استعرضت قيادات شركة «CHUBB» لتأمينات الحياة التخطيط الإستراتيجى لإدارتها على كل الأصعدة، سواء من الناحية الإدارية أو المالية أو الرقمية بهدف تعزيز قدراتها التنافسية وبالتبعية نموها خلال العامين المقبلين، وذلك بحضور أنجلوس كاراسونيس عضو مجلس الإدارة وإسلام نجاح مدير عام الإدارة المالية والاستثمارات.
وأكدت قيادات الشركة – فى أول حوار اختصت به جريدة «المال» – أن التحول الرقمى على رأس الأولويات وأن الإصدار «أونلاين» سيرى النور العام الجارى، مشيرة إلى تخصيص مليار جنيه من الكيان العالمى للاستثمار فى التكنولوجيا.
وأضافت أننا نسعى إلى الوصول إلى 5 أضعاف المنتجين الحاليين خلال خمس سنوات، ونتعاون مع 20 شركة وساطة تأمينية و%80 من الأعمال عبر وكلائنا.. وإلى نص الحوار.
المــال: بداية ماهى الخطة التى تعتزمون تنفيذها لإحراز نمو ملحوظ بشركتكم؟
كاراسونيس: لقد ساهم وباء كورونا المستجد( كوفيد -19) على الإسراع نحو التحول الرقمى لدى شركة «تشب» لتأمينات الحياة – مصر حيث تمكنا من مواكبة ظروف الوباء القاسية والمفاجئة بسلاسة من خلال العمل بأقصى طاقة لخدمة العملاء عن بعد بغض النظر عن عدم تواجدنا بشكل دورى أو بعمالة كاملة بمقر الشركة مع الأخذ فى الاعتبار حاجة عملائنا إلينا فى مواجهة تلك الظروف الصعبة وحاجتهم إلى نصيحتنا عن كيفية حمايتهم هم وأسرهم وإمكانية تقديم المطالبات الخاصة بهم.
المال: هل تم تقديم دعم مباشر من خلال مؤسستكم لمواجهة فيروس كورونا؟
كاراسونيس: نعم شركتنا الأم تبرعت بـ10 ملايين دولار للمؤسسات الشقيقة حول العالم ومنها مصر لدعم مواردها الأساسية على الفور للمناطق الأكثر احتياجا.
المال: ماهى الخطوات التى ستبدأ بها فى خارطة الطريق للتحول الرقمى؟
كاراسونيس: أغلب عملائنا من جيل الألفية ولديهم خبرة فى التعامل مع أدوات التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا بشكل متطور على مستوى كافة فروع «تشب» فى مختلف دول العالم مما دفع الشركة العالمية – الأم – للاتجاه إلى ضخ مليار دولار سنوياً، وبالتبعية فنحن فى مصر نركز على التحول الرقمى لتقديم خدمة أفضل وأسرع للعملاء وللاستفادة من التطور التقنى الحاصل فى كل مايدور حولنا.
المال: هل هناك خطوات أخرى نحو الديجيتال «Digital Labor» وحتى وإن لم تتجه له بشكل مباشر؟
كاراسونيس: بالتأكيد نقوم بتحليل البيانات لمساعدة شركة تشب لتأمينات الحياة – مصر لتحديد الفرص ومجالات التطور لكى نتمكن من الحصول على فرص مستقبلية لتحسين الأعمال ورؤيتنا هى تصميم منتجات تأمينية للحماية والادخار تلبى احتياجات المجتمع المصري، علاوة على أن إحدى أولويتنا أن نبنى اسما من خلال التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.
