صرّح الملياردير وارن بافيت بأنه سيطلب قريبًا من مجلس إدارة بيركشاير هاثاواي استبداله بجريج أبيل كرئيس تنفيذي بنهاية العام، معلنا بدء مرحلة جديدة في تاريخ الشركة، بحسب شبكة “سي إن بي سي”.
وعلى الرغم من أن بافيت يبلغ من العمر 94 عامًا، وقام بتعيين أبيل خلفًا له في منصب الرئيس التنفيذي عام 2021، إلا أن ذلك كان بمثابة مفاجأة لآلاف المساهمين المعجبين الذين اجتمعوا في الاجتماع السنوي لهذا العام للاستماع مجددًا إلى رأي أسطورة الاستثمار حول مستقبل الشركة.
وقال بافيت في الدقائق الأخيرة من الاجتماع: “غدًا، نعقد اجتماعًا لمجلس إدارة بيركشاير، ولدينا 11 مديرًا. اثنان من المديرين، وهما ابناي، هاوي وسوزي، على دراية بما سأتحدث عنه هناك. أما البقية، فسيكون هذا خبرًا جديدًا لهم، لكنني أعتقد أن الوقت قد حان ليصبح جريج الرئيس التنفيذي للشركة بنهاية العام”.
وفي عام 1965، اشترى بافيت ما كان آنذاك مصنعًا متعثرا للنسيج في نيو إنجلاند، وعلى مدى ستة عقود حوّل الشركة إلى تكتل فريد من نوعه، يضم شركات متنوعة، من شركة جيكو للتأمين إلى شركة “بي إن إس إف” للسكك الحديدية. يسلم بافيت زمام الأمور في وقتٍ مُبكر، حيث وصلت أسهم بيركشاير إلى ذروة جديدة، مما رفع قيمة التكتل السوقية إلى ما يقرب من 1.2 تريليون دولار.
وقال “بافيت” إنه سيظل “متواجدًا” للمساعدة، لكن الكلمة الفصل في عمليات الشركة وتوزيع رأس المال ستكون لأبيل، البالغ من العمر 62 عامًا، والذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس العمليات غير التأمينية في بيركشاير.
وأضاف: “أعتقد أنني سأكون مفيدًا في بعض النواحي، إذا صادفنا فترات من الفرص الواعدة أو أي شيء من هذا القبيل”.
وقال بافيت، الذي يمتلك أكثر من 160 مليار دولار في بيركشاير كأكبر مساهم فيها، إنه لن يبيع سهمًا واحدًا من الأسهم بعد انتقاله إلى هذه المرحلة الجديدة.
وأضاف بافيت، الذي استخدم عصا للتجول في الاجتماع، لكنه أجاب على الأسئلة لمدة أربع ساعات بطلاقة ووضوح مدهشين بالنسبة لعمره: “أود أن أضيف أن قرار الاحتفاظ بكل سهم هو قرار اقتصادي لأنني أعتقد أن آفاق بيركشاير ستكون أفضل تحت إدارة جريج من إدارتي”.
أشاد بافيت بأبيل أمام حوالي 40 ألف مساهم يوم السبت، قائلاً إن أسلوبه الإداري الأكثر عملية يُجدي نفعًا مع أكثر من 60 شركة تابعة لبيركشاير.
وقال بافيت: “الأمر يُجدي نفعًا مع جريج أكثر بكثير مني، لأنني، كما تعلمون، لم أرغب في العمل بجد كما يعمل هو”. “يمكنني الإفلات من العقاب لأن لدينا عملًا جيدًا في الأساس، عملًا جيدًا جدًا”.
يتمتع المدير التنفيذي الكندي، المولود في إدمونتون، ألبرتا، بخبرة 25 عامًا في بيركشاير.
انضم أبيل إلى بيركشاير عام 2000 عندما استحوذت الشركة على شركة ميدأمريكان إنرجي، حيث أصبح في النهاية الرئيس التنفيذي عام 2008.
قبل ذلك، عمل أبيل في شركة كال إنرجي حيث حوّل شركة الطاقة الحرارية الأرضية الصغيرة إلى شركة طاقة متنوعة.
فيما يتعلق بتخصيص رأس المال، صرّح آبل بأنه سيواصل نهج بافيت الصبور في استثمار القيمة، وأنه على أهبة الاستعداد لاستخدام احتياطي بيركشاير الضخم من النقد، البالغ 347 مليار دولار، كلما سنحت له فرصة سانحة.
وقال آبل: “إنها في الواقع فلسفة الاستثمار، وكيفية تخصيص وارن وفريقه لرأس المال على مدار الستين عامًا الماضية. في الواقع، لن يتغير هذا النهج. وهو النهج الذي سنتبعه في المستقبل”.