هل تشعل أمازون المنافسة فى سوق التجارة الإلكترونية بمصر؟

وسط توقعات بإطلاق خدمات قيمة مضافة جديدة

هل تشعل أمازون المنافسة فى سوق التجارة الإلكترونية بمصر؟
محمود جمال

محمود جمال

6:01 ص, الأثنين, 13 سبتمبر 21

توقع عدد من خبراء تكنولوجيا المعلومات حدوث تغييرات كبيرة فى سوق خدمات التجارة الإلكترونية بعد دخول أمازون العالمية كلاعب جديد بديلا عن شركة سوق دوت كوم، موضحين أن الفترة المقبلة ستشهد تطورا ملحوظا فى نوعية الخدمات المقدمة للعملاء فى ظل الجهود التى تتبناها الحكومة نحو تعزيز الشمول المالى والتحول الرقمى.

كانت شركة أمازون أعلنت بداية سبتمبر الماضى عن تغيير العلامة التجارية لسوق دوت كوم لخدمات التجارة الإلكترونية لأمازون مصر ،وعزمها استثمار نحو مليار جنيه وإتاحة أكثر من 3 آلاف فرصة عمل جديدة خلال المرحلة المقبلة، كما افتتحت مستودعا لها فى مدينة العاشر من رمضان.

فى الوقت ذاته، سارعت شركتا «جوميا» و«نون» المنافسان الأقوى لأمازون إلى طرح عروض وكوبونات تخفيضات تصل إلى %50 على المنتجات المعروضة عبر منصتيهما وتفعيل نظام الكاش باك، علاوة على خصومات على الدفع باستخدام البطاقات الائتمانية.

الصاحى: الشركة تخطط لجلب أفضل التقنيات والابتكارات اللوجستية للمنطقة

وأكد عمر الصاحى مدير شركة أمازون مصر أن شركته تمتلك خبرة أكثر من 20 عاما فى مجالات الابتكار التكنولوجى واللوجستيى لدعم العملاء داخل مصر، مشيرا إلى أن أمازون تعمل باستمرار على تحسين العمليات وإطلاق التقنيات العالمية لضمان توصيل آمن وسريع وموثوق.

وتابع الصاحى أن الشركة ستحظر بيع أى منتجات مقلدة على متاجرها، كما تعتمد على مزيج من التعلم الآلى المتطور والمحققين البشريين الخبراء ممن يقومون بإجراء فحص استباقى للبائعين والمنتجات، ليتسوق العملاء بثقة فى متجرنا.

وعلق قائلا : يتواجد فريقنا العالمى على مدار الساعة أسبوعيا للرد على جميع الشكاوى واتخاذ ما يلزم من إجراءات حيالها والإفادة عن أى انتهاكات أو خروقات محتملة.

فى سياق متصل، لفت إلى أن الشركة تسهم فى دعم وتمكين رواد الأعمال وأصحاب الشركات والبائعين المحليين خاصة وأن أكثر من %50من المنتجات المباعة على متاجر أمازون عالمياً تأتى اليوم من الشركات الصغيرة والمتوسطة، مبينا أن أمازون تقدم مجموعة من الأدوات والبرامج لتعزيز نجاح شركاء البيع منها إطلاق حملات تسويقية لزيادة فرصة اكتشاف منتجاتهم من العملاء، اضافة الى تقديم عروض ترويجية للعملاء من خلال قسائم خصم (الكوبونات).

كما يمكن للبائعين الاختيار من بين عدة بدائل عند شحن الطلبات إلى العملاء، منها خدمة «الشحن من قبل أمازون» (Fulfillment by Amazon) التى يتم من خلالها إرسال منتجاتهم إلى مستودعات أمازون على أن تتولى بدورها إدارة جميع المعاملات اللوجستية المتعلقة بالطلب بما فى ذلك التنفيذ الكامل.

ورأى أن استثمارات أمازون الجديدة فى مصر تؤكد التزام الشركة الراسخ والمتواصل تجاه دعم وتعزيز القطاع الاقتصادى؛ إذ تحرص الشركة على جلب أفضل التقنيات والابتكارات اللوجستية للمنطقة، والتى من شأنها النهوض بمستوى قطاع التجارة الإلكترونية وازدهاره.

الحارثى: تغييرات مرتقبة مع تحول أنماط الشراء أونلاين وانتشار «المتاجر الافتراضية»

وقال محمد الحارثي، استشارى تطوير الأعمال والأعلام الرقمي، إن قرار أمازون اختيار مصر كمركز لوجيستيات لها فى أفريقيا يأتى نتيجة توافر مجموعة عوامل منها تحسن البيئة الاقتصادية وتطور البنية التحتية المعلوماتية وتغير الخريطة الاستثمارية والسياسات على مستوى التشريعات وأدوات التنفيذ، لافتا إلى أن مصر شهدت نموا كبيرا فى قطاع التجارة الالكترونية والمعاملات أونلاين خلال السنوات الثلاث الماضية مما جعلها جاذبة لاستثمارات الكيانات العالمية.

