.
وأشار إلى أن أسهم الشركات المدرجة بمؤشر البورصة الرئيسى تحديدًا تمكنت من تخطى المرحلة الصعبة اتى شهدتها بالفترات الأولى لأزمة الفيروس الجديد، موضحًا أن تلك الأسهم شهدت تذبذبات واضحة حينها.
ولفت إلى أن الأوضاع الاقتصادية عمومًا بدأت فى التحسن والتعافى من أزمة الفيروس الجديد، متوقعًا أن تستمر فى تحسنها حتى فى ظل بدء موجة الفيروس الثانية.
وبرر ذلك بقدرة الاقتصاديات والشركات والأفراد عمومًا على التعامل مع أزمات الفيروس عقب الموجة الثانية، مستبعدًا أن يكون لموجة الفيروس الثانية تأثيرات سلبية كنظيرتها الأولى على أسواق المال.
وتوقع أن يكون لنجاح جو بايدن فى الانتخابات الأمريكية تأثيرات إيجابية على الأسواق الناشئة عمومًا وفقا لما ظهر من محاولات منه لتهدئة التوترات التجارية بين دولته والصين.
وفيما يتعلق بأداء السوق خلال الفترات المقبلة، رجح هدوء تحركات الأجانب خلال شهر ديسمبر المقبل بسبب أعياد الكريسماس، فيما توقع تحسن أدائهم وعودتهم لضخ سيولة خلال النصف الأول من العام.
إيهاب السعيد: الاستثمار فى الأسهم أصبح جاذبًا عقب انخفاض عائد الأوعية البنكية والعقارات
وقال إيهاب السعيد عضو مجلس إدارة البورصة المصرية ورئيس قسم التحليل الفنى بشركة «أصول لتداول الأوراق المالية»، إن البورصة المصرية مهيئة بالفترة الحالية أى خلال الشهر الأخير من العام الحالى وخلال العام المقبل لاستقبال أى طروحات جديدة سواء خاصة أو عامة.
وأوضح أن أوضاع البورصة المصرية كانت مستقرة بشكل عام خلال الفترات الماضية، حتى فى ظل أزمة الفيروس، وعلى الرغم من تعرضها لحالات هبوط عنيفة فى بعض الأوضاع.
وبرر توقعاته بنجاح الطروحات المنتظرة بشكل كبير، بالتوقعات لتوجه المستثمرين للاستثمار بسوق الأسهم خلال الفترة المقبلة، خاصة فى ظل قلة العائد من الودائع البنكية عقب تخفيض معدلات الفائدة والتوقعات بمزيد من الخفض فى ظل سياسة التيسير النقدى التى يتبعها البنك المركزي، هذا إلى جانب حالة الركود التى يشهدها القطاع العقارى.
يُذكر أن البنك المركزى قد قام بخفض الفائدة عدة مرات خلال العام الجاري، كان آخرها قرار شهر نوفمبر الماضى والذى تم خلالهُ تخفيض سعر عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة بنحو 50 نقطة أساس للمرة الثانية، لتصل عند مستوى %8.25 و %9.25 على التوالي، كما قررت تخفيض العائد على سعر الائتمان والخصم بواقع %0.5 ليصل إلى مستوى %8.75 كما قررت البنوك الحكومية متمثلة فى البنك الأهلى ومصر، بوقف شهادات الـ %15 مؤخرًا والتى جذبت الكثير من الأموال بالفترات السابقة.
وأشار إلى أنه على الرغم من تذبذب تحركات البورصة وخاصة فى فترات الذروة لموجة الفيروس الأولى، إلا أن بعض الأسهم تمكنت من تحقيق ارتفاعات مهولة خاصة بأسهم الأفراد على حد وصفهُ.
وبرر ذلك بحالات الإغلاق التى شهدتها البلاد وكان من بينها مصر، إلى جانب التوقف شبه الكامل للأنشطة الاقتصادية مما دفع بالمستثمرين لمحاولات استثمار أموالهم بأسواق الأسهم.