المال: وكيف ستصب هذه الإجراءات فى رسم خريطة «تشب» مستقبلا؟
كاراسونيس: عندما بدأنا وضع إستراتيجية تطوير الشركة كان لابد أن نراعى فى توسعاتنا أفقيا ورأسيا عناصر مهمة لايمكن تغافلها أهمها تحديث أنظمة المعالجة التكنولوجية للتوسع فى نظم ميكنة العمل أولا ثم وضع قواعد لاتخاذ بعض القرارات المهمة ومنها تحليل كافة البيانات التى تمتلكها الشركة لتبنى رؤية فعالة من خلال تجاربنا وخبراتنا السابقة مضافا إليها التحول الرقمى الذى فرض نفسه على كافة المجالات وخاصة نشاط التأمين.
المال: هل يعنى ذلك تقليص الاعتماد على القوة البشرية؟
كاراسونيس: لا..التأمين على الحياة قائم على الأشخاص ووسطاء التأمين – منتجو الشركة- يلعبون دورا مهماً لمساندة العملاء لاتخاذ قرارات صحيحة من جانبهم والتى تخص حاجتهم للحماية والادخار وبنهاية عام 2020 نتوقع مضاعفة أعداد وكلائنا ونطمح للوصول إلى خمسة أضعاف هذا العدد على مدار السنوات الخمس القادمة.
المال: ولماذا الدخول بقوة فى كلا الاتجاهين التكنولوجيا والبشر- دون الاكتفاء بأحدهما؟
كاراسونيس: لا يتعلق الأمر باختيار أحدهما، إنما التحول الرقمى يتيح لنا اتخاذ قرارات بطريقة أسرع وأكثر فعالية، تحسن من تجربة العملاء التأمينية، تسرع وتيره الأعمال الروتينية. فى المقابل التحول الرقمى يتيح الوقت لموظفينا التركيز على مناطق أكثر قيمة مثل بناء علاقات عمل وخدمة العملاء.
المال: هل قررتم الانغلاق بالاعتماد على المنتجين والتكنولوجيا والحلول التأمينية فقط؟
كاراسونيس: لا.. بل نحن مصرون على إيجاد الطرق التى تؤدى إلى النمو بشكل فنى من خلال تعاقدنا مع أكثر من 20 شركة وساطة فى السوق المصرية ونسعى للمزيد من التعاقدات والتوجه نحو التأمين من خلال البنوك حيث تعمل «تشب» فى مصر منذ أكثر من 14 عاما ونسعى إلى زيادة عدد وكلائنا، فى القاهرة والصعيد والدلتا، فضلا عن مساندة وكلائنا بتقديم لهم أفضل الدورات التدريبية فى صناعة التأمين، وتوفيرها لضم خريجين جدد لنا.
المال: ماهى نسبة اعتمادكم على المنتجين التابعين لكم دون غيرهم؟
كاراسونيس: %80 من حجم أعمالنا عبر منتجينا الذى تم تدريبهم على أعلى مستوى حتى فى فترة الإغلاق لانحسار وباء «كورونا» باستخدام عدة برامج تكنولوجية تم من خلالها استمرار التدريبات والتى لم تنقطع مع كل فروعنا فى كل أنحاء الجمهورية من خلال الندوات التكنولوجية وهذا يعنى أننا استطعنا زيادة سعتنا التدريبية.
المال: هل وردت لك شكاوى من عزوف البعض عن التأمين فى ذلك الوقت؟
كاراسونيس: لا.. على العكس لقد أدت جائحة «كورونا» إلى سعى المصريين إلى حلول تأمينية لحماية أنفسهم وعائلاتهم من هذا الوباء عن طريق شراء وثائق تأمين على الحياة والحوادث الشخصية، وكذا برامج كخطط استثمارية، وقد شاهدنا إقبالاً على وثائق التأمين على الحياة والحوادث الشخصية ووثائق الاستثمار طوال الفترة الماضية.
المال: وماهى خطتكم بالنسبة للتوسع جغرافيا؟
كاراسونيس: لدينا 17فرعا منهم 10 فروع رئيسية يندرج تحتها 7 آخرين والأساسية موزعة بواقع فرعين بمحافظة القاهرة وفرع فى طنطا وآخر فى المنصورة وفرع بكل من الإسكندرية وأسيوط وسوهاج والمنيا والإسماعيلية والشرقية، وتم افتتاح فرع مدينة نصر قبل أيام وسوف نقوم باختراق الدلتا والصعيد بفرعين جديدين خلال العام المقبل.