أكد الحارثى أن سياسات الشمول المالى التى اتخذتها الحكومة خلال الفترة الماضية ساهمت فى تغير سلوك المستخدمين نحو منصات التجارة الإلكترونية، لافتا إلى أن مصر تعتبر بوابة الوصول لأسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بدعم من موقعها الجغرافى المتميز.

وألمح إلى أن أمازون لديها باع طويل فى مجال اللوجيستيات وتكنولوجيا المعلومات ولم يعد عملها يقتصر على تقديم خدمات التجارة الإلكترونية فقط، موضحا أن الشركة العالمية لديها ذراع استثمارية متخصصة فى إتاحة الخدمات السحابية للمؤسسات والشركات تحت اسم AWS مما أسهم فى تمكينها من بناء أنظمة دون تحمل تكلفة شرائها.

وتوقع أن تشهد خدمات سوق التجارة الإلكترونية تغييرات جذرية محليا وعالميا خلال السنوات المقبلة مع تحول أنماط وأشكال عمليات الشراء أونلاين فى ظل وجود حراك كبير على صعيد حلول التكنولوجيا المالية وآليات الدفع الإلكترونى وخدمات القيمة المضافة المرتبطة بالتسوق عبر شبكة الإنترنت ومنها التقسيط والمحافظ المالية، علاوة على انتشار تكنولوجيا المتاجر الافتراضية والتى تتيح للعميل التسوق دون الحاجة لدخول المتجر نفسه.

وبحسب شركة سايتكور العالمية المتخصصة فى مجال برمجيات إدارة التجربة الرقمية، فإن %82 من المستهلكين فى مصر تحولوا إلى عالم التجارة الإلكترونية منذ بدء الجائحة، وأنهم يرغبون بالاستمرار فى شراء كل شيء عبر الإنترنت.

ولفت عبد الرحمن جلال رئيس شركة أوفر دوت كوم لحلول التجارة الإلكترونية والتحول الرقمى لشركات التجزئة، إلى أن كافة المؤشرات تؤكد تحقيق السوق المصرية قفزات كبيرة ونموا مضاعفا فى قطاع التجارة الألكترونية وحلول الدفع خلال السنوات المقبلة خاصة وأن قطاع التجارة الإلكترونية مجال حيوى تعتمد عليه قطاعات متعددة منها الاستيراد والتصدير والصناعة والشحن والتوصيل والتغليف والتوصيل وغيرها، كما أنه يوفر الآلاف من فرص العمل.

ورأى جلال أن الفترة المقبلة ستشهد منافسة قوية فى سوق خدمات التجارة الإلكترونية بعد دخول أمازون لمصر مما ينعكس بالإيجاب على مصلحة العميل، مشددا على أهمية تحقيق توازن بين منصات التجارة الإلكترونية الكبرى والشركات المصرية الناشئة العاملة فى نفس القطاع والتى تقدر بالمئات من خلال توفير الدعم اللازم لها من أجل ضمان استمراريتها وتعزيز قدراتها التنافسية.

وتابع قائلا: يعد وجود أمازون بالسوق المحلية دليلا قويا على التطور السريع الذى تشهده البلاد نحو الاستثمار فى مجال التحول الرقمى وتغيير ثقافة الشراء عبر الإنترنت والتحول إلى أدوات الدفع الإلكترونى بين المصريين، معتبرا أن مصر أصبحت محط أنظار العديد من الشركات الكبرى مثل أوبر وكريم وجوميا ومرسول، بالإضافة إلى طلبات المملوكة لشركة ديلفرى هيرو الألمانية.

وألمح مهدى العلبى رئيس شركة R2S للخدمات اللوجيستية، إلى أن تغيير العلامة التجارية من سوق دوت كوم لأمازون يتضمن أيضا استبدال البرامج المتعلقة بعمليات الشراء والحسابات وتنظيم المخازن واللوجيستيات والتى تعتمد على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى وتسهم فى تحقيق كفاءة إنتاجية على مستوى كافة الإدارات، متوقعا أن تشهد الشهور المقبلة تطورا ملحوظا فى خدمات موقع أمازون مصر.

واعتبر العلبى أن دخول أمازون لمصر يعد خطوة محفزة للعملاء أو الشركات على زيادة حجم استثماراتها فى نشاط خدمات التجارة الإلكترونية ورفع كفاءة الكوادر البشرية العاملة بالقطاع، لافتا إلى أن الشركة الأمريكية اتخذت من السوق المحلية نقطة انطلاق للتوسع فى باقى الدول الأفريقية مما يجذب منصات عالمية إليها.

وتابع أن جائحة كورونا ساهمت فى نمو سوق التجارة الإلكترونية بنسبة تراوحت بين 45 إلى %50 مقارنة بـ %30 فى مرحلة ما قبل الوباء وذلك مع زيادة توجه المستخدمين نحو الشراء أونلاين فى ضوء الالتزام بالتدابير الاحترازية وإجراءات التباعد الاجتماعى.

◗❙ العلبى: %50 نموا بالقطاع بعد جائحة كورونا