وبالعودة لوضع الطروحات قال إن البورصة بشكل عام، تُعد جاهزة لاستقبال أى طرح جديد حتى فى فترات تراجعها.
ولفت إلى أن السائد فى أمر الطروحات البعد عن البورصة فى فترات التراجع، موضحًا أن تلك النظرة قد تتلاشى حال وجود طرح جيد لشركة ذات ملاءة مالية قوية مدرجة بقطاع حيوى.
وفيما يتعلق بالطروحات الحكومية تحديدًا قال إن البورصة متعطشة لتلك الطروحات تحديدًا خاصة أنها لم تستقبل أى طرح حكومى جديد منذ 15 عاما أى بعد طرح المصرية للاتصالات بعام 2005 متوقعُا أن تشهد الطروحات الحكومية المُنتظرة إقبالا غير مسبوق.
يُشار إلى أن الحكومة أعلنت فى مارس 2018 للمرة الأولى عن برنامج طرح حصص من حزمة شركات حكومية، لكن جرى تأجيل البرنامج عدة مرات منذ ذلك الحين بسبب الظروف غير المواتية ومن بين 23 شركة مقرر طرح جزء من أسمهما سواء للمرة الأولى أو بحصص إضافية لم تشهد البورصة منها سوى طرح %4.5 من أسهم شركة «الشرقية للدخان» بشهر مارس 2019.
وتوقع أن تتحرك مؤشرات البورصة خلال الفترة المقبلة بشكل إيجابى نحو مستويات 11500 نقطة، وعند 2044 نقطة بالنسبة للمؤشر السبعيني، لافتًا إلى أنه حال حدوث أى عمليات جنى أرباح ستكون مؤقتة والسوق قادرة على استيعابها.
وأشارإلى أن أهم عوامل نجاح أى طرح تتمثل فى التسعير، وتقديمه بسعر عادل دون أى مغالاة .
عادل عبدالفتاح: نُرجح تحركات إيجابية للمؤشر عند 11500 نقطة
وقال عادل عبد الفتاح رئيس مجلس الإدارة بشركة «ثمار لتداول الأوراق المالية»، إن نجاح أى طرح بشكل عام مُعتمد على وضع الشركة محل الطرح من حيث طبيعة عملها، وأرباحها، وفى أى قطاع تُدرج، وما هى خططها المستقبلية، إلى جانب العامل الأهم والخاص بالتسعير.
ولفت إلى أن استقبال أى طرح جديدة مرتبط بتوافر سيولة فى السوق، موضحًا أن أحجام السيولة وتحديدًا الخاصة بالأفراد تُعد جيدة بالفترة الحالية.
واقترح أن تبدأ الطروحات بطرح حكومى لأحد الكيانات القومية كبنك القاهرة أو طرح أنبى للبترول، أو أحد شركات التكنولوجيا المالية كشركة «إى فاينانس» وأن يكون بسعر مغرى من خلال خصم يُقدم للمستثمرين على السعر العادل للسهم كمحاولة لزيادة ثقتهم فى السوق.
وتوقع أن تتعافى تحركات الأسهم القيادية خلال الفترة المقبلة، بدعم من توجه المؤسسات لضخ سيولة بها، خاصة عقب تحسن نتائج أعمال الربع الرابع، لافتًا إلى أن تلك الأسهم تحديدًا كانت قد تعرضت للهدوء خلال الفترات الماضية إلى جانب ضعف محاولات المؤسسات لضخ أموال جديدة بها.
وأشار إلى أن الغلبة خلال الفترات الماضية من العام الجارى كانت لصالح أسهم الأفراد، ووفقًا لبيانات البورصة المصرية فقد صعد المؤشر السبعينى بنحو %61 من بداية العام وحتى الوقت الحالى.
وبناء عليه توقع تحرك البورصة نحو مستوى 11500 نقطة والتى اعتبرها نقطة مهمة فى حركة السوق.