المال: ماهى نتائج الشركة المحققة العام المالى الماضي؟
نجاح: حققت «تشب» لتأمينات الحياة أقساطا تأمينية بقيمة 242 مليون جنيه نهاية العام المالى الماضى مقابل 252 مليونا للعام المالى السابق عليه بتراجع قدره 10 ملايين بسبب الإغلاق الذى قررته الحكومة من منتصف مارس وحتى نهاية مايو مما أثر سلبا على النتائج بشكل طفيف بينما زادت المطالبات المسددة لعملائنا إلى 71 مليون جنيه مقابل 63 مليونا بزيادة %13.
المال: ماذا عن استثمارات «تشب» خلال العام الماضي؟
نجاح: قفزت الاستثمارات المحققة إلى 115 مليون جنيه مقابل 78 مليونا وحققنا زيادة فى عائد الدخل على الاستثمارات %46 وسجلت الأصول ارتفاعا حيث بلغت 748 مليون جنيه مقابل 622 مليونا بنسبة زيادة %20
المال: وكيف تتبعتم هذه الآليات بالنسبة للاستثمار؟
نجاح: لدينا لجنة استثمارات متخصصة داخل «تشب» لتأمينات الحياة -مصر تعلم تماما إستراتيجيات الشركة وسياساتها الاستثمارية المحددة والمبنية على رؤية الشركة وأهدافها وخططها المستقبلية وما تتطلع لتحقيقه على المدى المنظور وهى تشرف على كل الأنشطة الاستثمارية التى تقوم بها الشركة وتصدر قراراتها بناء على التقارير الربع سنوية وإرشادات الهيئة العامة للرقابة المالية عند اللزوم.
المال: وما هو رأسمال شركة «تشب» حاليا؟ وهل هناك نية لزيادته؟
نجاح: رأسمال تشب المدفوع حاليا هو 204 ملايين جنيه ويوجد مايقرب من 12 مليونا تم اعتمادهم ويتم تسجيلهم فى الهيئة العامة للرقابة المالية.
المال: وماذا عن منتجات الشركة؟ وما الجديد فيها؟
كاراسونيس: يوجد لدينا 5 برامج فردى وأكثر من منتجين جماعيين يقومون بتلبية احتياجات كافة عملائنا وعلى سبيل المثال منتجاتنا الجماعية التى تم بيعها خلال السنوات الأربع السابقة تغطى تأمينات الحياة المتوسطة والصغيرة والتى يبدأ من تغطية 10 أشخاص ويلاقى إقبالا كبيرا من قبل عملاء المنتجات التأمينية الجماعية وسوف نصدر بعض المنتجات الجديدة فور اعتمادها من قبل «الرقابة المالية» والإعلان عنها لاحقاً.
المال: هل هناك نية لإبرام اتفاق تأمين مع أحد البنوك لترويج منتجاتكم من خلاله؟
كاراسونيس: نعم التأمين البنكى فى خطتنا وسوف نقوم بإبرام اتفاقيات مشاركة مع تلك البنوك الذين يشاركون بالتزاماتنا نحو علاقات عمل مستقرة ومستمرة وطبقا لأعلى للمعايير الدولية المتعارف عليها.
المال: هل أثرت كورونا بالسلب على قطاع التأمين؟
كاراسونيس: أنا لا أعتقد هذا نحن فى الواقع رأينا حدوث زيادة فى معدلات الطلب على التأمين بفرعى الحياة والطبى على وجه الخصوص طلبا للحماية من الأمراض والحفاظ على الدخول المستقبلية التى تتأثر بالضربات المالية والصحية للعميل أو ذويه.
