في المهرجان المصري الدائم لــ»اللغوصة« في شئون المواطنين، يحصل قطاع التعليم – الواطي منه والعالي- علي نصيب الأسد إدراكا لخطورة الدور الذي يلعبه العلم في حياة الأمم، وهو الدور الذي تناصبه الحكومة الالكيرونية العداء، دون سبب واضح، مع أننا اعتبرنا قدومها الي »عرش الحكم« في مصر بشرة خير باعتبارها – كما قالوا لنا – انها »حكومة ذكية« لتثبت لنا ممارساتها الطويلة معنا انها غير ذلك تماما بأمارة توالي الازمات علي »نافوخنا«، كما تثبت »اللغوصة« في شئون التعليم اننا نتجه بخطي ثابتة وواثقة الي عصر »نحو الامية« خروجاً من أزهي العصور الذي لا نستحقه، ذلك اننا شعب »مش وش نعمة« منذ ان تعاملنا مع شعار »أزهي العصور« علي انه نكته، بل اعتبرناه »نكتة بايخة كمان« يبقي بذمتك ده شعب يستاهل !!!
ولعل أبدع »اللغوصات« التي نشهدها اليومين دول، والتي جاء بها الوزير الجديد القادم من حي »عين شمس« العشوائي الذي حظي في عهده باكبر عدد من »لواري الأمن المركزي« التي علمت تلامذة الحي أن »الأدب فضلوه علي العلم« هو مسرحية »امتحانات الثانوية العامة التجريبية« كبروفة جنرال للامتحان الحقيقي الذي تقترب أيامه الكارثية من كل بيت فيه تلميذ ثانوية عامة أو تلميذة لتنشغيل البيوت المصرية بأمر العيال بعد ان انتهي »الموسم الكروي« أو كاد والذي كان يلهي المصريين عن البلاوي التي يتعرضون لها من الحكومة الذكية والحكومات »غير الذكية« التي ابتلوا بها طوال عقود وهو الابتلاء الذي »فقع مرارة« الشعب المصري الشقيق!
ولو عينت – ولا مؤاخذه – وزيراً للتعليم لأمرت بنقل جميع المدارس – من الحضانة الي الثانوي الي »استاد القاهرة« ليكون »العلم بجوار التسالي« بدلا من وجع القلب في انتقال التلامذة بالاتوبيسات من بيوتهم الي »الماتشات« وهو ما يستحيل اليومين دول بسبب »أزمة السولار« التي تحدث في ظل وزارة للبترول يوقع وزيرها – كل صباح – عشرات عقود التنقيب عن البترول والغاز و»الطحينة« التي تمتلئ بها أعماق الاراضي المصرية، مع تلقي »منح التوقيع« بملايين الدولارات، وهي المنح التي لا يصلنا منها – ولا مؤاخذه برضه دولار واحد، ويضاف الي ذلك كله ان شركات تلك الوزارة الثرية مدينة بمليارات الجنيهات قروضا من اغلب البنوك المصرية التي تشتكي لطوب الارض من عدم تلقي اقساط تلك القروض وهو ما يؤكد نية وزارة البترول في البحث عن البترول تحت اراضي فروع تلك البنوك، استخراجاً للاقساط التي لا تسدد!
نرجع تاني لموضوع الامتحانات التجريبية للثانوية العامة واكتشاف ان اسئلة تلك الامتحانات قد تم بيعها في المكتبات وعلي الارصفة والقهاوي وهو ما أثار الكثير من الانزعاج لدي السلطات التعليمية – في الفيوم خصوصاً – التي طلبت من الاجهزة الامنية البحث عن الفاعل مع تبادل الاتهامات بين تلك السلطات حول المسئول عن هذا التسرب!
والغريب في الامر هو ذلك الانزعاج التعليمي غير المبرر بسبب ان الامتحان التجريبي كان – كما قلت – »بروفة جنرال« للامتحان الحقيقي الذي كان يحدث به – علي مدي سنين طويلة – نفس التسرب، بل نفس اماكن بيع الاسئلة الحقيقية، والذي كنت أفهمه ان يأتي الانزعاج من مرور الامتحانات التجريبية بسلام ودون تسرب للاسئلة لأن ذلك – لو حدث – كان يعني ان بروفة الامتحانات لم تكن »جنرال« ذلك ان البروفات الجنرال – علي حد علمي المتواضع في شئون المرسح – اقصد المسرح – هي البروفة التي تتماثل تماما مع العرض الذي يقدم الي الجمهور طوال أيام العرض – دون حذف أو إضافة الا اذا كانت نية الوزارة في البروفة الجنرال ان تكون البروفة »جنرال اليكتريك« وهي اجهزة – علي حد علمي – لا علاقة لها بمديريات التعليم، كما ان التلامذة الغلابة ليسوا من بين المشترين، اكتفاء بالقلل القناوي!!
احمد سمير
12:01 ص, الأربعاء, 31 مارس 10
محمود كامل
احمد سمير
12:01 ص, الأربعاء, 31 مارس 10
End of current post