المال: من هم معيدى التأمين الذين تتعاملون معهم؟ وهل واجهتم تشددا فى اتفاقيتكم؟
كاراسونيس» تقود شركة «Gen Re» اتفاقيات إعادة التأمين لدينا ونحن متعاقدون مع «ميونخ رى الألمانية و«RGA» الأمريكية وهما أولى الشركات التى أرسلت لنا موافقتها على صرف مطالبات الوفيات بفيروس كورونا لعملائنا والتى قدرت بـ1.8 مليون جنيه حتى الآن ولم نواجه تشددا لأننا أبرمنا اتفاقاتنا قبل استفحال الجائحة.
المال: هل توجد لديكم مخاوف من ممارسات النصب والاحتيال خاصة مع تزايد التطور التكنولوجي؟
كاراسونيس: عمليات غسل الأموال والنصب والاحتيال زادت ومنتشرة فى قطاعات مختلفة المهم هو التأكد أن سياسة الشركة الداخلية تساعدنا على منع مثل هذه العمليات وتأخذ الشركة عمليات النصب والاحتيال على محمل الجد ونعمل بأعلى المعايير الدولية طبقاً لتعليمات الشركة الأم من خلال استخدام نموذج «إعرف عميلك» لمعرفة هوية العميل، كما لدينا مسئول مكافحة غسل الأموال لتطبيق الإجراءات الوقائية طيقاً للقوانين واللوائح.
المال: هل تعتقد وجود نمو حقيقى للقطاع مع تزايد عدد الشركات التى تم ترخيصها مؤخرا؟
كراسونيس: من المعروف أن اختراق التأمين على الحياة للسوق المصرية ليس فى أعلى مستوياته وهو أقل من 1.9 مليون شخص لديهم تأمين على الحياة وبناء عليه فإن فرص النمو موجودة وتزيد من المنافسة مما يساهم فى التركيز على إيجاد وإضافة قيمة للعملاء لكن التجارب السابقة لغالبية الشركات هو المنافسة على نفس الحصة الموجودة ومحاولة اقتناص جزء منها فقط.
المال: ماهى نسبة اختراق التأمين فى بلدك اليونان؟
كاراسونيس : يغطى التأمين الحكومى فى اليونان حوالى %87 بشكل شامل أما شركات التأمين الخاصة فتستقطب %4 فقط من المواطنين لتلبى لهم التأمينات غير الموجودة فى الحكومة لأن هناك شراكة بين الطرفين –القطاعين العام والخاص- من خلالها تحقق الشركات أقساطا ضخمة وأبرز أنواع التأمينات الموجودة هناك التأمين على العقارات والحوادث الشخصية والمسئوليات ونسبة الاختراق عامة لاتقل عن %25.
المال: كيف يقاس رضا العملاء من وجه نظرك؟
كراسونيس : العوامل التى يقاس بها رضا العميل عن أداء الشركة متعددة وأهمها سرعة الاستجابة لطلبه وسرعة الرد عليه ومتابعته من وقت لآخر، علاوة على ضرورة إتاحة طرق مختلفة يمكن بها تلبية حاجته وتوجد لدينا فى الشركة إدراة خدمة العملاء وإدارة الكول سنتر التى تتم متابعتهم من خلال إدارة الجودة التى تسمى لدينا إدارة الالتزام من خلال التقارير التى تصر عنها وتوضح ما إذا كان هناك سلبيات أم لا لعلاجها على الفور وفى المطلق رضا العميل هو أن يقوم بشراء منتجات أكثر من شركة ويرشحون شركتنا لعملاء آخرين.
المال: ماذا عن التأمين على الحياة متناهى الصغر؟
كراسونيس: خطتنا ممارسة هذا النوع من التأمين وذلك حين الانتهاء من البنية التكنولوجية للشركة حتى يتسنى لنا إدخال هذه المنتجات على السيستم الخاص بالشركة من خلال منصتنا الإلكترونية.